تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإدانة لا تكفي والمطلوب عمل جاد لعرقلة سياسة الاستيطان

مصدر الصورة
خاص

إدانة عدد كبير من دول العالم لما صرح به وزير خارجية الولايات المتحدة  مايك بومبيو بخصوص المستوطنات الإسرائيلية التي تقام على أرضنا الفلسطينية بأنها شرعية معطياً الضوء الأخضر الأميركي لقادة إسرائيل في المضي قدماً بهذه السياسة، سياسة التوسع والاستيطان التي تخالف كل القوانين والمواثيق والشرائع الدولية في العالم مشكورة ولكنها لا تكفي، ولن تغير من هذه السياسة الإسرائيلية ولن تؤثر على الإجراءات كلها المتعلقة بالاستيطان. بل إن إسرائيل قامت بتحدي هذه الإدانة، والشجب العالمي الواسع لما تقوم به حالياً من توسيع للاستيطان وضرب بكل قرارات الشرعية والبيانات الدولية عرض الحائط.

 

لا شك أن الإدانة موقف نقدره لكل دولة في العالم تقف الى جانب شعبنا الفلسطيني، ولكن ستكون أكثر فاعلية وتأثيراً على إسرائيل إذا كانت مقرونة بإجراءات ردع لهذه السياسة ولو كانت بسيطة. والشعب الفلسطيني يتطلع الى أن تقوم هذه الدول بإجراءات عقابية على هذه السياسة التوسعية العدوانية. وكل الشكر لدول الاتحاد الاوروبي لإجراءاتها في مقاطعة البضائع المصنوعة في المستوطنات، ولكن نأمل أن تكون هناك إجراءات سياسية أوسع قد تجبر إسرائيل على التوقف عن هذه السياسة العدوانية.

وقبل أن نطالب دول العالم في اتخاذ إجراءات فاعلة ضد الاستيطان، علينا كشعب وقيادة فلسطينيين العمل الجاد لمواجهة هذه السياسة. وقد يتساءل أحدهم: ماذا نستطيع أن نفعل؟

 

والجواب: لا نريد عملاً عسكرياً ولا عنفاً، بل نحتاج الى تشجيع عمالنا الفلسطينيين على مقاطعة البناء والعمل في هذه المستوطنات. ويجب الاعتراف بأننا ساهمنا في بناء المستوطنات من خلال عدم اصدار بيانات ومناشدات لوقف عمالنا عن البناء في هذه المستوطنات مهما كان الثمن. فيستطيع العامل أن يعمل في أي مؤسسة ما عدا مؤسسة "الاستيطان" لأنها تأكل أراضينا، وتساهم في إبعاد شعبنا عن أرضه ليحل مكانه الاحتلال؟ ويجب ألا نلوم العمال، بل نلوم أنفسنا لأننا تغاضينا لسنوات طوال عن تذكير عمالنا حول خطورة طبيعة عملهم. وكان علينا أن نوفر لهم فرص عمل داخل أراضينا ليصمدوا وليوفروا لهم و لأطفالهم لقمة العيش من دون تركهم يلهثون نحو العمل في أي حقل وخاصة حقل الاستيطان!

 

قد يدّعي أحدهم أن هذه التوجهات الآن غير مجدية وقد تستطيع إسرائيل إحضار آلاف عمال البناء من دول جنوب شرق آسيا للبناء في المستوطنات. وهذا صحيح ولكن استناداً الى اعتراف مؤسسات إسرائيلية رسمية فان العامل العربي أكثر انتاجاً وأقل تكلفة، وأقل معاناة للاقتصاد الإسرائيلي!

الدعوة الى مقاطعة عمالنا للبناء في المستوطنات هي متأخرة حالياً، ولكن إن بدأنا بهذه الخطوة فقد تعطل وتعرقل سرعة البناء التي نشهدها اليوم، لأن الحكومة الإسرائيلية الانتقالية الحالية تسرع في قراراتها الاستيطانية لتسيطر على مجمل أراضينا المحتلة.

علينا أن نتخذ خطوات ونفكر كيف يمكن أن يعرقل البناء في المستوطنات، وكيف نقنع الشعب الإسرائيلي بأن الاستيطان خطر كبير على وجودهم ودولتهم. ويجب أن نعترف بأن الإدانة التي نسعى اليها بخصوص الاستيطان غير كافية إذا ما كانت هناك سياسة فلسطينية جريئة تثبت للقادة الإسرائيليين و لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن ما يتخذونه من قرارات استفزازية لن تؤدي إلا لمزيد من العنف والعنف المضاد، ولن تؤدي إلا الى انقسام دولة إسرائيل الى دولتين: إحداهما على أراض داخل الخط الاخضر، والثانية دولة المستوطنين المقامة على الأراضي المحتلة عام 1967.

يجب علينا العمل والتفكير والدراسة حول ما يجب فعله لتفريغ قرارات إدارة ترامب من مضمونها، ويجب أن نعترف بأن الإدانة لا تكفي حالياً ولا مستقبلاً، وبحاجة الى أكثر

                                               القدس 3/12/2019

                              جاك يوسف خزمو/رئيس تحرير مجلة البيادر المقدسية

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.