تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ممّ يخاف ذلك المدير.. برأيكم..!؟

مصدر الصورة
البعث

وأنا أهمُّ خارجاً من المصعد، قاصداً أحد المديرين المركزيين في إحدى المؤسسات الحكومية..، أشار إلي أحدهم –لم يكشف لي هويته– بأن أتبعه لزاوية محددة..

لم أستغرب تصرّفه لكثرة ما نواجه نحن الصحفيين من مستغربات عند تعمّقنا بقضية ما، وخاصة عندما يكون فيها ما يكون من شبهات وارتكابات، “أبطالها” ممن جل همّهم في عملهم، إبعاد أي شيء قد يكشف ما يجهدون أبداً لإبقائه بعيداً في أقبية أفعالهم غير المشروعة..

لكن هذه المرة كان الاستغراب من تصرّف الموظف في أحد طوابق المؤسسة، حاضراً.. فالمستغرب همسه لي أنني مراقب بالكاميرات وخاصة عندما أقصد مديراً بعينه، وأن المدير العام للمؤسسة، يتابع ذلك..!.

عندها علمت سبب الزاوية التي أراد لي وله الوجود فيها، فالرجل من المتابعين لما أنشر، لذا وحماية لنفسه من وجوده معي أمام الكاميرات، لم يجد سوى هذا التصرف كي ينبّهني لما يجري، وأن زيارتي للمدير المقصود ليس مرحّباً بها من المدير العام للمؤسسة، وأنني بزيارتي للمدير الصديق سأجلب له وجع الرأس، ما يعني أنني سأكون سبباً لمشكلة قد تلحق بالصديق إن أُثبتت عليه زيارتي له..!.

لم آخذ الأمر بادئ ذي بدء بتلك الأهمية، إذ فكّرت بوجود سوء نية من وراء ذلك التصرف، وأن غاية المُنبّه لي..، التأكد من أن ذلك المدير بشكل أو بآخر يشكل مصدراً من مصادري الإعلامية..، وهذا ما تأكد لي لاحقاً..!.

الأكثر استغراباً، أنني حتى تلك اللحظة لم أتناول تلك المؤسسة ومديرها بأي مادة قد يُفهم منها أي أمر سلبي، لا بل على العكس كانت المواد التي نشرتها تعكس الجانب الإيجابي لعمل المؤسسة..!.

ومع ذلك لم يعجب المدير العام تواتر زياراتنا لإحدى مديرات مؤسسته، رغم أنه أمر أكثر من طبيعي في عملنا الصحفي، بل هو أسّ عملنا..، ولعله غاب عن ذاك المدير المراقب..، أنه يقوم بالأمر نفسه، أي هل يُعقل ألاَّ يتابع ويزور –مثلاً- المديرات التابعات لمؤسسته والعاملين فيها ليشرف على حسن سير العمل ومدى التزام الموظفين بمسؤولياتهم وإنجاز مهامهم..!؟.

الجواب على تساؤلنا هو: بالطبع لا. لكن ما اتضح أن المدير العام لا يريد للإعلام أن يعلم أكثر مما هو يريد له أن يعلم، ولا أن يفهم حقيقة ما يجري في مؤسسته، ولا أن يكتشف ماهية القرارات والعلاقات التي تربط مؤسسة المدير بغيرها من الجهات، وخاصة علاقاته التي تكشفها مضامين قراراته..، ولاسيما الجهات في القطاع الخاص..!؟.

فممَّ يخاف ذلك المدير برأيكم..؟!، الذي طالما تهرّب من لقاء صحفي..، نأمل ألاَّ يكون يعاني من “فوبيا إعلامية”..!.

وإلى اللقاء في حلقة قادمة، فالمسلسل على ما يبدو مكسيكي.

قسيم دحدل

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.