تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قمة "أوساكا" وحدود الفعل الدولي..!!

مصدر الصورة
وكالات

تعقد هذه الايام اجتماعات "مجموعة العشرين" في مدينة "أوساكا" اليابانية. وفيما تهتم الحكومة اليابانية بالمراسم واستقبال الوفود وتحضير الهدايا التذكارية المميزة للضيوف، فإنّ مواضيع وملفات كثيرة ومعقدة على جدول أعمال القمة الدولية؛ بعضها قديم مؤجلٌ من قمم سابقة يحتاج إلى البتّ به، وبعضها قضايا مستجدة تحتاج إلى البحث والدراسة والنقاش ووضع الحلول لها: مواضيع ومشاكل وأزمات تمتد من قضايا المناخ، حيث تجاوزت درجة الحرارة في فرنسا الجمعة 28/6/2019 عتبة 45 درجة مئوية لأول مرة منذ البدء بتدوين سجلات الطقس في القرن التاسع عشر، إلى قضايا الإرهاب، ومعاهدات الأسلحة النووية والأسلحة الفرط صوتية، مروراً بالعقوبات الدولية والحرب التجارية والاقتصادية والحرب السيبرانية... والتي تكاد الولايات المتحدة أن تكون طرفاً مسبباً في هذه المشاكل، وطرفاً بادئاً في شنّ كل أنواع الحروب الدائرة أو في التحريض على شنّها وقيامها.

ورغم أنّ شمس "أوساكا" تسطع باكراً عمّا عندنا في الشرق الأوسط وأوروبا وبقية العالم الغربي، إلا أنّ أعمال القمة المنعقدة هناك لا تتمتع بذات النشاط، لأن المعوقات بدأت ترتسم وتتكاثر قبل بدء أعمال القمة، ناهيك عن تعقيدات المواضيع المعدّة للطرح؛ ولعلّ "الرجفة" الثانية التي أصابت رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، والقلق بشأن "استقرار" صحة المستشارة، يعكس حال القارة العجوز المتأرجحة بين وحدتها القائمة في اتحادها المتهالك، والنزعات القومية والوطنية المتجددة، والبريكست البريطاني وانعكاساته المحتملة على دول أخرى، والتحديات العديدة المتزايدة؛ ورغم أنّ الرئيس ألأمريكي دونالد ترامب، مازح نظيره الروسي فلاديمير بوتين وطالبه بألا يتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أنّ هذه الانتخابات والتحضير لها وتأثيراتها وانعكاساتها، ليست بعيدة عن التأثير في موقف القيادة الأمريكية من أغلب المواضيع المطروحة في القمة اليابانية، لاسيما في موضوع الحرب التجارية ضد الصين والعقوبات الأمريكية المفروضة على العديد من الدول، والموقف من كوريا الديمقراطية، والتصعيد الجاري ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومدى ارتداد ذلك على مصداقية ترامب ووعوده الانتخابية.

وقبل بدء قمة "أوساكا" سرّبت وسائل الإعلام خبراً مهماً جداً يؤكد "طلاق" الصين وروسيا للدولار الأمريكي في تعاملاتهما التجارية والاتجاه إلى استخدام العملات الوطنية بدلاً منه؛ وليس هذا البلدان فقط، بل إنّ بلداناً عديدة بدأت تحذو حذوهما للتخلص من الهيمنة الأمريكية، وربما بسبب الخشية من سقوط العملة الأمريكية بشكل مفاجئ. أما الرئيس بوتين، وفي مؤشر آخر، فقد أعلن عن أنواع الأسلحة "النوعية" الجديدة التي سيتسلمها الجيش الروسي في السنوات القادمة والتي تؤكد وتحافظ على تفوّق روسيا العسكري.

وفي ظلّ كل هذه الظروف المعقدّة، وفي ظل العراقيل القائمة، والأهم أنه في ظلّ الرغبة الموجودة لدى العديد من القادة بعدم القيام بأي فعل أو اتخاذ أي إجراء جوهري، فإن قمة "أوساكا" تضيف سطراً جديداً في كتاب العجز الدولي عن مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه العالم وتضع مصيره على المحك..؟!!!

                                                              بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.