تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"قسد" في سورية تستلهم "الهاغاناه" الصهيونية في فلسطين ماذا بعد حرق المحاصيل في الشمال السوري

مصدر الصورة
خاص- حرق حقل قمح الإعلامي خليل هملو في تل أبيض بريف الرقة

   اعتقلت ميليشيا قسد مؤخراً مراسل" الإخبارية السورية" بتهمة تصوير الحرائق في حقول القمح بالقامشلي ... مئات الدونمات من الأراضي المزروعة قمحاً وشعيرا أحرقت في الشمال والشمال الشرقي من سورية ,والفاعل مجهول , وللمصادفة فإن هذه الحرائق لم تشتعل إلا بمناطق سيطرة " قسد " ولمواطنين عرب أو لمعارضين لها ....

منذ تشرين من عام 2015 أنشأ التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ما أسماه "قوات سورية الديمقراطية" المعروفة بـ "قسد" لتصبح أداة - محلية - في يده بزعم محاربة تنظيم "داعش" في الشمال والشمال الشرقي من سورية .

ومع أن "قسد" قُدمت على أنها علمانية وديمقراطية وهي المكونة من أكثر من 27  فصيلاً - أغلبها من الأكراد - تدل مسمياتها على انتماءاتها الأيديولوجية وولاءاتها فعلى سبيل المثال تحوي قسد ما يسمى" لواء القعقاع"  و "لواء عين جالوت" وحتى" لواء السلطان سليم" و "لواء السلاجقة "..إرضاء وتطميناً للتركي, بعد أن  بدأ الحديث عن الاستعداد لقبول التفاوض معه بشأن الشمال السوري.

 شكل دخول ميليشيا "قسد" مناطق تسيطر عليها "داعش" الكثير من الجدل والتساؤلات ,إذ كان التنظيم الملعون  ينسحب من أكثر معاقله تحصيناً  لتصدر بعدها البيانات العسكرية –الأنثوية - أنه وبعد قتال عنيف تم التحرير , ثم تبدأ فصول منع سكان تلك المناطق من العودة إليها تمهيداً لتكريدها .وهذا رأيناه في الرقة وريفها ومناطق من ريف دير الزور.

أوائل القرن الماضي ومع بدء الهجرات اليهودية إلى فلسطين شُكل ما عرف بعصابات "الهاغاناه " التي مارست القتل والتنكيل بالفلسطينيين ومنعتهم من الوصول إلى أرزاقهم وجني محاصيلهم لإجبارهم على تركها والهجرة عنها ..ومن ثم الاستيلاء عليها والاستيطان فيها.

لا تختلف أساليب جماعة " قسد "  كثيراً في سورية... قتل, خطف,تآمر ,تغيير أسماء القرى والمناطق, تزوير للتاريخ ,تدمير الآثار وتخريبها وتهريبها , تشريد السكان العرب ,تمييز , فرض مناهج كردية على السكان الأمر الذي استدعى الأهالي للتظاهر...وآخر الأساليب حرق محاصيل العرب في قراهم إما لإخضاعهم وإما لتهجيرهم

يفهم السوريون جيداً عِـبَـر التاريخ ودروسه ويعلمون جيداً أن مصلحتهم لن تكون يوماً مع الأمريكي الذي يسخر مقدراته وعصارة فكره دعما لإسرائيل , ويعلم  السوريون جيداً أنه ليس للولايات المتحدة حلفاء بل أدوات و" بقرات حلوب " تتخلى عنها وقتما تشاء , ويعلمون جيداً أن لا عهود لدى واشنطن ولا اتفاقات محفوظة ولاسيما في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب .

إذاً  إن من يتحالف مع الأمريكي وبالتالي الإسرائيلي لن يستحق سوريته والأكراد لم يفهموا دروس  التاريخ , فعليهم ألا يكونوا أداة بأيدي الآخرين وأن ينتبهوا لما حصل لهم في مناسبات تاريخية كثيرة , حيث أدت خياراتهم الخاطئة إلى أن تحل جميع مشاكل المنطقة على حسابهم.

مدت الدولة السورية يدها لمن أسمتهم لآخر لحظة "الإخوة الأكراد" و"المكون الكردي الأساسي" وحاولت أكثر من مرة إجراء حوار معهم  و كان قادتهم يأتون إلى دمشق ,ثم تأتي التعليمات الأمريكية ويتوقف الحوار ..

حذرت الدولة السورية الأكراد من التعامل مع التحالف الغربي وأعلنت أكثر من مرة أنها لن تقبل إلا ببسط سيطرتها وسيادتها على كامل ترابها الوطني إن بالحوار أو بالقوة , لكن من الواضح أن وعود  واشنطن بخلق كيان لهم في الشمال السوري أعمى بصرهم وبصيرتهم وزين لهم خيالهم أنه طالما خلقت إسرائيل في فلسطين فمن الممكن خلق كيان كردي في سورية ولكن هنا عليهم أن يعيدوا حساباتهم ألف مرة... وإن غداً لناظره قريب .

                                                                                         رئيس التحرير

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.