تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ترامب.. خطوات إلى الوراء

مصدر الصورة
عن الانترنيت

يونس السيد

على الرغم من محاولاته الظهور بمظهر الواثق من الفوز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن خطوات ترامب نحو العودة إلى البيت الأبيض مجدداً تبدو ثقيلة وبطيئة، فيما الشعور بالهزيمة بدأ يتسرب إلى داخله قبل نحو أربعة أشهر من الذهاب إلى صناديق الاقتراع.

قبل نحو أربعة أشهر أيضاً، كان الحال مغايراً لما هو عليه الآن؛ إذ كان ترامب يبدو واثقاً من الفوز بنسبة 100 في المئة، إلى الدرجة التي جعلته يسخر من خصمه الديمقراطي «بايدن النعسان»؛ لكنه اليوم يسرّ لبعض مقربيه أنه قد يخسر الانتخابات، لا لشيء إلا لأنهم «يكرهونه» من دون أن يتخلى عن تحذيراته من سيطرة «اليسار الديمقراطي» على البيت الأبيض. فما الذي تغير خلال هذه الفترة؟ ولماذا بات ترامب يخشى من فوز الديمقراطيين؟ صحيح أن أحداثاً جساماً وقعت خلال تلك الفترة في مقدمتها جائحة «كورونا»؛ والاحتجاجات ضد العنصرية التي اندلعت بعد مقتل جورج فلويد، إضافة إلى تراجع الاقتصاد؛ لكن المشكلة تكمن في أداء ترامب نفسه، وكيفية تعامله مع هذه الأحداث؛ حيث سجل إخفاقاً على كل المستويات، وبات يبحث عن ذرائع خارجية؛ لتبرير فشله ناهيك عن المعارك التي فتحها مع الأعداء والحلفاء. وأسهم تراجع الأداء الاقتصادي والنمو الذي كان يعول عليه في برنامجه الانتخابي؛ بسبب تعطل حركة الإنتاج وفقدان ملايين الوظائف، واستمرار عشرات آلاف الإصابات بالوباء، وحصد المزيد من الأرواح في تكريس الشكوك حول قدرته على إخراج البلاد من الأزمة. وبينما كان ترامب يخسر الكثير من قاعدته الانتخابية وحتى بين أعضاء حزبه؛ جرّاء سياساته الفاشلة على الصعيدين الداخلي والخارجي، كان الديمقراطيون يحسنون من وضعهم الانتخابي الذي كان شبه ميؤوس منه، مستفيدين من أخطاء ترامب، وإصلاح أخطائهم أنفسهم، خصوصاً بعدما دعموا مطالب الحركة الاحتجاجية، ووقفوا إلى جانب الشرائح الاجتماعية من السود والمولونين الذين تسببوا بهزيمة مرشحتهم هيلاري كلينتون في الانتخابات الماضية.

الأسوأ بالنسبة لترامب أنه على الرغم من رهانه على وحدة الجمهوريين والبقاء خلفه؛ حفاظاً على الحزب ومصالحه الاستراتيجية، فإن هذا الرهان يبدو أنه لم يعد صالحاً بعدما ضاقت الكثير من النخب الجمهورية ذرعاً بأداء ترامب وإخفاقاته، بينهم وزراء ومسؤولون كبار، في إدارة جورج بوش الابن السابقة؛ حيث إنهم دعموا وساندوا المرشح الديمقراطي بايدن، وشكلوا لهذه الغاية مجموعة عمل أطلقت على نفسها اسم «دفعة 43 من أجل بايدن» باعتبار أن بوش الابن كان الرئيس ال43 للبلاد. كما أن استطلاعات الرأي بدأت تظهر تفوق بايدن على المستوى الوطني ب10 إلى 15 نقطة كما نشر في منتصف حزيران الماضي، وهناك أحاديث أصبحت متداولة بين الجمهوريين عن أن ترامب قد ينسحب من السباق إذا استمرت الأمور على هذا النحو. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك أربعة أشهر قد ينقلب فيها الوضع، إلا أن معظم المؤشرات تؤكد اهتزاز كرسي ترامب.

مصدر الخبر
الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.