تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نهاية العالم على يد الآلات

مصدر الصورة
عن الانترنيت

فوزي رمضان

يسعد البشر ويهنؤون باستخدامهم المذهل والمرعب للأجهزة والآلات فائقة الذكاء، لكن ماذا لو تفوقت أنظمة الذكاء الاصطناعي تلك على الأدمغة البشرية؟! هنا سيكون الوضع مدمرا ويصعب التحكم فيه، ويتوقف مصير البشرية جمعاء على تصرف تلك النظم. وخلال عقد قادم على الأرجح توازي قدرة تلك الآلات قدرات البشر، وتحاكي القدرات الذهنية لأدمغتهم. إنها ـ بلا شك ـ أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، حيث بات تطوير الآلات الذكية كما استحضار الشيطان، خصوصا أن لتلك الآلات القدرة على استنساخ نفسها آليًّا والتكاثر بشكل مدهش.

في غضون قرن من الزمان، سيكون الذكاء الاصطناعي قادرا على فعل أي شيء يمكن أن يقوم به الإنسان، إنها ثورة أكبر من قدرة البشر على استيعابها، إنه تطور مذهل حين تصبح تلك الآلات الذكية قادرة على فهم الأفكار البشرية، والانفعالات التي تؤثر في سلوك البشر، بل ومحاكاة نظرية العقل والتعبير عن حالتها الداخلية، والتنبؤ بمشاعر الآخرين والتفاعل معها.

الجيل القادم من الآلات سيكون فائق الذكاء والتفوق على البشر أنفسهم، حيث تبدي تفاعلا مذهلا في الترجمة وكتابة أفضل الكتب، وإجراء الجراحات والكلام والتعرف على الصور، بل وتتمتع بنفس الحواس الإنسانية مثل الرؤية والشعور والانفعال أكثر من البشر.

من مناحي الخير مكامن الشر، فإذا كان الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين حياة البشر، وقادرا على إسعاد البشرية فإنه قادر أيضا على دمارها. تخيل عندما ترتبط الحياة بالنظم الذكية، حين يتم نقل العديد من وظائف الدماغ البشري إلى الحاسوب (الكمبيوتر)، هنا يتم جمع البيانات من قبل أطراف أخرى لاستخدامها في السيطرة والتحكم والابتزاز والسطو، وحاليا فإن عدد الأجهزة والآلات الذكية المتصلة بالإنترنت أكثر من 25 بليون وحدة تسجل تريليون معلومة في الثانية، ليكون مصير هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات الشخصية إلى أسواق القراصنة، لعرض البيانات الشخصية والاتجار بها.

حينما يتطور الذكاء الاصطناعي إلى نحو سباق حاد في التسلح، سيؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في الأرواح نتيجة تسارع التطبيقات العسكرية فائقة الذكاء، واستخدامها عن بُعد في توجيه آلات القتل نحو البشر أينما وجدوا. والأكثر خطورة تحويل المعلومات المجمعة من أدمغة البشر إلى سلاح على شكل أكاذيب لضرب استقرار التجمعات البشرية المراد تدميرها، والأخطر حين تصل نظم الذكاء تلك إلى العناصر الإرهابية، حيث تستخدمها في التجسس والتعقب والرقابة ورصد الأهداف وعمليات الاغتيال، والتي أصبحت أكثر دقة، إذ تم بناء أنظمة التعرف على وجه الشخص المراد تصفيته بدون ترك دلائل على الجريمة. وإذا أضفنا إلى ذلك نجاح القراصنة والمجرمين الإلكترونيين في الوصول إلى الأنظمة الاقتصادية، واختراق النظم المالية للدول، حينها تكون الفوضى سيد الموقف والخراب عنوان الواقع.

تكمن خطورة التوسع في استخدام الآلات الذكية في الاستغناء بشكل موسع عن القوة البشرية، حينذاك يكون التفكير صعبا جدا في نوعية الأعمال المتبقية للبشر، بعد أن تسيطر تلك الآلات الذكية على مجمل نواحي الحياة. والحقيقة المفزعة وقوع معظم أدوات الذكاء الاصطناعي في أيدي الشركات الهادفة إلى الربح والحكومات المتعطشة للسلطة، وغالبا ما تفتقر تلك الأنظمة الرقمية إلى القيم والأخلاق، بالتأكيد تتهدد البشرية حين يخرج من عباءتها قائد متسلط أو مبتكر دموي يشيد آلات قتل لا تموت ولا تفنى، وفي لحظة غباء تنتهي البشرية بكبسة زر.

وإمعانا في المصير الغامض لتك النظم الذكية، والنتائج التي لم تخطر على البال، أوقفت شركة فيس بوك أحد برامج الذكاء الاصطناعي، بعد أن اكتشفت نموذجين يتحدثان إلى بعضهما بلغة غريبة قاما بتطويرها، ولم يفهمها القائمون على البرنامج. كذلك أوقفت شركة ميكروسوفت برنامجها (تاي) بعد أن بدأ في تقليد شخص عدائي يتلفظ بعبارات عنصرية وبذيئة. حقيقة قد تكون معرفة معظم البشر عن الذكاء الاصطناعي محصورة فقط في الهاتف الذكي، لكن من خلف الحجب وبين جدران معامل حصينة، يتم التمهيد لفناء العالم، طبقا لمقولة عالم الفيزياء الشهير ستيف هوكنج: إن الذكاء الاصطناعي سيكون بداية دمار البشرية.

مصدر الخبر
الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.