تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرجل الذي بنى أعلى برج في العالم يدخل سورية

محطة أخبار سورية  

الرجل الذي يقود إحدى أضخم الشركات العربية في الإنشاءات والمقاولات، وهو الذي يقف وراء بناء أعلى برج في العالم، رياض كمال اسم سنسمعه كثيراً في سورية في المرحلة القادمة، هذا الرجل الذي يقود الشركة العربية للإنشاءات (أرابتك) والتي دخلت سورية من البوابة الثامنة وتتعهّد الآن فندق ياسمين روتانا في دمشق، والذي سيعلن عنه ولادته خلال أشهر.

 

بدأ هذا المهندس الفلسطيني الأصل حياته العملية موظفاً في شركة مقاولات أردنية براتب محدود عام 1967، ثم انتقل إلى دبي ليؤسّس ويترأس إحدى أكبر وأعرق شركات المقاولات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

يحلّ رياض كمال ضيفاً على مجلة الاقتصادي في هذا العدد الخاص ليخاطب القارئ السوري المهتم، متحدثاً في البدء عن الانطلاقة القوية للشركة، حيث يقول: "تأسست الشركة عام 1975 في مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومارست عملها في السنة نفسها بعد حصولها على عقد لتنفيذ مبنى يتكون من 17 طابقاً، والذي كان يعتبر أعلى مبنى في دبي حينذاك، وانطلقت أعمال الشركة فيما بعد لتشمل تنفيذ مشاريع البناء في كل من إمارة أبو ظبي وإمارة الشارقة المجاورتين بعد نجاحها في تنفيذ مشروعها الأول في دبي بشكل ملفت للأنظار".

أما بالنسبة لأماكن انتشار الشركة فيقول كمال: "نحن نعمل حالياً على مشاريع في كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر وباكستان وروسيا والأردن ومصر وفلسطين، إضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وسورية".

وعن نشاطات الشركة وإمكانية التوسّع في هذه الاختصاصات فيقول كمال للاقتصادي: "تركز نشاط الشركة في البداية على تنفيذ أعمال المباني بمختلف أنواعها، ثم أضفنا نشاطاً ثانياً في بداية الثمانينيات لتنفيذ أعمال الديكور الداخلي للمكاتب والفنادق والمطاعم، وتطوّر هذا النشاط بشكل كبير إلى أن قرّرنا جعله يعمل بشكل مستقل من خلال شركة مستقلة أصبحت من أكبر الشركات العالمية التي تعمل في هذا المجال في أنحاء العالم تحت اسم (ديبا) للديكور، كذلك قمنا بإضافة نشاطات أخرى والاستحواذ على شركات عاملة في مجالات مختلفة في أعمال إنشاءات البنية التحتية وأعمال إنشاءات النفط والغاز وإنتاج الخرسانة الجاهزة وأعمال الهياكل الحديدية والأعمال الكهربائية والميكانيكية".

معيار الوقت

الشركة معروفة بإنجازاتها الضخمة (كالأبراج والفنادق) فإلى أي مدى يمكن أن تساهم من خلال خبرتها في تلبية احتياجات السوق السورية وخاصة في مجال السكن؟

من الملفت للنظر احتياج السوق السورية لتطوير المزيد من الفنادق والأبراج السكينة والتجارية وهذه الحاجة الملحة تحتاج إلى خبرات فنية متطورة متوفرة لدينا، ونأمل أن نتمكن من المساهمة من خلالها في تلبية حاجات السوق السورية لها.

ما هو مبدأ الشركة في التعامل مع معيار الوقت والتحدي فيه مع ضمان الجودة، وخاصة أن تاريخ الشركة يشير إلى إنجازات ضخمة في ثلاثة أشهر ومنها سكن الطالبات في دبي، مع ملاحظة أن قانون العرصات الجديد في سورية يطلب السرعة في الإنجاز؟

نجحت شركة أرابتك في جعل اسمها رائداً في السوق الخليجية والعربية بشكل عام، نتيجة التزامها بتنفيذ المشاريع المتعاقد عليها بمستوى عال من الجودة وفي الأوقات المحددة، وكانت ولا تزال تقبل التحديات في المشاريع الصعبة الإنجاز في الوقت والنوعية، ومنها كما ذكرت إنشاء أبنية جامعية في فترة لا تزيد عن ثلاثة أشهر وبناء برج خليفة الذي يعتبر اليوم أعلى برج في العالم (828 متراً) خلال 5 سنوات وغير ذلك من المشاريع البارزة في المنطقة، والتي نأمل أن نتمكن من تنفيذها كذلك في السوق السورية الواعدة.

ما هي إمكانات الشركة من النواحي البشرية والتنموية والمعدّات والتطوير المستمر عليها؟

تمتلك الشركة أسطولاً ضخماً من المعدّات يشمل رافعات البناء الثابتة والمتحركة، إضافة إلى الحفارات والمولّدات وغيرها من الآليات اللازمة لجميع أعمال المباني والبنية التحتية، ويعتبر أسطول الشركة من الأكبر والأفضل في المنطقة العربية، وتعتمد الشركة على جهاز فني للتخطيط والإشراف يزيد عن خمسة آلاف مهندس وموظف، إضافة إلى ما يزيد عن 50 ألف عامل مدرب، ويعتبر هذا الحجم من أكبر الأعداد المتوفرة في عالمنا العربي لدى أي شركة.

 

أوسع الأبواب

كان دخولكم الأولي إلى سورية عبر البوابة الثامنة، فكيف تقيّمون هذه التجربة؟ وماذا تعلمتم منها بالنسبة لمشاريع لاحقة؟

دخلنا دمشق عام 2007 من أوسع الأبواب، عبر البوابة الثامنة في منطقة يعفور، وكان المشروع متواضعاً نوعاً ما بالنسبة لنا، وتم إنجاز وتنفيذ أربعة مباني في هذا المشروع، تمكّنا من خلالها من تقييم حاجة السوق المحلية لنوعية الخبرات الفنية المطلوبة، وكذلك اليد العاملة التي تلزم إضافتها لتطعيم الأيادي العاملة السورية لتحسين أدائها، إضافة إلى اكتساب الخبرة اللازمة لنا في إدارة أعمالنا مع المؤسسات والشركات المتواجدة في سورية سواء كانت خاصة أو حكومية.

اعتبرتم في بعض التصريحات الصحفية أن تعاقدكم على مشروع فندق ياسمين روتانا مع شركة (بنا للعقارات) يعتبر نقلة نوعية. فما هي البصمة التي ستحقّقونها في هذا المشروع؟

لا شك أن فندق ياسمين روتانا سيكون من الفنادق المميزة في دمشق من حيث النوعية والتسهيلات المتوفرة، وسيكون بمثابة اختبار لنجاحنا في سورية. ولذلك نحن نركّز على توفير كل ما سيحتاجه هذا المشروع السياحي الضخم من خبرات واختصاصات لتنفيذه بالمستوى اللائق باعتباره فندقاً ذا خمس نجوم. وقد قطعنا شوطاً بعيداً في تأمين تلك الاحتياجات سواء الفنية أو الإدارية اللازمة للتنفيذ.

مقترحات

بعد هاتين التجربتين ما هي تطلعاتكم المستقبلية في السوق السورية؟

سورية بالنسبة إلينا تعتبر من الأسواق الواعدة التي تحتاج إلى المزيد من أعمال البنية التحتية والمشاريع السكينة والتجارية والسياحية، وهي لا شك تقع على مفترق طريق جغرافي تاريخياً ومستقبلياً سيمكنها من جذب الكثير من الاستثمارات المالية والبشرية ليمكنها من تحقيق برامجها التنموية. ولذلك، رأينا ضرورة تواجدنا منذ مرحلة انطلاقها في تشجيع الشركات العربية كي تساهم في هذه الانطلاقة التي نأمل لها النجاح وأن نكون جزءاً من وسائل إنجازها ونجاحها.

ماذا تقترحون على المشرّع السوري والجهات الرسمية لاستكمال البنية التشريعية أو التشجيعية للاستثمار العقاري؟

لا شك أن تشجيع الاستثمار يتطلب عوامل أساسية يعرفها المسؤولون في سورية معرفة تامة، مثل ضمان حرية دخول وخروج رأس المال وتوفير عملية الاستيراد والحد من القيود الجمركية وتخفيضها على المشاريع الاستثمارية، والإعفاء الضريبي لفترات معينة وغيرها من التشريعات التي يحتاجها المستثمر العربي أو الأجنبي لتشجيعه على المساهمة في نهضة سورية الاقتصادية القادمة.

إلى أي مدى تخططون للاستفادة من الخبرات والمواد الأولية المحلية في مشروعاتكم ضمن سورية؟

واجبنا الأول هو تشجيع اليد العاملة السورية والشركات المحلية ولها الأولية في عملنا هنا. لكن من الضروري المحافظة على هدفنا الأول وهو تحقيق الجودة المطلوبة ولذلك، نسعى جاهدين على تحقيق هذا الهدف عن طريق خلق تعاون مشترك بين ما هو متوفر حالياً في الأسواق المحلية وما يوجد لدينا من خبرات مستوردة من الخارج، ومساعدة الإمكانيات المحلية على تحسين أدائها ونقلها إلى العمل بطريقة تفي باحتياجات مشاريعنا المستقبلية في سورية سواء كان ذلك في اليد العاملة أو جودة إنتاج المصانع المحلية.

التجربة الشخصية

نختم بالحديث عن تجربتكم الشخصية كمواطن عربي انطلق من راتب محدود إلى صانع هذا العملاق الضخم، وماذا توجهون لرواد الأعمال الشباب في سورية عن هذه التجربة؟

تجربتي الشخصية هي تجربة متواضعة بدأتها بالعمل بعد تخرجي من الجامعة في الهندسة المدنية، وعملت بعدها في عدة شركات مقاولات اكتسبت منها خبرة كافية مكنتني من الانطلاق في تأسيس شركة أرابتك. وكان هدفي الأول بعد تخرجي هو اكتساب الخبرة من خلال العمل الدؤوب الجاد والتعلم من رؤسائي والاستفادة دائماً من خبراتهم، ولم يكن الراتب في البداية هدفاً لي بل نوعية الخبرة وتنوعها، وأما مكان العمل وصعوبته فلم يثنياني أبداً عن قبول التحديات وزيادة العلم والخبرة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال الممارسة العملية الجادة، وهذه نصيحتي إلى أخواني الشباب من رواد الأعمال في سورية.

ما هو اليوم النموذجي في حياة رياض كمال من الصباح وحتى المساء (الاستيقاظ، الرياضة، القراءة، ونوع القراءات وآخر كتاب قرأته، الوقت في حياته)؟

يبدأ يومي عادة مبكراً بالسباحة ثم تمارين الأثقال الخفيفة في النادي الرياضي ثم مطالعة الصحف الصباحية. وأبدأ يومي في المكتب نحو الساعة التاسعة، ويمتد نهاري في المقابلات والاجتماعات لغاية الساعة السابعة أو الثامنة مساءً أعود بعدها إلى البيت لأمضي مسائي مع العائلة ثم المطالعة ثم النوم المبكر الذي عادة ما يكون نحو العاشرة ليلاً.

أما آخر كتاب قرأته فهو بعنوان "من الذاكرة" تأليف الدكتور علي الحسن، وهو طبيب اختصاصي في أمراض الأطفال في بيروت وصديق شخصي، وهو عبارة عن سيرة ذاتية وذكريات سياسية في عمله الوطني الذي امتد خلال فترة حرجة في تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي.

ما هي النصيحة التي تكررها باستمرار على مسامع موظفيك ومسؤولي الشركة وتحب أن تشارك بها قراءنا من الإداريين؟

النصيحة التي أكرّرها باستمرار على مسامع الجيل الصاعد هي: أولاً الوصول إلى قمة النجاح لا يمكن تحقيقه عن طريق المصعد إنما يحتاج إلى تسلق السلّم درجة درجة، ثانياً يأتي الحظ وتأتي الفرص كلما زاد الجهد في الأداء.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.