تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فلسطين تبدأ الحساب

مصدر الصورة
عن الانترنيت

بعدما انتهى استعراض السلطة الفلسطينية في ردّها الكلامي على «صفقة القرن» الأميركية، وغرقت الفصائل في الخلاف على مجرّد زيارة وفد لغزة لن يأتي إليها أصلاً إلا بالتنسيق مع العدو الإسرائيلي... قال الشعب الفلسطيني كلمته. كلمةُ تُرجمت في ما يشبه بدايات انتفاضة تعيد إحياء المقاومة بأسلوبها الشعبي، إذ تمزج بين نماذج الانتفاضتين الأولى (الحجارة والسكاكين) والثانية (العمليات والدهس)، مضيفة إليها أساليب جديدة. كان العدوّ يتوقع أمراً ما، لكن سقفه الذي تخوّف منه هو واحد من اثنين: الأوّل انتفاضة شعبية شاملة، ولهذه عواملها وظروفها، ولذلك استبعدها حالياً؛ والثاني هو عودة العمليات الفردية.

لكن ما لم يتوقعه هو أن تعود الأخيرة بهذه الطريقة وبزخم كبير خلال يوم واحد، صادف أيضاً أنه الذكرى الثانية لاستشهاد إحدى أيقونات «الانتفاضة الثالثة»، المقاوم أحمد نصر جرّار. وما يتخوف منه أكثر هو أن تكون عمليات أمس فاتحة لسلسلة عمليات متواصلة، ولا سيما إذا بدأ تطبيق بنود «صفقة القرن» فعلياً. تفاصيل كثيرة جعلت عمليات السادس من شباط علامة فارقة، من بينها أن اثنين من المنفذين انسحبا سريعاً: واحد في القدس (انسحب إلى بيت لحم جنوباً)، وواحد في رام الله، وذلك بغض النظر عن نتيجة الاستنفار الكامل للبحث عنهما، لأن مجرد انسحاب المنفذ إهانة كبيرة في العرف العسكري لأيّ جيش. أيضاً، وبعدما ركّز المقاومون على استهداف المستوطنين خلال سنوات الهبّة الأربع الماضية، استهدفت هذه العمليات جنوداً بصورة مباشرة، وهو ما يرتقي بمستوى المواجهة فلسطينياً، ويعقّد المشهد إسرائيلياً، خاصة عندما يدهس مقاوم جنود النخبة من لواء «غولاني» ذهاباً وإياباً، من دون أن تطلَق عليه رصاصة واحدة. مع هذا، كلّ ما حدث لا يمثّل لدى الفلسطينيين، الذين يقاومون بصورة متواصلة منذ عقدين، إلا بداية الغيث في الردّ على خطة سلبٍ ونهبٍ تخرق حتى أدنى معايير التسوية.

مصدر الخبر
الأخبار

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.