تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قلب الصناعة ما زال ينبض

مصدر الصورة
البعث

يترقّب صناعيو وتجار حلب براءة جرح عاصمة الصناعة السورية، التي طالما كانت –ولا تزال- القلب النابض لاقتصادنا الوطني.

فها هي حلب تستعيد عافيتها التي حاول الإرهاب النيل منها، وقصم العمود الفقري لمدينة كرّست بامتياز “صنع في سورية” في كثير من الأسواق العالمية، وصدّرت قامات صناعية كان لها بصمات مميزة ذات أبعاد تاريخية وحضارية، تعدّ بمنزلة سفير حقيقي للصناعة السورية عموماً والحلبية خصوصاً، من صابون الغار وما حققه من حظوة عالمية مكّنته من حجز حصة له في أسواق عربية وأجنبية، مروراً بصناعة الألبسة التي زاحمت ماركتها نظيراتها العالمية، وصولاً إلى توطين صناعات حديثة كالسيارات والأجهزة الكهربائية وغيرها.

وبالتزامن مع عودة الأمان إلى حلب، وما سطّره بواسل الجيش العربي السوري من انتصارات كسرت رهان من تأبّطوا بالمدينة وأهلها شراً، أبدت الحكومة استعدادها أمس لتذليل العقبات ومواجهة التحديات وتقديم التسهيلات والضمانات اللازمة لإحداث نقلة حقيقية في أداء القطاعات الاقتصادية بمدينة حلب.

ولا شك أن مساعي الحكومة هذه نابعة من إدراكها أولاً لما تمتلكه حلب من مقوّمات كفيلة بإعادة صياغة المشهد الاقتصادي بشقيه الصناعي والتجاري، ولثقتها ثانياً بأبنائها الصامدين وقدرتهم على التعالي على الجراح، والمراهنة على عدم ادخارهم أي مجهود يساهم في إعادة إعمار مدينتهم.

فحلب ورغم جراحها لم تنقطع يوماً عن الاضطلاع بدورها الاقتصادي، فبقيت عجلتها الإنتاجية مستمرة بالدوران، إيماناً منها بأن ما تمر به لا يعدو كونه غيمة صيف في طريقها إلى الزوال من جهة، ولثقتها الكبيرة بانتصار قادم مكلل بتنمية يعوّل على أن تكون درساً اقتصادياً للبشرية في النهضة وإعادة الإعمار من جهة ثانية.

كما أن الشهباء لم تنزلق في مسارات الخنوع رغم ما تعرّضت له مصانعها من سرقات هنا، وتدمير هناك، وتملكها الصمود الاقتصادي لتبقى منتجاتها حاضرة بالمعارض المحلية والإقليمية التي أقيمت خلال سنوات الأزمة، ولعل هذا كفيل بانطلاقة جديدة مطعمة بمخاض يعِد بإرهصات أمل سيشرق نوره من الشمال السوري ليمتدّ على كامل ترابنا الوطني.

يبقى الرهان على أن يعيد من اضطرّ مرغماً على مغادرة حلب من صناعيين وتجار وأصحاب حرف وغيرهم، حساباته، ويعاود نشاطه الاقتصادي في مهد من صنعته وأضفت على منتجاته قيماً مضافة من مهارات مؤطرة بعبق التاريخ الحلبي وعراقته.

حسن النابلسي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.