تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا ليست إردوغان ولا حزب العدالة....؟!!

مصدر الصورة
وكالات

قد يكون من المبكر الحديث عن رحيل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. لكن كل المؤشرات تقود للاستنتاج أنّه لم يعد لدى "السلطان المستبد" ما يقدمه للشعب التركي؛ لقد استهلك إردوغان رصيده وبدأ يغرف من رصيد تركيا واستقرارها وأمنها منذ زمن بعيد، وتحديداً منذ بدأ التصرف على قاعدة أنّ تركيا هي إردوغان وحزب العدالة والتنمية أو أنّ إردوغان وحزب العدالة والتنمية هما تركيا؛ تركيا بلد كبير ومتنوع ومتبدّل ولا يمكن لشخص أن يختزله في شخصه مهما كان عظيماً، فكيف بالرئيس التركي المنافق والمتقلب والمتسلط..؟!

لم يعد لدى إردوغان ما يقدّمه ؛ والسيد علي باباجان الوزير والصديق السابق لإردوغان كان على حق عندما أكد في بيان انفصاله عن حزب العدالة والتنمية، أنّ تركيا تحتاج رؤية جديدة. بل قبله قال الشعب التركي كلمته في الإنتخابات البلدية التي جرت في آذار الماضي، وأعيد جزء منها ـــ بتجبّر من إردوغان وحزب العدالةـــ في مدينة اسطنبول الشهر الفائت؛ الشعب التركي قالها صراحة، كفى أرحل. معيار الشعب التركي هو مصالحه؛ الاقتصاد التركي المتداعي؛ الليرة التركية المتراجعة؛ الفقر والجوع، قلّة الأعمال والوظائف؛ الاعتقالات والسجون؛ وبذخ أهل السلطة وعائلة إردوغان... الخ، كل هذه الأمور دفعت الشعب التركي لمحاسبة أهل الحكم ورأسه. أما النخب التركية فباتت أكثر توازناً وثقة بنفسها، وبدأت تقرأ وتستشعر جيداً خطر استمرار حكم إردوغان، حيث ألّب العالم أكثره ضد تركيا وضد مصالح الشعب التركي بسبب العقلية الإخوانية التي تهيمن على إردوغان وطموحاته السلطوية السلطانية في الدخل والخارج.

إردوغان ليس "مانديلا" تركيا الذي تخلّى عن السلطة والحكم في عزّ شعبيته وشرعيته؛ لو كان إردوغان يحترم نفسه وقرار الشعب التركي، وبعدما شهدته نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة، التي كشفت حجم تراجع شعبيته وموقعه في أكبر المدن التركية، لأقدم منذ الآن على تقديم استقالته وأعلن عن انتخابات نيابية ورئاسية مبكرة لا يشارك فيها شخصياً لإتاحة المجال لجيل جديد؛ لرؤية جديدة لقيادة تركيا نحو المستقبل وبرّ الأمان، لاسيما وأنّ الانشقاقات بدأت تظهر في حزب إردوغان مقابل اتحاد المعارضة التركية خلف رجل لطالما افتقدت وجوده في الماضي... وهذه كلها مؤشرات عن تحولات مصيرية قادمة ستحصل في تركيا. ولكن لا يُعرف عن الإخوان هذه العقلية التشاركية والزهد في السلطة والحكم، وهذا ما يقلق أكثر حول مستقبل تركيا وارتباط العديد من الملفات الإقليمية والدولية بسياسة القيادة الحالية في أنقرة.

إنّ ما يخشاه الجميع هو أن تزيد خسائر إردوغان السياسية وتراجع شعبيته من تصلبه وتشبثه بالسلطة والحكم، وبالتالي فرض المزيد من الضغوط على الداخل التركي وزيادة العنف والقسوة والتقشف، وإبداء المزيد من العناد في الملفات الخارجية، لاسيما في الموضوع السوري، حيث يَعتبر الرئيس التركي نفسه أنه خسر أمام ثبات  الرئيس بشار الأسد ولم يتمكن من تحقيق أهدافه في سورية، لاسيما بعدما أصبح حلم الصلاة في الجامع الأموي بدمشق، مثل "حلم إبليس في الجنّة".

بالمحصلة، إنّ إردوغان كمشروع إخواني سلطوي توسعي انتهى، وأصبح عبئاً على تركيا والجوار وكل الأطراف ذات الشأن.. والمهم الآن كيفية خروجه من السلطة بأقلّ الخسائر الممكنة لتركيا والإقليم..!!

                                                                  بـديـع عفيـف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.