تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أرمينيا وأذربيجان والأصابع التركية

مصدر الصورة
وكالات

لم يكن مفاجئاً أن تتجدد الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان بعد الاشتباكات الأخيرة التي وقعت في يوليو (تموز) الماضي، ذلك أن البلدين الجارين اللذين خرجا من حضن الاتحاد السوفييتي عام 1991 بعد انهياره، حملا معهما إرثاً من الخلاف حول الأراضي، تخللته سلسلة من الحروب قبيل انضمامهما إلى الاتحاد السوفييتي (أرمينيا 1922) و(أذربيجان 1921).

في العقد الثاني من القرن العشرين، وقعت سلسلة من الحروب بين البلدين حول مناطق حدودية في قرباخ وناخيتشيفا لعبت فيها بريطانيا والدولة العثمانية دوراً في تأجيجها، قبيل انسحابهما من المنطقة.

وفي عام 1992 جرت معارك عنيفة بين البلدين، انتهت بسيطرة أرمينيا على منطقة قرباخ الجبلية، ورغم توقفها ظلت النار تحت الرماد، لأنه لم يتم التوصل إلى اتفاقية سلام بينهما، لذلك كان متوقعاً أن تتجدد الاشتباكات في أي وقت، وهو ما حدث عام 2016، ثم وقع اشتباك محدود خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، كمؤشر على أن الهدنة هشة، وقد تتجدد الاشتباكات في أي وقت.

وهذا ما حصل يوم أمس، إذ اتهم البلدان بعضهما بشن عمليات عسكرية في إقليم قرباخ، ووقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، وتم استخدام المدفعية والطيران في المعارك.

أرمينيا التي أعلنت التعبئة العامة والأحكام العرفية، تتهم أذربيجان بقصف أراضيها جواً وبراً، وأذربيجان تقول إنها تقوم بالرد على القصف الأرمني.

الجديد في هذه الاشتباكات أن تركيا ليست بعيدة عنها، وأصابع أنقرة التي تعمل مباشرة وعبر عملائها في ليبيا وسورية، بحثاً عن موقع قدم ونفوذ، تمتد إلى القوقاز أيضاً من المنطلق إياه وهو الحلم الإمبراطوري العثماني، يوم كانت لتركيا العثمانية صولة وجولة في بلاد القوقاز، وهي على ما يبدو لديها استراتيجية واضحة للتعامل مع الملف الأرمني- الأذري من باب الدخول كلاعب في الصراع بين الدولتين.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما وزير دفاعه خلوصي أكار أكدا مؤخراً دعمهما لأذربيجان، وقال الأخير خلال زيارته إلى باكو قبل شهرين «أذربيجان ليست وحدها، سنواصل دعمنا لها في كفاحها العادل من أجل تحرير أراضيها المحتلة.. نحن في تركيا يبلغ عدد سكاننا 83 مليون نسمة، نقف كلنا بجانب إخواننا» (في إشارة إلى الصلة العرقية)، وهي تصريحات اعتبرها المراقبون تدخلاً مباشراً في الحرب، خصوصاً أن مناورات عسكرية تركية - أذرية جرت بعد تصريحات أكار واستمرت لثلاثة أسابيع. كما أن صحيفة «واشنطن بوست» نشرت تقريراً مشتركاً مع وكالة «بلومبيرغ» تحدثت فيه عن تعهد تركي بتحديث شامل للجيش الأذري، وتزويده بأنواع جديدة من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي وأجهزة الحرب الإلكترونية، وذلك بعد الخسائر التي مني بها في المواجهة مع الجيش الأرمني.

كما أن صحيفة «نزافيسيمايا غازيت» الروسية ذكرت بأن تركيا تذهب باتجاه تشييد قاعدة عسكرية في منطقة ناختشيفا بالقرب من الحدود الأذرية، شبيهة بالقواعد العسكرية في قطر وليبيا والصومال.

وهناك معلومات تتحدث عن قيام أنقرة بنقل 300 مقاتل من سوريا كدفعة أولى إلى أذربيجان، من فصيلي «السلطان مراد» و«الحمزات»، كمقدمة لإرسال المزيد من المرتزقة إلى هناك.

يبدو أن أنقرة مصرّة على إشغال فتائل الحرب، حيث يمكن لأصابعها أن تصل.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.