تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سقطت الأقنعة والمهم ما كشف تحتها..

كثيراً ما تتباهى الدول والأنظمة وتتفاخر بأسلوب حياتها ورقيّها وحضارتها وتحاول في المقابل مهاجمة الآخرين وتصغّر قيمهم وتقاليدهم وعراقتهم تحت شعارات براقة ترفعها لتحقق في ظلها أغراضها وأهدافها مستخدمة حملاتٍ من التصعيد الإعلامي والدبلوماسي والعسكري وغيره من وسائل الضغط.

ونشير في هذا السياق إلى النظام التركي والكيان الإسرائيلي والنظام السعودي. وإذا كان النظام السعودي معروف منذ نشأته بإنغلاقه وأسلوبه القمعي الفظ الخشن، وتأخره سنوات عديدة عن الانفتاح والتحرر والتحضر عن الآخرين، وأنه لا خلاف بين الجميع على ذلك، مهما تلحّف بالغطاء الإسلامي واحتمى بالصبغة الدينية الوصائية، فإن أكثر الأنظمة نفاقاً وازدواجية في العالم المعاصر، ربما، هما النظامان التركي والإسرائيلي.

النظام التركي، ممثلاً بالرئيس رجب طيب أردوغان، كاد يخدع الجميع؛ الشعب التركي، أصدقاءه المقربين في الداخل، حتى في الجيش التركي؛ وفي الخارج، الدول والأنظمة التي تعاملت وتعاونت معه على أنّ لديه نهجاً جديداً حضارياً من المنطق التعاطي معه بإيجابية.

أردوغان مارس عكس القيم والشعارات التي رفعها؛ ادعى ذلك الحاكم المسلم وباسم الإسلام نظافة الكف والشفافية، فيما زوجته تحمل محفظة ثمنها أكثر من خمسين ألف دولار، بينما العديد من أفراد الشعب التركي يعانون من الفقر والجوع؛ إلى شعار الاقتصاد التركي القوي، وقد بدأت الليرة التركية بالتراجع وبدأت رؤوس الأموال بالهروب بسبب عدم الاستقرار وسياسات أردوغان الهوجاء المتقلقلة؛ إلى شعار الديمقراطية، حيث تخلى الرئيس التركي عن أقرب حلفائه وأصدقائه وضرب عرض الحائط بكل قيم الديمقراطية متى استطاع ذلك، وآخرها فرض إعادة الإنتخابات البلدية في مدينة إسطنبول حيث انكشف خداعه؛ إلى شعار صفر مشاكل مع الجيران حيث أصبحت علاقات تركيا مع كل الجيران في الحضيض، وسقطت ورقة التوت الأخيرة عن كل إدعاءاته. 

النفاق والخداع الإسرائيلي فضحته المظاهرات التي قام بها اليهود "الفلاشا" الإثيوبيين في الكيان الإسرائيلي؛ هذه المظاهرات كشفت عن حقيقة المجتمع الإسرائيلي المنافق المنقسم والمتعالي والمريض والعنصري؛ ذنب /140/ ألف يهودي من أصول أثيوبية ـ في الكيان الإسرائيلي ـ أنّ بشرتهم سوداء. وهذا الذنب، بنظر بقية يهود إسرائيل العنصريين، يكفي لاحتقارهم والحطّ من قيمتهم والتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية في جميع الحقوق، بل ومحاربتهم في ثقافتهم وتعليمهم وتربيتهم وعملهم.. وتحقيرهم في إنسانيتهم..!!

أجل لقد سقطت الأقنعة وظهرت الحقيقة التي لطالما حاولت الأنظمة السعودية والتركية والإسرائيلية التستر عليها والتباهي والادعاء بوجود عكسها؛ قتلُ وتقطيع الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده، وإعادة انتخابات اسطنبول، وثورة "الفلاشا"، أمثلة كبيرة جديدة وحيّة على عمق نفاق تلك الأنظمة التي تعرّت تماماً وتكشّفت عورتها أمام شعوب العالم وأمام المجتمع الدولي.. والطامة الكبرى أنّ هذه الأنظمة لا تزال تحاضر في العفة والفضيلة..!!

بديع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.