تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سعد الله الجابري أحد أهم رجالات الإستقلال و أول رئيس حكومة في العهد الوطني

سعد الله الجابري
مصدر الصورة
أرشيف

ترأس الكتلة الوطنية التي قادت عملية تحرير سورية من الإستعمار الفرنسي ويعتبر أحد أهم زعماء النضال الذين قاموا بإعادة توحيد سورية بعد أن قسمها الفرنسيون إلى دويلات وتوجت ثمرة نضالهم بجلاء الفرنسيين عن التراب السوري عام 1946..

هو سعد الله بن عبد القادر لطفي الجابري ، ولد في حلب عام 1894 لعائلة عريقة ،مشهورة بالوطنية. والده السيد الحاج عبد القادر لطفي الجابري الحسيني مفتي ولاية حلب

وهو أصغر إخوته الثمانية ,تلقى علومه الابتدائية والتجهيزية والثانوية في حلب

ثم في الكلية الملكية السلطانية في استنبول حيث اتصل هناك بالشباب العربي وأسسوا جمعية العربية الفتاة وأقسموا اليمين للعمل على نيل حقوق العرب.

أُرسل سعد الله إلى المانيا حيث درس سنتين وعاد إلى استانبول بعد إعلان الحرب العالمية الأولى ،

عندما انتهت الحرب عاد الجابري إلى حلب، ودخل في حركة حقوق الإنسان، ولما قامت الثورات عام 1919 إثر نية الحلفاء تقسيم البلاد العربية ودخول الفرنسيين سوريا؛ كان سعد الله الجابري على اتصال بزعيم الثورة في الشمال ابراهيم هنانو يؤيد ثورته ويدعمه، كما جدد اتصاله بمن كان معه في الكلية السلطانية من الوطنيين مثل شكري القوتلي وغيره من العناصر الوطنية. شارك في المؤتمر السوري العام الذي انعقد عامي 1919 و1920  ودعا إلى وحدة سوريا الطبيعية.

اعتقله الفرنسيون في سجن أرواد مدة من الزمن مع هاشم الأتاسي وجماعة من الوطنيين... ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة جديدة من النضال إذ كانت سوريا تغرق رويداً رويداً تحت وطأة المحتل الفرنسي.

كان الجابري وجماعته يعقدون الإجتماعات ويرفعون الإحتجاجات والمذكرات لعصبة الأمم المتحدة يشكون فيها الفرنسيين، وحين أعلنت السلطة الفرنسية استعدادها لإقامة حكم دستوري في البلاد، كان الوطنيون قرروا في مؤتمرهم الدخول في الإنتخابات، ولما انتخب إبراهيم هنانو والجابري لأول مجلس تأسيسي رأى الفرنسيون أن هذا المجلس لا يمكن أن يخدم مصالحهم، فعمدوا إلى إلغائه، واعتقل الجابري من جديد وعاد الوطنيون إلى النضال وقامت المظاهرات والإحتجاجات. وبعدما أّفرج عنه تنادى الوطنيون لوضع ميثاق الكتلة الوطنية ونظامها الأساسي فكان هاشم الأتاسي رئيساً وإبراهيم هنانو وسعد الله الجابري نائبين للرئيس.

لما رفضت الكتلة الوطنية معاهدة عام 1933، قامت المظاهرات في جميع أنحاء سوريا وجرت اعتقالات للوطنيين وكان من بينهم سعد الله الجابري حيث صدر عليه حكم بالسجن ثمانية أشهر.

اشتد الطغيان الفرنسي في سوريا، وأُغلقت مكاتب الكتلة الوطنية وعمت الاعتقالات رجال حلب ودمشق وباقي المدن، وأضربت جميع المدن السورية، وأُلقي القبض مجدداً على الجابري وسجن في جزيرة أرواد.

تجاه ما وصلت إليه سوريا من الاضطراب، استدعى الفرنسيون الوطنيين واتفقوا معهم على أن يرسلوا وفداً يمثل وطنيي البلاد إلى فرنسا للمفاوضة لعقد معاهدة، فكان الجابري عضواً في هذا الوفد، وصدر عفواً عاماً عن السوريين وأُفرج عن الوطنيين 

شغل الجابري وزارتي الداخلية ثم الخارجية في وزارة جميل مردم بك، في أول حكومة وطنية كان فيها هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. لكن الفرنسيين أثاروا الفتن والنعرات الطائفية ما أدى إلى تعطيل الدستور وإنهاء الحكومة، فاستقال رئيس الجمهورية وكانت نهاية العهد الوطني.

بتعطيل الحياة الدستورية وإبعاد الوطنيين عن الحكم، زاد إمعان الفرنسيين في اضطهاد الوطنيين، واستولوا على السلطة مباشرة وأنشؤوا حكومة موالية لهم، في هذا الظرف وقعت حادثة جعلت سعد الله وصحبه يغادرون سوريا كلاجئين إلى العراق، وذلك حينما وُعِد قاتل الوطني الدكتور عبد الرحمن الشهبندر بالعفو عنه، إذا اعترف أنه كان مدفوعاً إلى القتل من قبل رجال الكتلة الوطنية: شكري القوتلي وسعد الله الجابري وجميل مردم بك، غير أن القضاء برأهم. ولم يعد سعد الله الجابري إلى سوريا إلا حينما أُعلن استقلال البلاد.

عندما انتُخب شكري القوتلي لرئاسة الجمهورية في 17/8/1943، تولى الجابري رئاسة الحكومة.

كان سعد الله الجابري رئيس الوفد السوري في توقيع بروتوكول الاسكندرية الذي بني عليه ميثاق جامعة الدول العربية ، ورئيس وفدها في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام، كما حضر إعلان إنشاء وتأسيس الجامعة العربية.

وانتخب نائباً عن حلب في البرلمان السوري عدة مرات، واعتقله الفرنسيون أكثر من مرة وتولى وزارة الخارجية والداخلية ورئاسة الوزراء كما كان رئيساً لمجلس النواب السوري عام 1945، وهو أمر بفض جلسة المجلس قبل انعقادها منعا لسقوط عدد كبير من الضحايا يوم قصف الفرنسيون المجلس النيابي بالمدفعية يوم 29 أيار 1945.

عندما علمت القوات الفرنسية بنجاة أعضاء البرلمان السوري من القصف أرسلت قواتها للقبض على الجابري الذي كان يقيم في فندق الشرق فتنكر بزيّ راهب وخرج مستتراً بسيارة السفير الروسي سولود واتجه إلى حيفا ومن هناك اتصل بمجلس الأمن ومارس نضاله السياسي حتى تاريخ 17 نيسان 1946 ذلك اليوم لذي أصبح عيداً وطنيا لسوريا هو عيد جلاء آخر جندي فرنسي عن التراب السوري ، وكان لسعد الله الجابري الفضل الكبير في تحقيق نتائجه وتأكيد آثاره.

مرض سعد الله الجابري في آخر زيارة له إلى مصر ، حيث كان هناك لحضور مجلس الجامعة العربية عام 1947، وبقي في الاسكندرية للعلاج من التهاب الكبد الوبائي الذي أصيب به خلال أيام سجنه المتكرر، ما أدى به إلى تقديم استقالته لرئيس  الجمهورية شكري القوتلي .

رجع الجابري إلى حلب وقضى فيها بضعة أشهر، وما لبث أن وافته المنية في حزيران من عام 1947.

كرس سعد الله الجابري حياته للنضال من أجل استقلال بلاده وعزة أهلها، وبادله أهل بلده ومدينته حلب الوفاء بالوفاء وشيع في حلب بموكب كبير رسمي و شعبي حاشد حضره رئيس الجمهورية ورؤساء وملوك دول جامعة الدول العربية وممثلي البعثات الدبلوماسية بدمشق .

ووري في الثرى إلى جانب رفيق نضاله ابراهيم هنانو .

وحملت الساحة الرئيسية في قلب مدينة حلب اسمه تخليداً لذكراه وهي الساحة الأكثر أهمية في المدينة و تحتوي في القسم الشمالي منها على نصب تذكاري يرمز لشهداء سوريةساحة سعد الله الجابري .
مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.