تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مأساة خمسة أطفال يتمتهم رصاصة خاطئة

مصدر الصورة
عن الانترنت

هي طلقة واحدة كانت كفيلة أن تسلب أيمن وزوجته حياتهما أمام ناظري طفلتهما لجين البالغة من العمر ثماني سنوات التي حملت في مقلتيها مشهداً من الصعب أن يمحى من ذاكرتها حتى بعد مرور سنوات على وقوعه

خمسة أطفال يتامى ترعاهم جدتهم ( 70) عاماً ومنزل بالكاد ضم جدراناً وبعض الحاجيات البسيطة هي كل ما تركها الزوجان قبل أن يقضيا في العام 2014

تقول أم أيمن "جلس أيمن عند عودته تلك الليلة من إحدى جبهات القتال بعد غياب استمر لأسابيع بجوار زوجته وبدأ بتنظيف سلاحه أمام طفلته لجين إلا أن طلقة غادرة خرجت من فوهة البندقية واخترقت صدره لتستقر في صدر زوجته "

"سمعت صوت الرصاصة حينها فهرعت إلى غرفة أيمن لأشاهده إلى جانب زوجته وقد فارقا الحياة بينما وقفت لجين دون حراك تتأمل ما جرى أمام ناظريها "

تضيف أم أيمن " يصيب لجين تصلب في العضلات كلما تذكرت ذاك المشهد الأليم كما أنني لا أستطيع أن أتركها بمفردها في المنزل لأنها تخاف من غرفة والديها التي أغلقناها نهائياً بعد وفاتهما "

"أقف عاجزة أمام تلك الحالة التي تصيبها بشكل متفاوت وكل ما أستطيع فعله هو إعطائها الدواء المسكن ومحاولة التخفيف عنها "

يتملكك الفضول لأن تجول في أرجاء المنزل فتشاهد بعض الأواني المتهالكة في المطبخ وحمام وضعت له العجوز قطعة قماش عوضاً عن الباب غير الموجود وغرفة نوم تأوي الأطفال الخمسة وجدتهم دون أية مقومات للمعيشة الكريمة

لا ثلاجة ..لا تلفاز ..لا غسالة ولا أسرّة للأطفال إنما بعض الإسفنجات المهترئة وموقد صغير تطهو عليه أم أيمن ما يتيسر لها مما يجلبه أصحاب الأيادي البيضاء لهؤلاء اليتامى

تقول أم أيمن "لم يتركنا أهل الخير من الجوار ومن يسمع بقصة أحفادي اليتامى ونحن نعيش على ما يقدمه الناس لنا فمنهم من يعطي النقود والبعض يرسل لباساً وطعاماً يكاد يكفي لسد حاجة الأطفال بشكل يومي تقريباً"

أين بقية أبنائك ؟

تضحك أم أيمن وهي تخفي حرارة دمعتها بين عينيها الهرمتين "أولادي ؟ إنهم ثلاثة ولكنهم لم يقدموا لأبناء أخيهم أي مساعدة بل على العكس تماماً فهم يسطون على المساعدات التي تأتينا وإن لاحظ أحدهم وجود النقود بين يدي بادر للحصول عليها مهما كلف الثمن "

ماذا عن مدارسهم ؟

تؤكد أم أيمن " إنه الجانب المشرق الوحيد في حياة هؤلاء الأطفال فهم ملتزمون بمدارسهم ويتلقون الرعاية الكافية من مدرسيهم حتى يتجنبوا التسرب من المدرسة كما أن لجين أصبحت في الصف التاسع وتسعى للحصول على شهادة التعليم الأساسي "

يتبادر إلى ذهنك السؤال ... ماذا بعد ؟

تجيب أم أيمن "أترك أحفادي لله يرعاهم عندما أتوفى فلا أعلم إذا ما كان أعمامهم قادرين على تحمل أعبائهم أم أن المجتمع سوف يستغني عنهم ولكن بجميع الأحوال سيبقى مستقبلهم مجهولاً إلى حين "

لجين سليمان 13 عاماً

لين سليمان 12 عاماً

فارس سليمان 11 عاماً

فاطمة سليمان 8 أعوام

يعقوب سليمان 6 أعوام

حالهم كحال كل طفل وقع ضحية الحرب ودفع ثمنها مبكراً

هؤلاء الأطفال بحاجة للرعاية حتى لا تفسد الظروف ما تبقى لهم من مستقبلهم.

حيدر رزوق

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.