تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

يكفي إعادة "إسرائيل" إلى ما قبل الـ1948..؟!

مصدر الصورة
وكالات - أرشيف

      تكثر تصريحات قادة الكيان الإسرائيلي المتناقضة؛ ما بين التهديد بتدمير لبنان وقطاع غزة وضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، وبين حملة العلاقات العامة التي يبرع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بممارستها عبر الحديث عن التطبيع و"صفقة القرن" والدعم الأمريكي الترامبي وخلافه، وبين التصريحات التي تصدر عن القادة العسكريين الميدانيين الحاليين والسابقين، والتي تحذّر , عن خبرة ودراية وحكمة , من مخاطر وأثمان أي حرب قادمة.

الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية يرى أنّ الصورة الإقليمية تزداد سوداويةً؛ صحيفة "هآرتس" ذكرت أنّ نتنياهو نفسه كان قد تحدّث في الغرف المغلقة، بمفاهيم يوم القيامة عن مواجهةٍ مُحتملةٍ مع إيران؛ القناة الـ11 بالتلفزيون العبري، التابعة لهيئة البث الإسرائيليّة، شبه الرسميّة، عرضت فيلماً وثائقياً- استقصائياً حول سيناريوهات الحرب القادِمة بين كيان الاحتلال من جهة وبين إيران، حزب الله وتنظيمات المُقاومة الفلسطينيّة من جهة أخرى، كشفت من خلاله عن أنّ الصواريخ الدقيقة التي يملكها حزب الله قادرة على تدمير مبنى الكنيست في القدس الغربية بشكل كامل.

الخبراء والجنرالات الذين تحدّثوا في الفيلم المذكور، شدّدوا على أنّ عمل المنظومات الدفاعيّة التي تملكها إسرائيل، خلال الحرب القادِمة، سيتمحور للدفاع عن المطارات العسكرية والمنشآت العسكرية الأخرى، وأنّ الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين لن يكون على سلم أولوياتها، الأمر الذي سيزيد عدد الإصابات ؛ الجنرال بالاحتياط يتسحاق بريك كان حذّر مؤخراً في تصريحات لافتة من عدم استعداد الجبهة الداخليّة لمُواجهة التهديد الصاروخي في أي حرب قادمة.

أجل، بدأنا نسمع عن مئات آلاف الصواريخ الدقيقة التي تملكها المقاومة وإيران وسورية والتي تهدد كل بقعة في الكيان؛ بدأنا نسمع ما يتردد في الكيان عن مصطلح "توازن الرعب" الذي تحدثنا عنه في مقالات سابقة؛ بدأ العدو يعترف أن الحرب القادِمة ستكون شرسةً وقذرة، وأنها ستُوقِع آلاف الإصابات بين قتلى وجرحى، وأنها ستشلّ المنشآت الحيوية في الكيان العبري؛ بدأنا نسمع نصائح لقادة الكيان للتراجع عن مهاجمة ما يسمّونه الوجود الإيراني في سورية؛ ربما تركت الإصابات المباشرة للصواريخ الباليستية الإيرانية على قاعدة "عين الأسد" في العراق، حيث يتواجد الجنود الأمريكيين، أثرها على تفكير قادة العدو الإسرائيلي.

المحلل الإسرائيلي، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اوري بار يوسف، خلص إلى أنه في ظل غياب رد تكنولوجي عسكري فعّال ضد تهديد الصواريخ، فإن "هناك وضعاً من (توازن الرعب) قد نشأ بيننا وبين أعدائنا"، معتبراً أنّ هذا الوضع يُلزم صانعي السياسة الأمنية القومية في الكيان الإسرائيلي "باتباع طريقة تفكير لم نعرفها في السابق: الأمر لا يتعلق بكيف سننتصر في الحرب القادمة؛ لأن الانتصار سيكون انتصاراً باهظ الثمن، بل كيف نمنع هذه الحرب".

كلام المحلل، والرعب الذي يسيطر على عقول الإسرائيليين جميعاً، أكده، تصريح قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، الجنرال تامير يديعي، خلال مؤتمر أكسبو 2020 في تل أبيب: "علينا أن نتفهم أن التصور على الجانب الآخر قد تغير، وأن نطاق الصواريخ أصبح حاداً من حيث الكم والوزن والقوة والدقة، وأصبح التحدي متعدد الأبعاد". وأضاف يديعي، بأن إطلاق الصواريخ في المستقبل "لن يكون له مثيل وليس كما تعرضنا له في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ولا في حرب لبنان الثانية". وأوضح أنّ الصواريخ ستكون قادرة على الوصول بشكل كبير إلى هدفها وشل الوظائف والحياة في الجبهة الداخلية في كيان "إسرائيل"، التي ستتعرض لهجمات سيبرانية إلكترونية أثناء الحرب، وستكون التهديد الأكبر منذ عام 1948.

رئيس الوزراء السابق، إيهود باراك، تعهّد بإعادة لبنان إلى العصور الحجريّة في حال تجرأ "حزب الله"، بإيعازٍ إيرانيٍّ، على مهاجمة إسرائيل بهذا الكم الهائل والذكيّ والدقيق من الصواريخ؛

ونرى أنه لا حاجة إلى إعادة الكيان الإسرائيلي إلى العصر الحجري، بل تكفي إعادته إلى ما قبل عام 1948 فقط، حينها لن تُجدي حملات العلاقات العامة للفاسد نتنياهو، ولا تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق السودان والسعودية، حيث لن تجد لها مكاناً لتعود إليه وتهبط فيه في فلسطين المحتلة..

ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً..؟!!

                                    بديع عفيف

 

 

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.