تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أجمل المعارضات..هي الشعرية منها

كتب الأستاذ معن حيدر على صفحته في فيسبوك عن المعارضات الشعرية فوجدناها الأجمل لأنها تمثل حالة من السمو والرقي الفكري والارتقاء لبلوغ الأفضل وفي الموضوع المختار نجدها تفيض عذوبة ورقة ...

 

المعارضات الشعرية

المعارضة لغةً: قال "ابن منظور" في (لسان العرب): عارضَ الشيء بالشيء معارضة أي قابله، وعارضتُ كتابي بكتابه، أي قابلته، وفلان يعارضني أي يباريني. وقال "الفيروز أبادي" في (القاموس): عارض الطريق: جانَبه وعَدَل عنه وسار حياله، والكتاب قابله.

أما المعارضة في الشعر فتعني: أن يُعجب شاعرٌ ما بشعرٍ سابقٍ، فينسج قصيدةً بنفس البحر والقافية والموضوع، لكنّه يحاول أن يطوّر داخل قصيدته ويأتي بـمعانٍ أو صور جديدة، تبلغها في الجمال الفنّي أو تفوقها.

وقد استعملت كلمة معارضة قديمًا للدلالة على المجاراة والمحاكاة في الشعر والنثر على حد سواء، ثم ضاق مدلول هذا المصطلح في العصور المتأخرة حتى اقتصر على المحاكاة في الشعر

ومن المعارضات اللطيفة تلك التي قيلتْ في معارضة قصيدة "الحصري القيرواني":

يا ليلُ الصبُّ متى غدُه........... أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ

رقدَ السُّمار فأرّقه..................أسفٌ للبين يردّده

فبكاهُ النجمُ ورقَّ له................ممّا يرعاه ويرْصُدهُ

كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ............خوفُ الواشين يشرّدهُ

نصَبتْ عينايَ له شرَكاً ..........في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ

----------------

فعارضها "ناصح الدين الأرجاني":

هل أنتَ بطولكَ مُسْعِدَه.....يا ليلُ فَصُبحكَ موعده

لا كانَ قصيراً ليل فتى....ميعاد منيّته غده

وعارضها "محيي الدين القمراوي":

قل ملّ مريضُكَ عوّده..........وسعى لأميرك حسّده

لم يُبقِ هواك سوى رمق ....زفرات الشوق تصعّده

كم سهل خدك وجه رضا.....والحاجب منك يعقده

و"ابن دانيال الموصلي":

صَبٌّ لو أنّكَ تُسعِدُهُ...........لم يَسْهَرْ ليلاً تَرْقُدهُ

قَد أَنحَلَهُ الهجرانُ أسىً.......فالطّرفُ لِذاكَ مُسَهّدهُ

و"مصطفى الغلاييني":

صَبٌّ اضْناهُ تَجَلُّدُهُ..............سَهْرانُ اللَّيْلِ مُسَهَّدُهُ

هَدَلَ القُمْرِيُّ فأَرَّقَهُ.............وَجْدٌ ما زالَ يُعْبِّدُهُ

لله دُمُوعٌ أَسْفِكُها................واللَّيْلُ تَطاوَلَ أَسْوَدُهُ

وأخيراً تأتي معارضة "أحمد شوقي" المشهورة، التي غناها "محمد عبد الوهاب":

مُضناكَ جَفاهُ مَرقَدُهُ.........وَبَكاهُ وَرَحَّمَ عُوَّدُهُ

حَيرانُ القَلبِ مُعَذَّبُهُ........مَقروحُ الجَفنِ مُسَهَّدُهُ

أَودى حَرَفاً إِلّا رَمَقاً.......يُبقيهِ عَلَيكَ وَتُنفِدُهُ

يَستَهوي الوُرقَ تَأَوُّهُهُ......وَيُذيبُ الصَخرَ تَنَهُّدُهُ

كَم مَدَّ لِطَيفِكَ مِن شَرَكٍ.....وَتَأَدَّبَ لا يَتَصَيَّدُهُ

بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما...لا يَقدِرُ واشٍ يُفسِدُهُ

ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي.......بابَ السُلوانِ وَأوصِدُهُ

مصدر الخبر
صفحة الأستاذ معن حيدر -فيسبوك

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.