أكد الرئيس السابق للاتحاد البريطاني للأغذية إيان رايت أن حكومة بلاده لا تعي تماماً الآثار المخيفة المترتبة على أزمة أوكرانيا محذراً من عدم قدرة بريطانيا على مواجهة ارتفاعات هائلة في أسعار المواد الغذائية ونقص السلع الأساسية في المستقبل القريب.
وقال رايت لصحيفة الإندبندنت البريطانية: “لا أعتقد أن الحكومة البريطانية تعي تماماً الآثار المترتبة عن كل ما يحصل إذ يمكن أن تصبح الأمور مخيفة للغاية مع الارتفاع الكبير في الأسعار وما يستتبع ذلك من فقر غذائي لعدم قدرة الأفراد على الحصول على الغذاء اللازم لمواصلة العيش بطريقة طبيعية”.
وحذر رايت من عدم وجود خطة مناسبة لدى الحكومة البريطانية لمواجهة مستقبل “مثير للخوف” من تعطل الإمدادات الغذائية مؤكداً أن “هذا الأمر أكبر من أزمة الطاقة”.
وأشار رايت إلى أن هنالك مجموعة من المعنيين بصناعة الأغذية في بريطانيا ترى أن هذه القضية “باتت تتطلب الآن مقداراً أكبر من التحرك العاجل والتركيز من جانب الحكومة في لندن بهدف ضمان حصول البلاد على المواد الغذائية التي تحتاجها”.
وجرى حتى الآن في بريطانيا ترشيد استعمال زيت الطهي الذي يستخدم في صنع رقائق البطاطس والوجبات الجاهزة والبسكويت والمايونيز في وقت انعكس فيه ارتفاع أسعار الأسمدة والأعلاف على الإنتاج الزراعي المحلي.
وفي سياق متصل تركت هذه المخاوف صداها أيضاً لدى الاتحاد البريطاني للمزارعين ومنظمة إعادة توزيع الأطعمة (فير شير) التي تتهم الحكومة البريطانية بالسماح بهدر نحو مليوني طن من الطعام الصالح للأكل كل سنة.
وتتعرض وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية البريطانية لضغوط من أجل تعزيز إنتاج الأغذية المزروعة محلياً من خلال حماية أسعار منتجات المزارع في حين حذر أندرو بيلي حاكم بنك إنكلترا الأسبوع الماضي من الانعكاسات المروعة لأزمة أوكرانيا لافتاً نظر النواب البريطانيين إلى أنه “لا توجد طريقة لشحن الطعام والأمور تزداد سوءاً”.
وشهدت بريطانيا مؤخراً ارتفاعاً قياسياً في أسعار المواد الغذائية بلغ أعلى مستوى منذ 13 عاماً في حين ارتفع حجم التضخم في المتاجر البريطانية إلى 7 بالمئة في انعكاس لارتفاع تكاليف الطاقة والأسمدة والوقود والأعلاف الحيوانية التي يتم نقلها عبر سلاسل التوريد في أعقاب أزمة أوكرانيا.
