تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صراع في الحلبة اللاتينية

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مفتاح شعيب

تمثل إطاحة الرئيس البوليفي إيفو موراليس جزءاً من صراع واسع تدور رحاه في أمريكا اللاتينية بين الأحزاب الليبرالية والقوى اليسارية. ويبدو أن إسقاط هذا الرئيس وتهديد ذاك ليس نهاية المطاف، في ظل مؤشرات عدة تؤكد أن الفترة المقبلة ستكون حبلى بالتطورات في بوليفيا نفسها وفي معظم دول تلك المنطقة التي تعيش فتنة سياسية بمقاييس مختلفة.

ما حدث وسيحدث لا يحجب دوراً أمريكياً واضحاً في إثارة هذه الأزمة سعياً لتوطيد هيمنة الولايات المتحدة على ما كانت تسميه سابقاً مزرعتها الخلفية، بيد أن هذه الهيمنة تواجه مقاومة سياسية تتزعمها قوى اشتراكية بدأت في العودة إلى المشهد مع انتخاب الرئيس الأرجنتيني الجديد ألبرتو فرنانديز، والإفراج عن الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا، وتعهده ب «العودة إلى النضال». كل هذه المقدمات لا تروق لواشنطن والقوى المحسوبة عليها، وكان لزاماً أن يتم التحرك سريعاً لتدارك الموقف. ومع إعادة انتخاب موراليس لولاية جديدة في بوليفيا، ضجت المعارضة وتحركت منظمة الدول الأمريكية داعية إلى إلغاء نتائج اقتراع العشرين من أكتوبر الماضي، وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما أسماه «التزوير»، معتبراً أن نظام موراليس «غير شرعي» على غرار نظامي فنزويلا ونيكاراجوا. وبالمقابل كان للصين وروسيا موقف مغاير، إذ حذرت بكين من التدخل الخارجي، واعتبرت موسكو أن ما حدث في لاباز «فيلم من إخراج أمريكي»، ولاحقاً وصفت تنحي موراليس بأنه «انقلاب مدبر». وكل هذه إشارات إلى أن الحلبة اللاتينية يمكن أن تستوعب أكثر من لاعب إلى جانب الولايات المتحدة التي تظل الأولى، لكنها لا تمتلك ضمانات للحفاظ على هذه المرتبة.

منذ صعود بعض الأحزاب اليمينية في أكثر من بلد لاتيني، شعرت واشنطن وحلفاؤها الغربيون بأن الرياح باتت تجري كما يشتهون. ولكن مع مضي السنوات انكشفت الحقيقة، وأصبحت الأوضاع الاقتصادية أسوأ من السابق، ما أدى إلى اندلاع موجة من التظاهرات والحركات الاحتجاجية وزيادة معدلات السخط والغضب بالتوازي مع تفشي الفساد والبطالة والإحباط الاجتماعي. ومن المفارقة أن حالة الغضب هذه طالت مختلف الأنظمة، اشتراكية ورأسمالية على السواء. وبعد فنزويلا، هزت القلاقل تشيلي والإكوادور وهايتي والأرجنتين ونيكاراجوا بالإضافة إلى بوليفيا، وأصبحت بعض هذا البلدان أشبه بالدول الفاشلة بسبب سياسات اقتصادية سلبية استمرت لعقود، ولم تنجح في انتشال تلك المجتمعات من الفقر والجريمة وتبديد الثروات لصالح قلة تحاول الاستفادة في كل الأحوال. وإضافة إلى كل العوامل الداخلية، لا يمكن إغفال اللاعبين الخارجيين، فقبل أشهر كاد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن يسقط، ولكن تدخلاً روسياً أغلبه غير معلن أبقى النظام وبلعت واشنطن تهديداتها السابقة، ربما إلى حين تتوفر فرصة أخرى.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.