تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رفيق شكري في ذكراه الخمسين… رائد الأغنية السورية المعاصرة

مصدر الصورة
sana

 

يعد الملحن والمطرب السوري الكبير رفيق شكري علامة فارقة في عالم الموسيقا العربية فهو أول من استخدم اللهجة المحلية في كلمات ألحانه من الفنانين السوريين.

واستطاع شكري اختزال سنوات عمره القصيرة ليحفر بحروف من ذهب أغنياته في ذاكرة أجيال متعاقبة ترددها الألسنة إلى يومنا هذا فمن منا لا يعرف أغنية بالفلا جمال ساري وخلي الحبايب يسلمو وغيرها الكثير.

ويصادف اليوم الذكرى الخمسون لرحيل هذا الفنان الذي غادر الدنيا بعد سنوات من الجد والكفاح بدأت منذ ولادته في حي الميدان الدمشقي عام 1923 حيث توفي والده وعمره أربعون يوما فقط فتولت أمه رعايته.

ظهر ولع شكري بالموسيقا والغناء مذ كان طفلا فاقتنى عودا وهو في الثانية عشرة من عمره وبدأ بتعلم العزف عليه بنفسه ثم تتلمذ على يد الموسيقي صبحي سعيد الذي كان من أمهر عازفي العود في دمشق وعلمه العزف على العود والنوتة الموسيقية.

وفي عام 1936 بدأ رحلته مع الغناء مطربا حينما وقف لأول مرة على أحد مسارح دمشق يؤءدي أغنيات محمد عبد الوهاب بطريقته الخاصة واسلوبه المميز ثم بدأ يخط لنفسه أسلوبا خاصا في الغناء يستمد مقوماته من البيئة السورية عندما قدم بصوته أول أغنية خاصة به وكانت (لما هويتك ما كانش ذنبي) التي كتب كلماتها عزت حصرية ولحنها له صبحي سعيد وقدمها عبر إذاعة دمشق عام 1941.

لكن الانطلاقة الفنية الحقيقية لرفيق شكري كانت عام 1942 حين تعرف على الشاعر الغنائي عمر حلبي وأثمر هذا اللقاء عن أغنية (بالفلا جمال ساري) فكانت أولى أغانيهما وحققت نجاحا كاسحا.

كانت الأغنية بداية تعاون بينه وبين عمر حلبي استمر حتى رحيل شكري وأثمر عن أكثر من مئتي أغنية هي أجمل ما لحن وغنى الراحل والتي منها غيبي يا شمس غيبي وخلي الحبايب يسلموا وخدوا معاهم مها.

لحن رفيق شكري خلال مسيرته الفنية أكثر من خمسمئة أغنية غنى قسماً منها بصوته وأعطى القسم الآخر لمطربات ومطربين آخرين منهم ياسين محمود وكروان وسعاد محمد وماري جبران وفايزة أحمد وسحر ونور الصباح وسعاد مكاوي كما استخدم في بعض ألحانه الإيقاعات الغربية مثل التانغو والسامبا والموسيقا الراقصة.

نال الغناء الوطني مساحة كبيرة من أعمال الراحل فلحن وغنى عدة أغنيات منها ذكرى الجلاء ويا حبيبتي يا مهد الحرية ونحن أسود الحرية لكن القضية الفلسطينية كان لها النصيب الأكبر من ألحانه الوطنية فقدم ستة ألحان عن فلسطين توزعت ما بين نشيد واسكتش وقصيدة.

وفي مجال السينما خاض رفيق شكري غمارها في فيلم وحيد هو نور وظلام عام 1948 وهو أول فيلم سوري ناطق وشاركته البطولة فيه الممثلة اللبنانية إيفيت فغالي وأخرجه نزيه شهبندر وقدم فيه الفنان شكري عدداً من أغنياته.

وخلال زياراته إلى القاهرة قام ببعض الأدوار الثانوية في عدد من الأفلام المصرية منها فيلم بنت البادية مع المطرب الشعبي المصري محمد الكحلاوي.

ولم يتوقف إبداع الراحل على الموسيقا بل كان من مؤسسي نقابة الموسيقيين وأحد المشرفين الموسيقيين في إذاعة دمشق حتى رحيله عام 1969 إثر نوبة قلبية.

ميس العاني

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.