تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ليبراسيون: من السعودية إلى الولايات المتحدة.. جدران “الانطواء على الذات” تزداد 40 ألف كلم بعد سقوط جدار برلين

مصدر الصورة
وكالات

في مقال ضمن ملف خصصته صحيفة ليبراسيون الفرنسية للذكرى الـ30 لسقوط جدار برلين التي تصادف هذا السبت، أي التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني، قالت الصحيفة إنه بينما كنا نعتقد أننا في عام 1989 دخلنا عصر الحريات، تضاعفت الحواجز في كل مكان على هذا الكوكب، بما في ذلك في أوروبا.

وتحت عنوان: “من المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، 40 ألف كيلومتر من الجدران”، أكدت ليبراسيون أن عدد الحواجز المخصصة لحماية الناس من تهديد مفترض أو فعلي شهد تزايداً واضحاً خلال الأعوام الثلاثين الماضية، ليصل إلى 70 حائطاً من حول العالم.. فمرحباً بكم في عهد الانطواء على الذّات!

وأضافت ليبراسيون أنه ثمة اليوم العديد من الجدران والحواجز والأسلاك الشائكة، التي أقيمت في جميع القارات والتي تجسد مقتضيات الحقبة المتمثلة في “حماية الذات/النفس”. وبالتالي، فإن من الواضح أنّ سقوط الشيوعية لم يدفن المخاوف العلمانية الكبرى. وأدت التهديدات الجديدة، المزعومة أو الواقعية، إلى تكاثر جدران الفصل.

فبعد أن كان عدد هذه الجدران يصل إلى 11 جدارًا حول العالم في الوقت الذي بدأت فيه نشوة عهد جديد تفرض نفسها في برلين، أضحى الآن يصل إلى ما بين 20 و70، وهذا يتوقف على ما إذا كنا نأخذ في عين الحسبان السياجات والأسلاك الشائكة أو فقط الحواجز/ الحيطان الخرسانية.

غير المرغوب فيهم

وتابعت ليبراسيون التوضيح أن هذه الحواجز الجديدة ستغطي ما يعادل محيط الأرض، أي ما طوله 40 ألف كيلومتر. فنوايا البناة الجدد تغيرت؛ لأنه إذا كان جدار برلين قد تم بناؤه لمنع الخروج، وبالتالي هروب الألمان الشرقيين، فإن الجدران الجديدة مصممة جميعًا لمنع دخول الأشخاص الذين يُعتبرون غير مرغوب فيهم.

وهي ردة فعل دفاعية، تنم عن عدم انعدام الثقة والانطواء على الذات والخوف من الآخر، الذي يصيب العالم بالعدوى.

الحواجز الجديدة ستغطي ما يعادل محيط الأرض، أي ما طوله 40 ألف كيلومتر

ويبقى الجدار الذي يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك هو أكثر هذه الجدران رواجاً إعلامياً. بينما يعد الإرهاب والهجرة الفزاعتين بالنسبة للزعماء الذين يرفعون راية الانطواء في كل مكان.

وباسم هذين “التهديدين” فإن أوروبا في طريقها هي الأخرى أن تصبح “community gate” واسعة (أي: مساكن مغلقة حيث يختبئ أغنى الناس – وهو مفهوم ظهر في الولايات المتحدة وفي أمريكا اللاتينية، ويميل إلى الانتشار في جميع البلدان التي تتميز بوجود فجوة متزايدة في الثروة). وهذا أيضا ما يحفز ضمنا على إقامة جدران جديدة عابرة للحدود منذ نهاية الحرب الباردة. فالعولمة ومع أنها جعلت من التبادل الاقتصادي والتجاري أمرًا لا مفر منه، إلا أن حركة الأشخاص فقط ظل يُنظر إليها على أنها تهديد يجب أن تضع له الجدران الجديدة حداً.

وأيضا أوضحت ليبراسيون أن هذه الجدران الجديدة موجودة أيضًا خارج العالم الغربي. فمنذ عام 2002، تضاعف إسرائيل “جدران الحماية” لعزل الفلسطينيين في الضفة الغربية، وسرعت مؤخرًا بناء الأسوار “المضادة للمهاجرين” على طول حدودها مع سوريا والأردن. أما المملكة العربية السعودية فقد قامت ببناء جدار مضاد بطول 75 كيلومتراً على حدودها مع اليمن، وآخر بطول 965 كيلومتراً مع العراق. بينما بدأت إيران عام 2010 في بناء جدار طوله 700 كيلومتر على الحدود الأفغانية. في حين، تعمل البرازيل منذ عام 2007 على بناء جدران مع جميع جيرانها للحد من المهاجرين المهربين.

وخلصت ليبراسيون إلى القول إن كل هذه الأسوار قد تكون فعالة في المدى القصير، ولكن سيكون هناك دائمًا طرق وعقبات تؤدي إلى إحباط هذه الإستراتيجيات الأمنية، مشيرةً إلى ما قام به المهربون المكسيكيون الأسبوع الماضي، حيث تمكنوا من حفر ثقوب في القسم الجديد من “جدار القوة” لترامب، من دون الكثير من المتاعب ومع مناشير صغيرة عادية وبسيطة.

مصدر الخبر
القدس العربي

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.