تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية توقع الاتفاقية... ما هي  مبادرة الحزام والطريق.. ؟؟؟

مصدر الصورة
وكالات- أرشيف

تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى حل سلسلة من القضايا المهمة التي تواجه الصين والعالم في مجال التنمية والانتعاش الاقتصادي. هذا ما جعل العديد من البلدان يتسابقون للمشاركة في التنفيذ العملي لمبادرة الحزام والطريق، والبدء فعلياً في تنفيذ المشاريع ذات الصلة.

دوافع مبادرة الحزام والطريق من وجهة نظر دولية:

في عام 2013، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق نيابة عن الصين، داعياً جميع الدول للانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق في محاولة لتوليد زخم أقوى للانتعاش الاقتصادي العالمي ودفع الاقتصاد العالمي نحو مسار تصاعدي، بعد أن أثرت الأزمة المالية والاقتصادية في عام 2008 بشكل سلبي على العالم بأسره. طرح الرئيس شي جين بينغ خمسة مجالات للتواصل لتطوير مبادرات الحزام والطريق، وهي التواصل من حيث السياسة والبنية التحتية والتجارة والتمويل والتبادلات الشعبية.

  • النمو الاقتصادي العالمي:

 يهدف التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق إلى تحسين الاتصال في العالم من حيث البنية التحتية والتجارة والاستثمار وكذلك التمويل لتشكيل آلية جديدة للنمو العالمي. تختلف العوامل الاقتصادية التي تمتلكها البلدان حول العالم بين الموارد الطبيعية ورؤوس المال والقوى العاملة، تهدف المبادرة إلى الاستفادة المثلى من المزايا النسبية لهذه البلدان من خلال "الاتصال العالمي الأفضل"  في إطار آلية عمل السوق.

  • العولمة:

أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن الطريقة الصحيحة هي تحويل العولمة الحالية والارتقاء بها للعمل من أجل عولمة اقتصادية أكثر انفتاحًا وتسامحاً وشمولية وتوازناً ومفيدة لجميع الأطراف، يعتبر التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق وسيلة فعالة لتمكين العولمة، لأن الأهداف طويلة المدى والمبادئ الأساسية والأساليب والنتائج الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق تتماشى إلى حد كبير مع الأهداف والعمل الضروري للتحول والارتقاء بالعولمة.

  • الحوكمة العالمية:

 دفعت الأزمة المالية العالمية، التي بدأت من الولايات المتحدة في عام 2008 ، الصين إلى مركز الصدارة في الحوكمة الاقتصادية العالمية. تم تجنب ضربة كارثية عالمية بفضل دور الصين الداعم في النظام الاقتصادي العالمي. لقد ربطت الصين تنميتها الخاصة بالتنمية العالمية بدلاً من الدعوة إلى "الصين أولاً".

تقدم مبادرة الحزام والطريق شخصية الصين المسؤولة حيث تهتم الصين بالعالم وتقدم حلولاً للقضايا الشائكة. وبهذا تكون الصين ارتقت إلى مستوى مزوّد الحلول وعامل التمكين في الحوكمة العالمية. وقد ساعد هذا الموقف الصين على كسب استحسان المجتمع الدولي. تقدم الصين حلولها الخاصة "للاتجاه المستقبلي للعلاقات الدولية حيث تأمل أن يساعد التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق في ايجاد حلول فعلية لإصلاح نظام الحوكمة العالمي الحالي، وبناء نظام جديد يكون متوازناً وشاملاً.

  • منصة مبتكرة للتعاون الدولي:

تعتبر مبادرة الحزام والطريق (BRI) أكبر تصور اقتصادي دولي للصين، يهدف إلى تحفيز التنمية الاقتصادية في منطقة شاسعة تغطي دولاً في آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال تطوير البنية التحتية والتحاور حول السياسات، والتجارة بدون عوائق، والدعم المالي، والتبادل بين الأفراد. وبالتالي تخلق مبادرة الحزام والطريق منصة جديدة ومبتكرة  للتعاون الدولي والاتصال الإقليمي والعالمي.

  • مستقبل مشترك للبشرية:

 من الأهداف المهمة للتطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق نشر روح طريق الحرير التي تتميز بالسلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع. وبناء نظام تعاون اقتصادي عالمي جديد مفتوح بالكامل ليس فقط على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي، بحيث لا يستبعد تطوير مبادرة الحزام والطريق أي دولة.

الممرات الاقتصادية لتحسين الاتصال العالمي (Economic corridors) :

الممرات الاقتصادية هي الجزء الرئيسي وجوهر تطوير مبادرة الحزام والطريق، حتى الآن، هناك ستة ممرات اقتصادية يجري التخطيط لها وبنائها من قبل الدول المعنية في إطار مبادرة الحزام والطريق. وقد أظهرت التقارير الإحصائية أن وقت السفر وتكاليف النقل ستنخفض نتيجةً لإكمال المشاريع الممولة في إطار المبادرة، وسينعكس ذلك على التجارة العالمية لأن هذا التحسين سيؤثر على جميع البضائع التي تستخدم طرق النقل هذه.

  1. الممر الاقتصادي الجديد للجسر البري الأوروبي الآسيوي.
  2. الممر الاقتصادي بين الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا.
  3. الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
  4. الممر الاقتصادي بين بنغلاديش والصين والهند وميانمار.
  5. الممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية.
  6. الممر الاقتصادي بين الصين وشبه جزيرة الهند الصينية.

يعد تعزيز بناء الموانئ الرئيسية داخل الصين وخارجها جزءاً مهماً من طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين.

دوافع الحزام والطريق من وجهة النظر المحلية للصين:

أولاً لعب الانفتاح دوراً مهماً للغاية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للصين، منذ اعتماد الإصلاح والانفتاح قبل 40 عاماً، وقد زاد الانفتاح من حجم الاقتصاد الصيني وسهل من الناحية الهيكلية تنمية الصين، لأنه إلى جانب تطور الاقتصاد الحضري، أصبحت المناطق الريفية قواعد تصنيعية مهمة للعالم.  مع دخول التنمية في الصين عصراً جديداً، تمثل مبادرة الحزام والطريق إجراءً جديداً لتعزيز الانفتاح الذي يهدف إلى تعزيز التنمية في الصين وتعميقها من خلال العمل مع الدول الأخرى لتفعيل مبادرة الحزام والطريق. فمن خلال هذه المبادرة تمكنت الصين من تحسين البنية التحتية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المناطق النائية في غرب الصين والدول المجاورة لها، مما يساعد على التخفيف من حدة الفقر في تلك المناطق وتحقيق التنمية المتوازنة بين أقاليم الصين.

ثانياً يساعد استخدام التعاون المالي في إطار مبادرة الحزام والطريق الصين في سعيها للحصول على مكانة دولية أكبر لتدويل عملتها RMB، الأمر الذي سيساعد الصين في تعزيز الانفتاح والتنمية.

ثالثاً تشكل كفاية مصادر الطاقة مصدر قلق دائم للشركات الصينية، فمع نمو الاقتصاد، ازداد الطلب على الطاقة وأصبحت الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم. تهدف مبادرة الحزام والطريق إلى تأمين إمدادات الطاقة في الصين من خلال خطوط أنابيب جديدة في آسيا الوسطى وروسيا وموانئ جنوب شرق آسيا.

رابعاً بالإضافة إلى ذلك، سيكون التعاون الدولي بشأن مبادرة الحزام والطريق مفيدًا بشكل مباشر لزيادة ازدهار الثقافة الصينية من خلال التبادلات والتعلم المتبادل بين ثقافة الصين والدول الأخرى.

خامساً باعتبارها أكبر دولة تجارية في العالم، فإن اهتمام الصين الرئيسي هو خفض تكاليف نقل البضائع. وقد أظهرت جميع التقارير الإحصائية أن تكاليف النقل ستنخفض كنتيجة لإكمال الممرات الممولة في إطار المبادرة.

سوريا تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق

في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 ، أكد الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الصيني شي جين بينغ الأهمية الكبرى لتطوير العلاقات الثنائية بين سوريا والصين. وشدد الرئيس الأسد على حرص سوريا على الانضمام إلى مبادرة الحزام والطريق التي تشكل طريقا للاقتصاد والتنمية.

في كانون الثاني (يناير) 2022 ، وقعت سوريا والصين مذكرة تفاهم في إطار مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين" في دمشق. وبحسب المذكرة، فإن سوريا تنضم إلى المبادرة التي تساعد على فتح آفاق واسعة للتعاون مع الصين وعدد من الدول الشريكة في المبادرة في عدة مجالات منها تبادل السلع والتكنولوجيا ورأس المال وتفعيل حركة الأفراد، إضافة إلى ذلك. للتبادل الثقافي.سورية

قبل اندلاع الحرب ضد سورية في عام 2011، كانت سوريا تتمتع باقتصاد متوازن، وكانت مكتفية ذاتياً في الإمدادات الغذائية والأدوية والعديد من المنتجات المهمة، وتنتج الوقود والمنتجات الزراعية، وكان لديها نسبة الفقر منخفضة جداً، فقد سجل الاقتصاد السوري أداء اقتصادياً متنامياً حيث بلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي 5٪ سنويا خلال الفترة (2000-2011). كانت الصين ثاني أكبر مصدر لسوريا ، حيث كانت عشرات الشركات الصينية تعمل في سوريا في مجالات الاستثمار والتجارة والمشاريع.

بعد الحرب، أصيب الاقتصاد السوري بالشلل والانهيار، ودُمرت البنية التحتية، لذلك فإن الأولوية الأهم هي إعادة بناء البنية التحتية وإعادة هيكلتها وجعل العجلة الاقتصادية تعمل مرة أخرى لتجنب إضاعة عقد آخر من التنمية.

رغم الصعوبات التي سببتها العقوبات الأمريكية والدول الغربية، لا تزال الصين الشريك التجاري الأهم لسوريا وإحدى أكبر الدول التي تقدم المساعدات لسوريا، فقد قدمت الصين لسوريا مساعدات اقتصادية بما يعادل 2.4  مليار يوان في مختلف المجالات.

تتمتع سوريا بموقع جيوسياسي مهم للغاية فهي مفترق طرق للقارات وهذا هو الثروة الحقيقية لسوريا. تاريخياً كانت سوريا مركزاً للعديد من الحضارات القديمة وكانت من الدول الرئيسية على طريق الحرير القديم. تمثل مبادرة الحزام والطريق الآن إستراتيجية مستقبلية لتقاسم التنمية اعتمادًا على المنافع المتبادلة للجانبين أي علاقة رابحة للجانبين (win-win). يدعم انضمام سورية إلى مبادرة الحزام والطريق سياسة سوريا منذ سنوات في التوجه شرقاً، والصين هي النموذج الذي تتوق سورية للتعامل معه.و في هذا السياق أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن الصين تدعم الجهود السورية لإعادة الإعمار والتنمية.

يشمل التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق مشاريع البنية التحتية، مثل الطرق والسكك الحديدية والمطارات والموانئ وأنابيب النفط والغاز ومحطات الطاقة. يمكن لسوريا تقليص فجوة التنمية التي توسعت خلال عقد من الحرب، من خلال الانضمام إلى الحزام ومبادرة الطريق، كجسر للتنمية، لإعادة بناء وإعادة هيكلة البنى التحتية المتضررة. إلى جانب البنية التحتية تركز (BRI) على تطوير قطاع الطاقة، وقد واجهت سوريا نقصاً حاداً في الطاقة خلال الحرب، في ظل (BRI) يمكن للصين توسيع الاستثمار في قطاع الطاقة، حيث لديها استثمارات في حقول النفط في محافظة الحسكة والرقة والبادية السورية.

تتمتع سوريا بمزايا نسبية كبيرة في العديد من فروع الأنشطة الصناعية، يعد التعاون الصناعي وبناء المناطق الصناعية محور رئيسي آخر لمبادرة الحزام والطريق. يسمح التعاون في إطار هذه المبادرة للشركات السورية بالحصول على التكنولوجيا الحديثة والتدريب والوصول إلى الأسواق الدولية، إضافةً إلى جذب الاستثمارات التي تساعد على دفع عجلة الاقتصاد في سوريا. علاوة على ذلك، يمكن للشركات الصينية الاستثمار في سوريا ويمكن إنشاء أسواق جديدة لاستهلاك سلعها في سوريا ودول الشرق الأوسط المجاورة الأخرى.

تواجه سوريا والعديد من الدول النامية على طول مبادرة الحزام والطريق نقصاً حاداً في رأس المال لأغراض التنمية، في يناير 2016 ، تم تأسيس بنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) كوسيلة رئيسية لتمويل مبادرة الحزام والطريق، كما قدم بنك التنمية الجديد لدول البريكس، الذي بدأ عمله في يوليو 2015، قروضًا للبلدان الواقعة على طول مبادرة الحزام والطريق.  كما قدمت بنوك التنمية التي تديرها الدولة في الصين (بنك التنمية الصيني ، وبنك التصدير والاستيراد الصيني ، والبنك الصناعي والتجاري الصيني) دعمًا ماليًا كبيرًا لمبادرة الحزام والطريق. على عكس الدول الغربية والمنظمات المالية الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، لا تفرض الصين إصلاحات التكيف الهيكلي على الاقتصادات المضيفة كشرط لتقديم القروض والمساعدات والاستثمارات والاتفاقيات التجارية، ولا تتدخل الصين في الشؤون الداخلية، هذا ما يدفع البلدان النامية إلى التعاون المالي في ظل مبادرة "الحزام والطريق".

تهدف مبادرة الحزام والطريق أيضاً إلى بناء منصة جديدة للتعاون الدولي بحيث يمكن لجميع البلدان استخدام هذه المنصة الجديدة لتنفيذ التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والرعاية الطبية والسياحة والثقافة وفي نهاية المطاف جعل العالم الذي نعيش فيه أفضل. وقد حقق التعاون بين سوريا والصين في مجال التبادل الثقافي والتعليم ومكافحة جائحة فيروس كورونا تقدماً هاماً، حيث شهدت العلاقات العلمية والتبادل الثقافي تطوراً نوعياً وكمياً من خلال المنح العلمية. يساهم تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية في تحقيق مكاسب علمية وعملية في إعادة الإعمار في سوريا.

ختاماً تستجيب مبادرة الحزام والطريق للمتطلبات الحالية للمجتمع الدولي وتتماشى مع اتجاه التنمية، ويمكنها على الأرجح دفع التاريخ في الاتجاه الصحيح وذلك للأسباب التالية: أولاً تعزيز التحول والارتقاء بالعولمة الحالية وصولاً إلى عولمة جديدة أفضل تتناسب مع متطلبات التنمية في العصر الجديد. ثانياً توفير منصة ونموذج جديد للتعاون الدولي حيث يمكن لجميع البلدان المشاركة في تعاون مفتوح وشامل وعملي ومربح لجميع الأطراف من خلال التشاور المشترك والتنمية والمشاركة. ثالثاً هناك أيضاً بيئة جيدة على المستوى الدولي للمضي قدماً في مبادرة الحزام والطريق.

إن انضمام سوريا إلى مبادرة الحزام والطريق يعزز استراتيجية سوريا للتوجه شرقاً، ويقدم أكبر مساهمة في إعادة الإعمار الاقتصادي ويسرع عملية التعافي الاقتصادي والاجتماعي في سوريا.

المصادر

Biliang, Hu."Belt and Road Initiative: Why, What and How."        Foreign Affairs Journal, 2018: 35-55.

مقال بعنوان "مبادرة الحزام والطريق" للبروفيسور (هو بيليانغ) أستاذ الاقتصاد بجامعة بكين الاعتيادية ومدير معهد أبحاث الحزام والطريق وعميد معهد الأسواق الناشئة في الجامعة الجامعة.

Syrian Arab News Agency, visit at12/11/2022, available from. http://www.sana.sy/en/?p=236132.

                        إعداد بشرى الكنج

مصدر الخبر
محطة أخبار سورية- خاص

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.