تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التحديات والأخطار سمة العصر الحالي.. والعالم لا يأبه..!

مصدر الصورة
عن الانترنت

ليست مسألة بسيطة أن تخلع الدول رأسها وتضعه جانباً ثم تبدأ التصرف؛ فما نراه حولنا في هذا العالم يشي بأن أغلب دول العالم لا تستخدم أي منطق لمواجهة التحديات والمخاطر التي أصبحت كثيرة وعديدة، وعابرة للحدود وتهدد الجميع بمعزل عن مدى التطور والحضارة والرقي والاستقرار، وفيروس كورونا مثالاً جديداً عن نمط التحديات(challenges) العالمية الجديدة.

والحقيقة أنّ الفوضى التي تعاني منا الدول والعلاقات الدولية ليست مفاجئة ولا هي مجهولة المصدر؛ فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، قبل أكثر من عقد، عن نظرية "الفوضى الخلاقة"، والتي رأينا نماذج من نتائج تطبيقاتها الكارثية في الدول العربية والمجتمعات العربية. وجاء الإعلان عن نظرية "الفوضى الخلاقة" ذاتها، بعد أكثر من عقد أيضاً على إعلان الرئيس جورج بوش الأب عن "النظام العالمي الجديد"، بداية تسعينات القرن الماضي.

ويبدو أنّ نظرية "الفوضى الخلاقة" كانت بمثابة الآلية التنفيذية الجديدة للسياسات الأمريكية في فترة "الأحادية القطبية"، التي تعيش آخر أيامها في العقد الحالي.

ممارسة الفوضى أسلوب أمريكي، بل استراتيجية أمريكية في محاولة السيطرة على العالم ومقدراته     لخدمة المصالح الأمريكية (Interests)؛ فوضى في السياسة، وفوضى في الاقتصاد وفوضى في التجارة، وفي المجتمعات وفي كل أنماط الحياة؛ هي فوضى عالمية تديرها الولايات المتحدة عبر التدخل حيناً، أو فرض العقوبات وممارسة الابتزاز والضغوطات السياسية والاقتصادية والحروب التجارية، وحروب الغاز والنفط حيناً آخر، أو خرق القوانين والمعاهدات الدولية، للوصول إلى الحالة التي ينعدم فيها الاستقرار والأمن الدوليان، وتصبح الدول تعاني من الخوف ومن مشاكل متعددة ومتنوعة لا نهاية لها ولا قدرة لكل دولة على مواجهتها منفردة.

وهذا الأمر ينطبق على أعداء الولايات المتحدة، وفي كثير من الأحيان، على حلفائها أيضاً. فلم تعد القضايا والمشاكل والتحديات الدولية منفصلة ومعزولة، بل أصبحت مترابطة ومتداخلة أكثر مما يمكن تصوّره؛ ولعل انتشار فيروس كورونا أحدث مثال على تداخل القضايا والمشاكل التي تواجه العالم، وعلى عدم اعتراف هذه التحديات بالحدود الجغرافية التقليدية للدول ولا بسيادتها وقوانينها الخاصة.

ما يشهده عالم اليوم من تحديات وانقسامات، سببها الأساسي السياسات الأمريكية في العقدين الماضيين، حيث اعتقدت الولايات المتحدة، أنها وبسبب بعدها الجغرافي وقوتها، فإنها ستظل بعيدة عن التأثر بما تعانيه الدول الأخرى، ولذلك فرضت العقوبات ومارست الابتزاز وشنّت الحروب بأشكالها المختلفة، العسكرية والسياسية والتجارية والاقتصادية، ولكنها اكتشفت واكتشف العالم معها أنّ التأثير المتبادل هو أمر حتمي، لاسيما وأنّ الأطراف الدولية الأخرى مثل الصين وروسيا والهند وإيران وغيرها، أصبحت أكثر قوة وقدرة على التأثير ولعب أدوار أوسع في العلاقات الدولية.

بديع عفيف

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية - خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.