تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نقطة ساخنة الداء بالدواء.. فمن يداوي؟!

مصدر الصورة
البعث

لعلّه لا يكفي المواطن السوري تحمّله الزيادة الكبيرة في أسعار المنتجات والسلع الأساسية اليومية، حتى يتحمّل تلك الأصوات التي وكما يقال: “تكسر يدها وتشحد عليها”..؟!.

فما بين غذائه ودوائه علّة العلل، تفاقمها المطالبات المتكرّرة والملحة التي لا تخلو من التهديد بشكل جليّ في أحايين عديدة، تمارسها الجهات المعنية بشؤون الأطباء وتلك المعنية بأمور تصنيع الدواء والصيادلة، ومؤخراً دخل على الخط واقع الأسعار في مخابر التحاليل الطبية.

ففي الوقت الذي نجد طبيباً اختصاصياً يتقاضي 600 ليرة سورية عن كل كشفية، نجد أطباء آخرين ممن يرفلون بنعم مهنتهم يطالبون بزيادة تسعيرة كشفيتهم، على الرغم من أنهم لا يتقيّدون مطلقاً بالتسعيرة المحددة والبالغة 1500 ليرة سورية.

والمفارقة بين النوعين المذكورين أننا نجد الذي يقنع بالـ 600 ليرة حين تسأله لماذا لا يتقاضى التسعيرة المحدّدة له، يبادرك بالقول: “الله يعين العالم”، في حين لا نجد تلك الرحمة بعباد الله ممن ابتلوا بمرض صغر شأنه أو كبر، عند الصنف الآخر!!.

ليس هذا فحسب، وإنما نسمع نقيب أطباء سورية يؤكد أن رفع أجور الأطباء حاجة ملحة إذا ما أردنا الحفاظ عليهم والحؤول دون هجرتهم!!.

وإذا كنّا نفهم مطالبة أصحاب المخابر الطبية بزيادة تسعيرة التحاليل، والتي تجاوبت معها وزارة الصحة برفع أجور التحاليل المخبرية بنسبة 66% مؤخراً، لأن كلفة التحليل مرتبطة تماماً بسعر الكاشف المستورَد، وبالتالي بسعر صرف الدولار مقابل الليرة. لكن كيف نفهم وفي أي خانة يندرج تأكيد رئيس فرع دمشق لـهيئة مخابر التحاليل الطبية، أن عدم مجاراة السعر دفع بعض المخابر الخاصة وحتى مستشفيات وزارة الصحة للاعتماد على كواشف رديئة فيها، تصل نسبة الخطأ فيها إلى 10%.

تأكيد مصيبة في حدّ ذاته، كون الخسارة تعظم لدى المرضى، مادياً وصحياً، أما الشفاء فعلى الله!!.

وبالمقارنة مع الطبيب الذي رأس ماله سماعة وسرير و”مجهود” معاينة مدتها الأقصى ثلث ساعة للحالات الصعبة وأقل من خمس دقائق للعادية، وبين مخابر لديها أجهزة ومواد ومستحضرات مستوردة..، نجد من الضرورة إعادة النظر بتشخيص المهن الطبية، وبأسعارها.

وإن انتقلنا لموضوع الدواء وأسعاره التي ورغم الزيادات التي لحقت بكافة أنواعه، فلا تزال المطالبات مستمرة بالزيادة، وما الضغط لتحقيق ذلك من خلال الاحتكار، وفقدان الأنواع الذي بات سمة هذا القطاع، إلاَّ دليل ومؤشر على الكيفية التي يتعامل بها القائمون عليه، ولعلّ أبسط تعليق على ذلك هو: إن متلازمة الإنسانية سقطت أمام متلازمة الجشع.

نحن لسنا أبداً ضد الربح ولكن فلنتقِ الله في خلقه، وليكن المربح 10 و20%، لا 100% ونحن مسؤولون عن كلامنا، فقد غدت الصيدليات “سوبرماركات” والأطباء “دكنجية” كما وصفهم نقيبهم قبل الأزمة!!.

قسيم دحدل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.