تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تصدع معسكر نتنياهو

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يونس السيد

«أعطوه حبلاً، وسوف يشنق نفسه.. فبعد أن نضج مع مرور السنين، عاد نتنياهو إلى حالته السابقة.. يرتكب جميع الأخطاء الممكنة ويسقط في جميع الحفر الفارغة».. هكذا اعتاد المقبور إرييل شارون وصف حالة نتنياهو كلما سئل عن سقطات زعيم «الليكود» وإمكانية انعكاس ذلك على تفكيك حزبه، كما ينقل المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» بن كسبيت.

نتنياهو الذي تفوق على نظرائه السابقين في البقاء على سدة الحكم في «إسرائيل»، وكان حتى وقت قريب يملك كل شيء، أصبح الآن لا يملك شيئاً، بسبب عنجهيته وغروره وفساده، وقبل ذلك أخطائه الكارثية التي توشك ليس فقط على تدمير مستقبله الشخصي والسياسي، وإنما تدمير حزبه وتفكيكه على غرار ما حدث عام 2006، حين تراجع حزب الليكود ليحصد 12 مقعداً تحت قيادته.

بوادر هذا التفكك، بدأت تتضح شيئاً فشيئاً مع ظهور النتائج شبه النهائية التي كرست خسارته للانتخابات، ورفض تحالف «أزرق أبيض» بزعامة الجنرال بيني جانيتس تشكيل حكومة «وحدة وطنية» مع بقاء نتنياهو على رأس حزب «الليكود»، حيث بات أعضاء الليكود يبحثون في كيفية إقصائه عن الزعامة، رغم عناده وإصراره على البقاء، لإدراكه أنها ستكون عملية صعبة ومعقدة، ولعدم وجود الوقت الكافي للقيام بهذه العملية، لكن ذلك لم يمنع ظهور الخلافات إلى العلن داخل أقطاب «الليكود» وبينه وبين أطراف قوى اليمين والمتدينين المتشددين المتحالفة معه، على خلفية إدارته للمعركة الانتخابية وتسببه بالخسارة، إلى جانب مسارعته للتضحية بهم على مذبح المساومات التي يقوم بها للبقاء في الحلبة السياسية، وهو ما يعتبرونه «خيانة» لهم.

الأمر الآخر هو إدراك أعضاء حزبه وحلفائه لأبعاد الخطوات التي يحاول القيام بها، والتي بات يُخضعها لإنقاذ نفسه من اتهامات الفساد، والملفات التي تنتظر محاكمته، ابتداء من أوائل الشهر المقبل، على حساب حزبه وحلفائه، ومن ضمن ذلك إمكانية عقد صفقة مع الادعاء العام والحصول على عفو مسبق من الرئيس «الإسرائيلي» رؤفين ريفيلين، مقابل تنحيه عن الحياة السياسية نهائياً وعدم تقديمه إلى المحاكمة.

ومع أنه من المشكوك فيه كثيراً أن يحصل على مثل هذا العفو نظراً لمعارضة القضاء واقتناعه بأن الملفات المتورط فيها تستحق محاكمته ومعاقبته، فإن كل تحركاته الأخيرة أفرغت غضباً عارماً داخل حزبه ولدى حلفائه، خصوصاً أن اتجاه الرئيس «الإسرائيلي» بات أكثر وضوحاً لتكليف جانيتس تشكيل الحكومة باعتباره يترأس التحالف الأكبر، وبالتالي فقد بدأت مناورات نتنياهو تنصب على لعب آخر أوراقه وجر الجميع إلى انتخابات تشريعية جديدة، للمرة الثالثة، خلال عام واحد، لعله يتمكن من توفير أغلبية شعبية تقدم له طوق النجاة من المحاكمة وربما السجن عبر بقائه على رأس السلطة. وفي كل الأحوال، لا يبدو، بحسب وسائل الإعلام «الإسرائيلية» أن هناك إمكانية لإجراء انتخابات جديدة، ترفضها معظم الأحزاب السياسية بما في ذلك حزبه الليكود، حتى أن بعض وسائل الإعلام حملت عناوين واضحة تقول «انتهى عهد نتنياهو». والحقيقة التي باتت شبه مؤكدة هي أن الطريق بات ممهداً لمحاكمته وإدانته وإقصائه من الحياة السياسية.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.