تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لمن تُنتَج كهرباؤنا.. وبأي ثمن؟!

مصدر الصورة
البعث

هل عجزت إدارة منظومتنا الكهربائية عن إدارة ما تدّعيه من طاقة منتجة..، سواء أكانت ألف ميغا واط أم ألفين أو ثلاثة؟!.

وهل فعلاً المشكلة في قلّة الكمية المنتجة من الكهرباء، بنتيجة ما تدّعيه من صعوبة في توفير مادة الفيول اللازمة للتوليد الذي نحتاجه، علماً أن الفيول ليس المادة الوحيدة التي تعتمد عليها محطات التوليد لإنتاج الكهرباء؟!.

وكيف تريدنا أن نسلّم ونصدّق ذلك، خاصة وأننا خبرنا وعايشنا حال كهربائنا في مختلف الأوضاع والظروف..، سواء المناخية أو الأمنية، وسواء أكانت المواد اللازمة للتوليد متوفرة أم غير متوفرة.. وغير ذلك؟!.

اتبعت الإدارات المتعاقبة خططاً وبرامج متعدّدة لتأمين التيار الكهربائي للمشتركين فيه، تراوحت ما بين التقنين المقبول والجائر، واللجوء لنظام الحماية التردّدية، بهدف التوزيع العادل على القطاعات المنزلية والصناعية والخدمية وغيرها من جهة، وحماية الشبكة من الانهيار نتيجة الحمولات الزائدة عن الحدود المسموح بها من جهة أخرى.

واقع ليس سهلاً مطلقاً تمرّ به كهرباؤنا نعلم به، كما نعلم حجم الكلف والأعباء الكبيرة الملقاة على كاهل العاملين في هذا العصب الأساسي لكل أوجه نشاطنا الاقتصادي والمجتمعي.

لكن وبصراحة نقول: إن هناك أموراً لم تعد “مبلوعة” أبداً، إذ إن المشكلة لا تنحصر بما تقدّمنا، بل تتعداها لفشل في إدارة ما ننتجه من كهرباء، وهذا الفشل يتكشّف جلياً حين امتحان العوامل الجوية، التي وإن كانت في حالتها المُثلى، لا يختلف الأمر كما خبرنا!!.

أكثر من خمس سنوات مرّت ولم نشهد تطوراً في المعالجات المطلوبة لمواجهة مستجدات خبرتها إدارة كهربائنا، ولم يعد هناك جديد فيها قد يُتخذ ذريعة وحجة لتبرير التقصير الكبير في تدبير المنتج من الكهرباء. كما لم نلمس إدارة مختلفة تتناسب مع ما هو مختلف في متطلباته، ولم تستطع هذه الإدارة الاستفادة أو التوظيف الصحيح لما أعلنته أكثر من مرة بأن شبكتنا ومنظومتنا الكهربائية أفضل الموجود على صعيد المنطقة، وأن محطات توليدنا في جهوزية جيدة!!.

لكن رغم ذلك نتفاجأ في كل مرة أن هذه الحال الجيدة نسبياً لم تساهم في المساعدة على تلبية ما نواجهه من طلب على التيار الكهربائي، حتى في الحدود الدنيا وبالموثوقية والاستدامة المحدّدة الزمن!.

فالساعتان اليتيمتان اللتان يعلّل المواطن نفسه بوصول الكهرباء إليه فيهما، لم تستطع إدارتنا الكهربائية تأمينهما بشكل كامل ومستمر، وإنما في الواقع تصيران نصف ساعة أو أكثر بكثير!!.

أما المصيبة فوق المصيبة فتكمن في الفواتير التي لا تتناسب مع تراجع الاستهلاك بحكم ساعات التقنين الطويلة و”الترددية” الرديئة، التي فاقمت خسائر المشتركين بشكل كبير، خسائر ردّت على مدّعي الدعم وهم ادعائهم.

الكلّ يا سادة يعلم أن هناك كهرباء تُنتج، وأن هناك وفراً، وأن هناك منظومة “مضبوطة نتباهى بها”، لكن يا سادة لما لا تستطيعون إدارتها بشكل سليم وصحيح، ولما يرمي كل مدير حين نسأله عمّا هو مسؤول عن إدارته على غيره؟!.

لا شك أن هناك كثيراً من الشك في منظومتنا غير المنظورة..، فلمن تُنتج الكهرباء ولمن تُعطى وبأي ثمن.. يا أصحاب الإدارة والقرار؟!.

قسيم دحدل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.