تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الانتخابات «الإسرائيلية».. ولبنان

مصدر الصورة
عن الانترنيت

تستمر العربدة «الإسرائيلية» منذ أيام في أجواء لبنان. ومع أن الأمر ليس مفاجئاً، خاصة أن الطيران «الإسرائيلي» يخترق الأجواء اللبنانية منذ سنوات طويلة من دون قدرة على الرد والردع، إلا أن الجديد هذه المرة أنها بدأت في استخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ ضرباتها داخل العاصمة بيروت، وهي خطوة تعد الأولى من نوعها، حيث استهدفت بطائرتين مقراً تابعاً لميليشيات «حزب الله»، ما أثار قلقاً في أوساط المجتمع اللبناني بمختلف أطيافه حيال التحركات التي تقوم بها «إسرائيل» وتأثيرها في الأوضاع السياسية في الداخل.

ولم تكتف «إسرائيل» بالهجوم بالطيران المسيّر، بل إن طيرانها الحربي كثّف من طلعاته الجوية في الأيام التي تبعت استهداف بيروت، كما لم تقتصر الخروقات على ذلك، بل تواصلت على مستوى الطيران الحربي، حيث استهدف مواقع تابعة للجبهة الشعبية (القيادة العامة)، وهو فصيل فلسطيني قريب من طهران ودمشق، بل إنه استمر في التحليق فوق أكثر من منطقة لبنانية.

لم يكن الخرق «الإسرائيلي» في بيروت سوى تجسيد لمواقفها حيال خصومها وأعدائها في المنطقة، خاصة إيران وسوريا، حيث ضربت قبل عملية بيروت مواقع تقول إنها تابعة لإيران في عمق الأراضي السورية، تبعتها تصريحات لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أشار فيها إلى أن إيران لن تجد لها مكاناً آمناً في أي منطقة.

بعد الضربة في بيروت، استنفرت الدولة اللبنانية للرد عليها، وقدمت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الانتهاك الصارخ لسيادتها، واعتبر الرئيس ميشال عون ما حدث بمثابة إعلان حرب. إلا أن هذه المواقف لم تكن جديدة، فمنذ سنوات، ولبنان يقدم شكاوى من هذا النوع، غير أن المجتمع الدولي لا يزال يخضع لمشيئة الدول الخمس دائمة العضوية، وبالطبع هناك الولايات المتحدة التي تعيق اتخاذ أي قرار يدين «إسرائيل»، أو يقترب منها.

وتيرة الخروقات «الإسرائيلية» ضد السيادة اللبنانية زادت في الآونة الأخيرة، وتؤكد وزارة الخارجية أن عدد هذه الخروقات وصل خلال شهرين فقط إلى أكثر من 481، ما يعني أن دولة الاحتلال مستمرة في انتهاك سيادة لبنان من دون أن تكون هناك قدرة على الرد.

وفي محاولة لوقف هذه الانتهاكات وخفض التوتر الذي أصاب لبنان، سارعت العديد من الدول إلى المطالبة بالتهدئة خوفاً من انفجار الأوضاع بشكل لا يملك أحد القدرة على السيطرة عليها، خاصة في ظل التهديدات التي أطلقتها ميليشيات «حزب الله»، التي توعدت بالرد، إلا أنه لم يتم معرفة كيف ستكون حدود هذا الرد وانعكاساته على الاستقرار في المنطقة.

من الواضح أن الضربة «الإسرائيلية» أرادها نتنياهو ورقة لصالحه في الانتخابات التي تشهدها دولة الاحتلال في أيلول المقبل، لكنها قد تؤدي وظيفة أخرى تجعله يخسرها لصالح خصومه، خاصة إذا ما كان رد الميليشيات موجعاً، حيث يتوقع أن يشكل ذلك ارتداداً لخطط نتنياهو للفوز في المعركة التي يريدها نصراً فيحصدها خسارة.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.