تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تصعيد صيني ــ أمريكي

مصدر الصورة
عن الانترنيت

علي قباجه

يبدو أن العلاقات الأمريكية الصينية لن تعرف الهدوء، وهي آخذة بالتصعيد، وربما لن يطول صمت التنين كثيراً، لاسيما أن الولايات المتحدة لا تترك مناسبة من دون التحرش بالصين؛ بل إنها باتت تلقي عليها تداعيات أي أزمة سواء كان للصين يد فيها أم لا. وعلى الرغم من أن بكين لجأت إلى ضبط النفس أكثر من مرة، وحاولت امتصاص العداء الأمريكي تجاهها، ومدت لواشنطن يد المساعدة في احتواء فيروس «كورونا»، فإن واشنطن مصرة على المضي قدماً في كيل الاتهامات لها، ومرد تلك الاتهامات أن الولايات المتحدة باتت على يقين بأن الصين تسحب البساط من تحتها، وترفض الإذعان بأن أمريكا شرطي العالم.

والملاحظ أن التصعيد الأمريكي تزداد وتيرته كلما تمكنت الصين من التقدم الاقتصادي، واستحواذ استقطاب عالمي أكبر، ومما يزعج واشنطن أيضاً أن بكين قريبة لموسكو وهما معاً يشكلان ورقة ضغط عليها؛ لذا ما كان بالخفاء بالأمس بات اليوم طافياً على السطح، وباتت أمريكا تعلن أن حرباً ضروساً تنتظر الصين؛ لأن زعيم البيت الأبيض الذي وضع شعار «أمريكا أولاً» لا يريد أن ينحصر هذا الشعار في ولاياته وحسب؛ بل يريد أن تكون أمريكا أولاً فوق كل العالم وهو ما لا تقبل به الصين، فهل نحن على موعد مع مواجهة عالمية من نوع آخر؟

التصادم الأمريكي الصيني بدأت شرارته حينما اتهمت واشنطن شركة هواوي الصينية بالتجسس لمصلحة بلدها الأم، وزادت وتيرته بعد أزمة «كورونا» ووصف ترامب للفيروس بأنه «فيروس صيني» ولكن في هاتين المرحلتين غلبت على الخطاب الصيني لغة الدبلوماسية إلا أن الأزمة عادت لتطفو إلى السطح مجدداً بسبب أمرين؛ أولهما: إقرار الكونجرس بأغلبية ساحقة بلغت 413 صوتاً «قانون الحقوق الإنسانية للإيغور» والذي تم رفعه إلى ترامب للموافقة عليه، وفي حال توقيعه فسيصبح قانوناً نافذاً وسيزيد العلاقات سوءاً، لاسيما أن الصين كانت توعدت أمريكا في ديسمبر بتدفيعها الثمن في حال رأى ذلك القانون النور، وثانيهما لجوء الصين لفرض قانون للأمن القومي على هونج كونج وهذا القانون جعل الإدارة الأمريكية تخرج عن صمتها؛ إذ اتهم ديفيد ستيلويل مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا بكين باستغلال الوباء لتنفيذ أجندة عالمية بما في ذلك هونج كونج، ولم تكتفِ أمريكا بذلك بل إنها دعت لاجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في هونج كونج وهو ما اعتبرته الصين تدخلاً في شؤونها الداخلية.

يبدو أن عبارة «ينبغي أن توقف أمريكا تنمرها على الصين» التي صرح بها مندوب الصين في الأمم المتحدة، توضح مدى الحنق الصيني تجاه أمريكا، والذي يخشى مراقبون من أن يتطور؛ لأن ارتداداته لن تنحصر في الدولتين؛ بل ستنعكس على الدول كافة، وهو ما لا يتمناه أحد لاسيما أن العالم بدأت عجلته الاقتصادية بالدوران بعد فترة حجر أثرت في الاقتصاد العالمي ليستفيق على خلاف قد يسهم في الإضرار بالحركة الاقتصادية. ولعل أمريكا لم تأخذ عبرة من فيروس «كورونا» بأن العالم يعيش في قارب واحد وأن ما يضر ببلد يلحق الضرر بالعالم بأسره.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.