تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا تعني عودة سباق التسلح؟

مصدر الصورة
عن الانترنيت

ماذا يعني إجراء الولايات المتحدة الأمريكية تجربة على نسخة معدلة للصاروخ متوسط المدى «كروز توماهوك» البحري خلال الأيام القليلة الماضية؟ وهل يمكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى إقدام روسيا على فعل مماثل؟ وهل يحتمل العالم مزيداً من التوتر من جراء ما أقدمت عليه واشنطن الذي استفز موسكو واعتبرته تصعيداً غير مبرر؟

من المبكر الحديث عن عودة المواجهة الأمريكية الروسية في سباق التسلح إلى الواجهة من جديد، في وقت يمر فيه العالم بمرحلة من التوتر، ولا سيما في ظل حالة الاستقطاب بين القوتين العظميين، إلا أنه لا يمكن للروس أن يبقوا صامتين في حال استمرت واشنطن بإجراء تجارب جديدة، على الرغم مما أشار إليه نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بقوله: إن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة من سلوك لمسار التصعيد العسكري من خلال إجراء اختبار صاروخي جديد، «أمر يدعو للأسف»، وتأكيده أن بلاده لن ترد على الاستفزازات، لكن السؤال هل سيبقى الروس على هذه الحال من ضبط النفس، أم أنهم سيفاجئون خصومهم برد مماثل بل وأقوى منه، يعيد الأمور إلى نقطة الصفر؟

يجدر التذكير في هذا المجال بالإشارة إلى الموقف الروسي الصارم، الذي جاء على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، بعد إعلان نظيره الأمريكي دونالد ترامب رغبته في الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى قبل أشهر، حيث حذر من أن بلاده ستطور صواريخ محظورة بمقتضى اتفاق يعود إلى فترة الحرب الباردة، في حال انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الأسلحة النووية الموقعة في موسكو عام 1987، بل أكثر من ذلك يؤكد بوتين أن موسكو ستبدأ في تطوير صواريخ قصيرة المدى وأخرى نووية تطلق من البر، إذا بدأت الولايات المتحدة الأمريكية الشيء نفسه بعد انهيار المعاهدة، وهو ما يعني أن السباق نحو كارثة كبرى قادم ولا شك.

إقدام واشنطن على إجراء اختبار على صاروخ متوسط المدى بعد أسابيع من انسحابها من المعاهدة المذكورة، يجدد المخاوف من عودة التوتر السياسي والعسكري بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ويفتح الباب أمام عودة أجواء الحرب الباردة التي شهدها العالم خلال القرن الماضي، إذ أدت خطوة الانسحاب الأمريكي من المعاهدة، التي أعلنها المسؤولون في البيت الأبيض، وما تبعها من خطوة روسية مماثلة، إلى فقدان الثقة بين الدولتين، حيث يؤكد كل طرف أن خصمه مَن بدأ في خرق اتفاقية 1987، لكنها في نهاية المطاف تقدم فرصة ذهبية لإقلاق العالم من سباق نووي بخطورة أكبر وأشمل.

من هذا المنطلق، فإن استئناف إنتاج أسلحة متوسطة المدى الذي بدأت به الولايات المتحدة الأمريكية يدشن مرحلة جديدة من سباق التسلح المخيف، وهو سباق من شأنه أن يبقي العالم واقفاً على قدميه انتظاراً للأسوأ.

مصدر الخبر
كلمة الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.