لا علاقة لأغنية جورج وسوف بعنوان هذه الزاوية ، فأنا أقصد كلام الناس هذه الأيام ، ما هي الموضوعات التي يدور حولها كلام الناس، أو أحاديث المواطنين المحترمين والصابرين ، وأنا مثلهم صابر.
لكنني أعدكم وأنا بكامل أهليتي وقواي العقلية ألا أقترب لا من قريب ولا من بعيد من كلام الناس والموضوعات التي وجعت لي رأسي..ورؤوسهم طبعاً.
فما هي هذه المواضيع التي أضحت القاسم المشترك الأعظم لكلام الناس والتي لن أتحدث عنها أبداً لأنني تعبت من تكرارها في كتاباتي وأحاديثي في الصحو والنوم.. في البيت والشارع والعمل والحديقة والمصنع-أي مصنع هذا؟- ومع الأصدقاء والأعداء والأقارب والعقارب؟.
تأكدوا أني لن أتحدث عن ملحمة الرز والسكر وكل مشاكلها وبلاويها، ولا عن موسوعة النفط بكل دوائرها وأقسامها من البنزين والغاز والمازوت ، لأنني بكل بساطة لن أسمع أحداً، فالسيد سمعان(مو هون) كما يقولون.
كما أنني أعدكم بأنني تجاوزت أزمة الخبز بعد الوصول إلى حلول مازالت غامضة ومشوشة ، مثلها مثل أزمة الضمير التي تتزعم جيش الأزمات وتقوده بجدارة واقتدار تحسد عليه.
ولن أحدثكم على الإطلاق عن الغلاء الفاحش الذي تعاني منه جمهورية بنغلاديش المستقلة ، حيث صار اللحم بأنواعه : الغنم والعجل والبقر والثور والجاموس والسمك والدجاج والرومي والنعام أصبح كل هذا اللحم من الممنوعات على أغنياء القوم بل و غير المتاحة للفقراء من ذوي الدخل المهدود الملعون والد والده!.
أخذت عهداً على نفسي ألا أرد على أي سؤال من أي كان حول أسعار البيوت والشقق والفيلات والقصور في جمهورية فولتا العليا فقد وصلت الأسعار إلى حدود جهنم وبئس المصير، فلم يعد السعر يدور حول مليون..أو ملايين ، ولا حتى عشرات ومئات الملايين ، بل بمليارات الليرات(الفولتوية العليوية) نسبة إلى جمهورية فولتا العليا!.
باختصار لن أتحدث عن كل تلك الموضوعات الثانوية خاصة وأنها صارت نوعاً من الترف وأن المواد الغذائية التي أتيت على ذكرها صارت من الرفاهيات ، وسأخصص كلامي عن القضايا الاستراتيجية ومنها : الطاقة السلبية وآثارها على الأسرة والمجتمع ، و.. كيف تشتري الصبر وما هو أفضل نوع منه وأين تجده ، أو.. من هي أجمل هيفاء وهبة أم بديعة مصابني ، وغير ذلك من موضوعات تهم البشرية جمعاء ، أما كلام الناس ، فلا يقدم ولا يأخر، كما يقول جورج وسوف أعطاه الله الصحة والقوة.
ما رأيكم بالوعود التي قطعتها على نفسي بأنني لأن أتطرق إلى كلام الناس مهما كانت الظروف الإغراءات؟!.
المواطن عصام داري - ليمتد
