تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

قرار ترامب سحب قواته من ألمانيا فاجأ كبار مسؤولي إدارته

مصدر الصورة
وكالات

لم يكن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القاضي بسحب جزء من القوات الأميركية من ألمانيا، مفاجئاً بالنسبة إلى برلين فحسب، بل فاجأ أيضاً كبار المسؤولين في إدارته، وشكك قسم منهم في تنفيذ الخطة من الأساس.

يأتي ذلك بعدما كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد كشفت، الجمعة الماضي، عن قرار ترامب سحب 9500 جندي من القواعد الأميركية في ألمانيا، أحد أقوى حلفاء واشنطن، بما يخفض عدد القوات فيها إلى 25 ألفاً من 34500 جندي.

وهو ما استدعى رداً سريعاً من برلين التي قالت، الأحد الماضي، إنها «حتى هذه اللحظة لم تتلقَّ أيّ إخطار من الجانب الأميركي بشأن سحب القوات». وقد حذّر العديد من السياسيين الألمان، وعلى رأسهم بيتر باير، المنسّق الألماني للعلاقات عبر الأطلسي، من هذه الخطوة التي من شأنها أن تهزّ «أركان العلاقة عبر الأطلسي» على مستوى أوروبا بأسرها، وليس فقط ألمانيا.

واليوم، نقلت وكالة «رويترز» عن خمسة مصادر وصفتها بـ«المطّلعة» أن قرار ترامب خفض قوات بلاده في ألمانيا «فاجأ عدداً من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته». وذكرت «رويترز» أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «لم تتلقَّ حتى الآن أمراً رسمياً بتنفيذ هذا القرار».

ووفق مسؤول أميركي، فإن هذا القرار «نابع من جهد بذلته القيادة العسكرية الأميركية على مدار أشهر»، نافياً أن يكون لذلك علاقة بالتوتر الذي تشهده العلاقات بين برلين وواشنطن، علماً بأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفضت حضور قمة مجموعة السبع التي كان يُعدّ لها ترامب الشهر الجاري.

كذلك نقلت الوكالة عن مصادر أخرى مطلعة قولها إن «عدداً من المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع فوجئوا بالقرار، وقدموا تفسيرات تراوح بين شعور ترامب بالإهانة بسبب قمة مجموعة السبع ونفوذ ريتشارد غرينيل (السفير الأميركي السابق لدى ألمانيا) وهو من الموالين لترامب».

ولا يُعرف بعد مدى الدور الذي لعبه غرينيل، في هذا الملف. وردّاً على طلب لـ«رويترز» للتعليق قال غرينيل إن «كل هذا ثرثرة»، وامتنع عن التطرق إلى أسئلة بعينها حول القرار ودوره فيه.

وأضاف أن قرار خفض القوات «جرى الإعداد له منذ العام الماضي»، مشدّداً على شعور الولايات المتحدة بـ«الاستياء من دور ألمانيا في عدم الوفاء بهدف حلف شمال الأطلسي إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع». وهو العتاب الشديد الذي كان يهاجم به ترامب ألمانيا منذ توليه الرئاسة في البيت الأبيض.

وأشار السفير السابق إلى أن الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» يانس ستولتنبرغ، كان قد ذكر أن ألمانيا «هي الدولة الوحيدة التي لم تقدم خطة ذات مصداقية لكيفية الوصول إلى هذا الهدف». وفي لقاء عبر الانترنت استضافه مركز أبحاث «أتلانتيك كاونسيل» أمس، امتنع ستولتنبرغ عن التعليق على ما وصفه بأنه «تسريبات إعلامية وتكهنات إعلامية» عندما سئل عن الخطط الأميركية لخفض القوات في ألمانيا عضو الحلف». وقال إن الحلف «يتشاور باستمرار مع الولايات المتحدة والأعضاء الآخرين في الحلف عن الوضع والوجود العسكري في أوروبا».

يُذكر أن سحب قوات أميركية من ألمانيا قد يؤدي إلى زيادة حدة التوتر عبر الأطلسي الذي غذاه ترامب بتشكيكه في قيمة «شمال الأطلسي» وانتقاد الإنفاق الدفاعي لبعض الحلفاء. وفي هذا السياق، وصف بعض خبراء الأمن خطة سحب القوات بأنها «هدية» لروسيا.

غير أن مسؤولين حاليين وسابقين أشاروا إلى أن إدارة ترامب «أعلنت في بعض الأحيان عن خطوات لم تتحقق»، مثل سحب القوات الأميركية بالكامل من سوريا في 2018 أو خفض تمويل القوات الأميركية في أفغانستان بمليار دولار.

مصدر الخبر
الأخبار

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.