فشة خلق..عصام داري ليمتد.. أهلا بكم في سورية..

طبيعي أن يتكاتف السوريون فيما بينهم لتجاوز هذه المحنة بأقل الخسائر..

وإذا كان السوريون في الداخل يدفعون ثمناً باهظاً فلا أقل من أن يدفع(سوريو الخارج) مبلغاً زهيداً كمساهمة منهم في دعم البلد  ...

الحكومة المهضومة تخترع كل يوم قرارات وإجراءات عبقرية لزيادة رفاهية السوريين الصامدين ..تعويضاً على صبرهم وصمودهم الجبار..

آخر ما حرر.. قرار المئة دولار التي يجب على السوري القادم من أي دولة أن يصرّفها صاغراً راضياً..وهو في كامل قواه العقلية..هذا إن بقي شيء من العقل..

وزير بيت مال السوريين مأمون حمدان تبرع مشكوراً بتفسير للقرار..شبيه بتفسير الأحلام عند غجرية على قارعة الرصيف..وخرج وزيرنا الهمام ببعض الفتاوى..

افترض لا فض فوه..أن من يستطيع أن يسافر..فأكيد..أكيد..معه بنكنوت..وعليه أن يدفع..شاطر..

لو كان عدد الأسرة كبيراً..يجب أن تصرّف..خمسة أشخاص مثلاً بخمسمئة دولار..

أنا أريد أن أغادر من دمشق مثلاً..إلى شتورة لعدة ساعات لأسباب عائلية ..مهنية..وغير ذلك..سأصرّف مئة دولار في الخروج..ومئة في الدخول..المنشار..(طالع واكل..نازل واكل) كما يقول الأشقاء المصريون..

لن أمضي في التفسيرات..لكن يا معالي الوزير حمدان..هل ستمنع السوري الذي لا يملك المال من دخول سورية؟..هذه سابقة غير معروفة..وهي مخالفة دستورية أيها العباقرة..

هل نمنع السوريين من العودة إلى(حضن الوطن)؟..

هل نتعامل مع تاجر ورجل أعمال سوري كما نتعامل مع عامل في لبنان يكد ليوفر رغيف الخبز له ولأفراد أسرته..

رحم الله أبي كان يردد مثلاً شعبياً يقول: يا معلم يا ريس..قبل ما تفصل تفضل  قيّس..

ويبدو أن الحكومة المهضومة لا تقيّس قبل أن تفصل وتتخذ قرارات ارتجالية غير مدروسة..

أنا مع أي قرار يرفد خزينة الدولة بالموارد..لكن بالقانون... وليس على حساب الشعب الذي لم يعد يملك سوى ملابسه الداخلية..وهي ممزقة أصلاً..

ويا أيها السوريون في خارج الحدود..أهلاً بكم في سورية..وتسبقكم دولاراتكم..أكيد..أكيد!!

                                                                          عصام داري ليمتد