حدثنا أبو عبد الله الفهمان عن غرائب آخر الزمان، فقال لا فض فوه، معتمداً على ما قاله أبوه: علمت أن بلاداً لا تعرف الفساد، والعدالة والحرية بين العباد تسود ، وكان الناس يتذمرون ويتململون ، فالحياة لا تستقيم بلا فساد، وأسالوا قوم ثمود وعاد.
فتبرع بعض(الشجعان)! وتسابقوا في ابتكار أساليب عبقرية في نهب الدولة العدية، من سرقة لقمة المواطن، واحتكار الزيت والطحين والكافيار..هؤلاء الكفار, كيف يعيش المواطن بلا كافيار.
والأدهى والأمر أنهم تاجروا بالترياق الذي يداوي من التعب والإرهاق ، فصارت علبة فيتامين سي بـ7000 دينار والزنك بـ 10000 دينار، وزاد في الطين بللاً أن الجهات المختصة مارست فرزاً مركزاً بموجبه يصبح الموت من نصيب الفقراء، ومن يدفع الملايين يعيش ويحسب في خانة الأغنياء.
وقال لنا أبو عبد الله الفهمان إن كل البلاء من حب المرجوحة، فاستغرب القوم من هذه المرجوحة، وكيف لها أن تكون سبب البلاء واللصوصية و الفساد ، فقال: المرجوحة الشرشوحة صارت لعبة الفاسدين، فهم يقفزون إليها غير آبهين بالمواطنين، يتأرجحون بعيداً عنهم لاهين مستهترين، يقتربون منهم لقطف ثمرة يانعة، أو لإيحائهم بأنهم قريبون يلبون النداء عندما يحل البلاء، ويختفي الأصدقاء، ويهرب الناس ولا يبقى سوى الوسواس الخناس.
راكب المرجوحة دائماً في العالي، ولا تفكر ينزل لعندك يا غالي، ولأن كل شيء في تلك البلاد غالي ، صار الفقراء يأكلون من بقايا موائد الأغنياء ، تلك البقايا توزع بالعدل والقسطاس بين حيواناتهم الأليفة والناس الظريفة ، وخلي الناس تاكل!!.
الناس ضجرت من الأوضاع، فهي لا تجد ما تأكله في هذا الغلاء الفاحش، وغير قادرة على دخول عالم الفساد، فقد سبقها إليه كبار الفاسدين وأغلقوا البوابة خلفهم، فصار ممنوع الاقتراب والتصوير والتنفس إلا بأمر الأمير، أو سعادة الوزير، وإذا ما عجبك رح تطير.
بعدما كانوا يعانون من شر الفساد صاروا يبحثون عن حل يرضي الجميع بحيث (لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) كما يقول المثل، فرفعوا شعاراً موحداً نادي به كل الناس يقول : (لشعب يريد حصته من الفساد..الشعب يريد حصته من الفساد)..
وكما يقولون: إذا كنت بين العميان..إعور عينك!
المواطن عصام داري - ليمتد
