تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كشف عن تحرك باتجاه تشكيل حكومة موسعة.. الرئيس الأسد: لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته

مصدر الصورة
sns

 

محطة أخبار سورية

كشف الرئيس بشار الأسد عن تحرك باتجاه تشكيل حكومة موسعة تضم قوى سياسية جديدة ظهرت في البلاد.

 

وأكد الرئيس الأسد في خطابه على مدرج جامعة دمشق أنه لا توجد دولة تتنازل عن الأمن، وأنه بالتوازي مع الإصلاح ومكافحة الفساد ستواصل الدولة «الضرب بيد من حديد على الإرهابيين»، مشدداً على أنه لم يعد بالإمكان لأي طرف إقليمي أو دولي أن يزور حقيقة الأحداث التي تشهدها سورية، وموضحا أن السوريين لا يمكن أن يتنازلوا عن كرامتهم التي هي «أقوى من جيوشهم وأغلى من ثرواتهم»، وأن الصراع اليوم هو مع سورية وليس عليها، ولكن يجب ألا يتم تعميم أخطاء بعض «المستعربين» على العروبة.

 

وبدا الرئيس الأسد في خطابه صريحاً وواضحاً وواثقاً من نفسه ومن شعبه، وخاطب العقل والوجدان، مشخصاً الأزمة السورية ومن خلالها العربية والعالمية، راسماً ملامح المرحلة المقبلة التي عنونها: سورية «متجددة».

 

خرج الرئيس الأسد عن النص في أغلبية الخطاب الذي استمر قرابة الساعتين، فصارح شعبه بما يدور في كواليس السياسة وفي الشارع وفي عواصم العالمين العربي والغربي، فكان يتحدث كفرد من أفراد الشعب السوري يخاطبهم مباشرة وبكل شفافية، كما تحدث بشخص رئيس الدولة الذي يؤسس لمرحلة جديدة ومتجددة دون أن يقدم أي تنازل لمن يطالبونه بالتنازل ويساومونه على مواقف سورية وكرامة شعبها.

 

كان صريحاً في حديثه عن الدولة الأم وعن قيم التسامح والحب وبناء الإنسان السوري، وكان واضحاً في حديثه عن الإصلاح وتسلسله الزمني وعن انفتاح سورية على قوى المعارضة الوطنية كافة، كاشفاً ومكاشفاً كل السوريين عن حوارات مستمرة ودائمة مع شخصيات وطنية سورية تقترح وتساعد وتساهم في بناء سورية المستقبل فيستجيب رئيس الدولة ترسيخاً لمبدأ التشاركية ليس فقط في القرار بل في المصير أيضاً وفي بناء سورية المستقبل التي يستفيد منها كل أبنائها.

 

ولم يجامل الرئيس الأسد فكان واضحاً في حديثه عن الإرهاب وضرورة ضربه بيد من حديد ومساهمة كل السوريين في محاصرته وطرده إلى خارج حدود الوطن، كما لم يجامل من يطلق على نفسه لقب «الثائر» فعراه وفرق بينه من ينتقد ويعارض ويتظاهر حباً لسورية وبين من يفعل ذلك كرهاً وحقداً وبحثاً عن دمار سورية.

 

تحدث إلى السوريين كل السوريين في الداخل والخارج موالاة ومعارضة، وثمن عالياً وعي الشعب السوري الذي وقف سداً منيعاً أمام محاولات إشعال الفتنة وإغراق سورية بالدماء.

 

جدد الكلام عن الأخطاء الفردية مؤكداً أن لا سياسة في أي من مؤسسات الدولة لإطلاق الرصاص إلا دفاعاً عن النفس أو لمواجهة الإرهابيين.

 

ووضع الرئيس الأسد النقاط على حروف الأزمة التي تشهدها سورية منذ عشرة أشهر، مؤكداً أن «الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن أدمت قلب كل سوري وفرضت ظروفاً تمثل لنا جميعاً امتحانا جدياً في الوطنية».

 

وشدد على أنه «لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية»، مشيراً إلى «أن المئات من وسائل الإعلام عملت ضد سورية لدفعها إلى حالة من الانهيار لكنها فشلت».

 

وقال: إن «التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع، فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها».

 

وتطرق الرئيس الأسد إلى التحريف الذي قامت به إحدى الفضائيات الأميركية تجاه الحوار الذي أجرته معه، وقال «خسئتم لست أنا من لا يتحمّل مسؤولياته، فقد صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث والانتصار فيها قريب جداً».

 

وانتقد الرئيس الأسد سلوكيات الجامعة العربية تجاه سورية، ورأى أنها «مجرد انعكاس للوضع العربي ومرآة للحالة العربية المزرية»، معتبرا أن «الجامعة بلا سورية تصبح عروبتها معلقة»، لكنه أكد أن سورية «لن تغلق الباب أمام أي مسعى عربي يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا».

 

وشدد الرئيس الأسد على ضرورة ألا يتم تعميم أخطاء بعض المستعربين على العروبة فيظهر ما نقوم به الآن كرد فعل تجاه العروبة كما قام الغرب به تجاه الإسلام وخاصة بعد أحداث 11 أيلول.

وأخذ الشأن الداخلي ولاسيما موضوع الإصلاح حيزا كبيراً من خطاب الرئيس الأسد حيث أكد أنه «لا يمكن القيام بعملية إصلاح داخلي دون التعامل مع الواقع على الأرض»، مشدداً على أن الأولوية القصوى الآن هي لاستعادة الأمن وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين بيد من حديد»، مؤكداً أنه «لا يوجد أمر بإطلاق النار على أي مواطن».

 

وكشف الرئيس الأسد أن الاستفتاء على الدستور الجديد سيكون في آذار المقبل على أن تكون الانتخابات التشريعية في أوائل أيار أو في أوائل حزيران، موضحاً أن الدستور الجديد «سيركز على التعددية الحزبية والسياسية وأن الشعب مصدر السلطات والحريات وغيرها من المبادئ الأساسية».

 

وتطرق الرئيس الأسد إلى إمكانية تشكيل حكومة موسعة وقال: «الآن ثمة قوى سياسية جديدة وهناك من يطرح مشاركتها، وكلما وسعت المشاركة كان أفضل من كل النواحي وتوسيع الحكومة فكرة جيدة ونرحب بمشاركة كل القوى السياسية».

 

وتطرق إلى موضوع المعارضة، وقال: «لدينا شخصيات وتيارات معارضة، والمعارضة هي حالة مؤسساتية ولا يوجد لدينا معايير قبل الانتخابات المقبلة، ونحن لا نريد معارضة تأخذ المؤشرات من الخارج، لا نريد معارضة تحاورنا بالسر لكي لا تغضب أحداً، المعارضة حالة مؤسساتية تعني قاعدة شعبية تظهر في الانتخابات».

 

وفيما يلي النص الكامل لخطاب الرئيس الأسد

أعلم أنني غبت فترة طويلة عن الإعلام لكنني اشتقت لمثل هذه اللقاءات للتواصل المباشر مع المواطنين لكني كنت دائماً أقوم بمتابعة الأمور اليومية وتجميع المعطيات كي يكون كلامي مبنياً على ما يقوله الشارع.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. أحييكم تحية العروبة التي ستبقى عنواناً لانتمائنا وملاذاً لنا في الملمات كما سنبقى قلبها النابض بالمحبة والعنفوان.. وأحييكم تحية الوطن الذي سيبقى مصدر فخرنا واعتزازنا كما سنبقى أوفياء لقيمه الأصيلة التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد كي يبقى شامخا مستقلا وأحيي صمودكم لتبقى سورية قلعة حصينة في مواجهة جميع أشكال الاختراق.. حرة ضد الارتهان للأجنبي.

 

وقال الرئيس الأسد.. أتحدث إليكم اليوم بعد مضي عشرة أشهر على اندلاع الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن وفرضت ظروفاً مستجدة على الساحة السورية.. هذه الظروف التي تمثل لنا جميعا امتحاناً جدياً في الوطنية لا يمكن النجاح فيه إلا بالعمل الدؤوب وبالنوايا الصادقة المبنية على الإيمان بالله وبأصالة شعبنا وبمعدنه النقي والذي صقلته العصور فجعلته أشد متانة وأكثر إشراقاً.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. وإن كانت هذه الأحداث كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري فإنها تفرض على أبناء سورية مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وبتآخينا وبسمونا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية.. بارتقائنا إلى حيث هي قضايانا الوطنية النبيلة.. فهذا هو قدرنا وهنا تكمن قوة وطننا وعظمة تاريخنا.

 

التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً

وقال الرئيس الأسد.. إن التآمر الخارجي لم يعد خافيا على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً ولم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع.. فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديمقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك دمائها للمتاجرة بها.. ولم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل فقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية.

 

وتابع الرئيس الاسد.. إن الأقنعة سقطت الآن عن وجوه هذه الأطراف وبتنا أكثر قدرة على تفكيك البيئة الافتراضية التي أوجدوها لدفع السوريين نحو الوهم ومن ثم السقوط.. كان يراد لهذه البيئة الافتراضية أن تؤدي إلى هزيمة نفسية ومعنوية تؤدي لاحقاً إلى الهزيمة الحقيقية.. كان المطلوب أن نصل من هذه الهجمة الإعلامية غير المسبوقة إلى حالة من الخوف وهذا الخوف الذي يؤدي إلى شلل الإرادة وشلل الإرادة يؤدي إلى الهزيمة.

 

هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية

وقال الرئيس الأسد.. الآن هناك أكثر من ستين محطة تلفزيونية في العالم مكرسة للعمل ضد سورية البعض منها يعمل ضد الداخل السوري والبعض منها يعمل لتشويه صورة سورية في الخارج.. وهناك العشرات من مواقع الانترنت والعشرات من الصحف والوسائل الإعلامية المختلفة.. يعني نحن نتحدث عن المئات من وسائل الإعلام.. كان الهدف أن يدفعونا باتجاه حالة من الانهيار الذاتي كي يوفروا على أنفسهم الكثير من المعارك وفشلوا في هذا الموضوع ولكنهم لم ييئسوا.

 

وتابع الرئيس الأسد.. إن إحدى المحاولات التي تعرفونها هي ما قاموا به معي شخصياً بمقابلتي مع القناة الأميركية وأنا لا أشاهد نفسي على التلفاز نهائيا منذ أن أصبحت رئيساً.. لم أرَ نفسي لا في مقابلة ولا في خطاب.. لا أشاهد نفسي على التلفزيون.. وفي هذه المرة شاهدت نفسي وعندما شاهدت نفسي كدت أصدق ما أقوله.. أنا قلت الكلام فإذا كانوا قادرين على إقناعي بالكذبة ما هو الوضع بالنسبة للآخرين.. لحسن الحظ كان لدينا نسخة أصلية.. هم تجرؤوا وفعلوا هذا الشيء لأنهم يعتقدون أنه لا توجد نسخة أصلية ولو لم يكن لدينا نسخة أصلية نعرضها على المواطنين ونقوم بعملية مقارنة ولو تحدثت في هذا المكان لساعات وأنا أقول لكم أنا لم أقل هذا الكلام لكان من الصعب لأي شخص أن يصدق عملية الفبركة المتقنة التي قاموا بها.

 

وقال الرئيس الأسد.. طبعاً هم يهدفون إلى شيء وحيد.. عندما فشلوا في خلق حالة انهيار على مستوى سورية.. على المستوى الشعبي أو المؤسساتي.. أرادوا أن يصلوا إلى رأس الهرم في الدولة لكي يقولوا للمواطنين وطبعاً ليقولوا للغرب.. إن هذا الشخص يعيش في قوقعة لا يعرف ما الذي يحصل وليقولوا للمواطنين وخاصة الموجودين في الدولة.. إذا كان رأس الهرم يتهرب من المسؤولية ويشعر بالانهيار فمن الطبيعي أن يفرط العقد.

 

وأضاف الرئيس الأسد.. إن المحاولات مستمرة لا تنتهي.. مرة الرئيس سافر ومرة هاجر وهذا الكلام الذي تعرفونه يعني بما معناه الرئيس يتخلى عن المسؤولية وهذا ما يحاولون تسويقه.. نقول لهم خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياته.

 

وتابع الرئيس الأسد.. عندما كنت أشرب الماء في الخطاب الماضي كانوا يقولون الرئيس متوتر.. لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية.. نحن دائماً نستبق الاصطياد في الماء العكر.. سيستخدمون هذه الكلمة ليقولوا الرئيس السوري يعلن بأنه لن يتنازل عن المنصب وهم يخلطون بين المنصب والمسؤولية وأنا قلت في عام 2000 أنا لا أسعى إلى منصب ولا أهرب من مسؤولية.. المنصب ليس له قيمة هو مجرد أداة ومن يسع الى منصب لا يحترم.

 

وقال الرئيس الأسد.. نحن نتحدث الآن عن المسؤولية وهذه المسؤولية أهميتها بالدعم الشعبي فأنا أكون في هذا الموقع بدعم من الشعب وعندما أترك هذا الموقع يكون أيضاً برغبة من هذا الشعب وهذا الموضوع محسوم.. ومهما سمعتم كلاما فأنا في سياساتي الخارجية وفي كل المواقف استندت إلى الدعم الشعبي وإلى البوصلة الشعبية.. ولكن ماذا نستفيد من موضوع المقابلة مع المحطة الأميركية في الإطار الإعلامي.. وكان هناك سؤال متكرر عن حسن نية لدى الكثيرين من داخل سورية ومن خارجها.. لماذا لم نكن نسمح للإعلام أن يدخل إلى سورية.. الحقيقة خلال الشهر أو الشهر ونصف الشهر من بداية الأزمة كان الإعلام الأجنبي والعربي حراً تماماً في التحرك داخل سورية ولكن كل الفبركات الإعلامية والحالة السياسية والإعلامية التي بنيت ضد سورية بنيت على تلك المرحلة وعلى ذلك التزوير ولكن هناك فرق بين أن تزور الحقيقة من داخل سورية وتأخذ مصداقية وبين أن تزور من خارج سورية وتكون المصداقية أقل لذلك أخذنا قراراً بألا نغلق الباب ولكن أن تكون هناك انتقائية في دخول الإعلام على الأقل لنضبط نوعية المعلومات أو نوعية التزوير الذي يخرج خارج الحدود.

 

الانتصار قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر

وتابع الرئيس الأسد.. صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث فما ازددنا إلا صلابة وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جدا طالما أننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر.

 

وقال الرئيس الأسد.. إن وعيكم الشعبي المبني على الحقائق لا على التهويل ولا التهوين ولا على المبالغات ولا التبسيط كان له الدور الأهم في كشف المخطط والتضييق عليه تمهيدا لإفشاله تماماً وفي سعينا لتفكيك تلك البيئة الافتراضية بادرنا بالحديث بشفافية عن تقصير هنا وخلل أو تأخير هناك وفي بعض الم

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.