تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

شيء ما يحدث في الأردن.. ولكن..؟!!

ليس واضحاً ما حدث في المملكة الأردنية الشقيقة "يوم السبت" الثالث من نيسان الجاري، وقد لا يتضح بصورة دقيقة أبداً، فكل طرف سيقول ما يريد ويقّدم قراءته وحججه. ولكن الواضح أنّ بيان الأمير حمزة بن الحسين ولي عهد الأردن السابق "يناقض" أنباء الوكالة الرسمية الأردنية؛ فقد تحدث الرجل عن أنه وُضع قيد الإقامة الجبرية وتم اعتقال حرسه الخاص، وأنه "طُلب منه البقاء في المنزل وعدم الاتصال بأي شخص" وأكد أنه "لم يكن ضمن أي مؤامرة أجنبية وندد بنظام الحكم ووصفه بأنه فاسد"، فيما أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء يوسف الحنيطي، أنه طُلب من الأمير حمزة "التوقف" عن "تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن".

إذن، ثمة علامات واضحة في بيان الأمير حمزة على انشقاقات/خلافات داخل العائلة الأردنية المالكة، وأخرى على وجود مؤامرة "ربما" تستهدف إسقاط الملك الأردني؛ وأن اتهام الأمير حمزة لنظام أخيه بالفساد ومطالبة الحنيطي لحمزة التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن، أوضح الأدلة لما آلت إليه الأمور. أما رسائل دعم أمن واستقرار الأردن، الأمريكية والعربية، التي وصلت للملك الأردني، فتؤكد حجم المشكلة وخطورة الموقف، فيما يبدو أنه قد تمت السيطرة على أي محاولات لقلب الأوضاع الآن.

الاعتقالات التي شهدها الأردن "يوم السبت"، هي الأزمة الأخيرة التي تكشف عما يهدد الاستقرار في المملكة؛ فقبلها كانت مشاكل مع نقابة المعلمين ونقابات أخرى تخللتها مظاهرات وتوتر في الشارع الأردني وتم إخمادها؛ ونتوقف أيضاً عند حادثة مشفى السلط، قبل أسابيع، ونقص الأوكسجين الذي أدى لوفاة عدد من الأشخاص، واضطر الملك للتدخل شخصياً لتهدئة الشارع؛ كما يعكس تغيير الحكومات الأردنية المتكرر وتبديل وزراء وإزاحة آخرين حجم المشاكل الحقيقية المتراكمة التي يواجهها الأردن... فهذا البلد العربي يعاني من ضغوط اقتصادية كبيرة وشحّ في الموارد، في وقت جفّت أو تراجعت المساعدات الأمريكية والخليجية التي كانت ترفد الخزينة الأردنية.

لكن الضربة الأكثر قسوة سبّبها انتشار فيروس كورونا؛ فأدى انتشار الوباء إلى تراجع المداخيل ولاسيما في قطاع السياحة الذي أصابه الشلل تماماً، وتسبب ذلك بفقدان آلاف الوظائف، فيما يكاد "الحجر" الذي تتخذه الحكومة الأردنية لمنع انتشار الوباء، وهي محقّة بذلك، يسبّب الانفجار الشعبي ضدها.

وبين هذه وتلك، لا يبدو أنّ الصديق / العدو للنظام الأردني؛ الكيان الإسرائيلي، يريد أن يترك هذا البلد وشأنه؛ فهناك العديد من المشاكل القديمة الجديدة التي يحاول كيان الاحتلال خلقها أو رميها في وجهه بعدما أصبحت الخطوط الإسرائيلية مفتوحة مع دول الخليج؛ من محاولة التخلص من إشراف المملكة على الحرم القدسي الشريف إلى ترحيل فلسطينيي الداخل المحتل إلى الوطن البديل، الأردن. الضغوط الإسرائيلية، تهدد بنسف أسس الدولة الأردنية ووجودها.

ما نرجوه هو ألا يحصل مكروه ما يهدد أمن واستقرار البلد الشقيق وسلامة الشعب الأردني، ولنا في الأردن أحبة وأصدقاء كثيرون..

بـديـع عفيف

 

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.