تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صحيفة: العدوان الإسرائيلي المتكرر لا بد من لجمه

مصدر الصورة
الوطن العمانية

لَمْ يَعُدْ خافيًا الدَّور الذي لعبته ولا تزال تلعبه إسرائيل خلال العدوان على سورية طوال العقد الماضي، فلَمْ تكتفِ هذه الدولة القائمة بالاحتلال بما قدَّمته من دعم لبعض الفصائل المسلَّحة، لكنَّها تأبى إلَّا أنْ تستغلَّ العدوان على سورية، وتقوم بتدخل مباشر بَيْنَ الحين والآخر، وتعتدي على السيادة السورية بشكلٍ يناقض كافَّة المواثيق والعهود الدولية، مستغلِّةً انشغال الجيش السوري بالحرب المقدسة التي يخوضها من أجْل سيادة سورية ووحدتها واستقلالها، لدعم الجماعات المسلحة، ما يؤكِّد أنَّ العدوَّ الإسرائيلي وأطماعه لا يستهدف الأراضي الفلسطينية وحسب، بل تمتدُّ تلك الأطماع لِمَا هو أكبر من ذلك، لذا تدعم إسرائيل الفصائل الموالية لها من جهة، وتدخل بشكلٍ مباشر من جهة أخرى أيضًا لتقديم دعم ميداني، حيث يسعى المخطَّط الإسرائيلي لِمدِّ حالة الحرب التي تشهدها سورية، التي كانت ولا تزال الخصم العربي الأبرز الذي تخشاه تل أبيب، والذي كان قَبل هذا المخطَّط التآمري، أبرز أركان الممانعة ضدَّ الوجود الإسرائيلي في المنطقة، لذلك تحرص دولة الاحتلال الإسرائيلي على استمرار ضمان انشغال سورية بشأنها الداخلي، حتى لا تضطلع بِدَوْرِها الإقليمي، والذي ينطلق من تحرير الجولان السورية المحتلَّة، والتي يسعى الكيان الصهيوني إلى التهامها.
وتأكيدًا على هذا التوجُّه الصهيوني، فقد شنَّت إسرائيل عدوانًا استهدف مواقع في ريف دمشق وطرطوس أدَّى إلى سقوط ثلاثة عسكريين، وجرح ثلاثة آخرين وفق ما أفادت وكالة “سانا” السورية الرسمية، وأوردت الوكالة نقلًا عن مصدر عسكري قوله إنَّ “العدوَّ الإسرائيلي نفَّذ عدوانًا جويًّا برشقات من الصواريخ مستهدفًا بعض النقاط في ريف دمشق، وتزامَن هذا العدوان مع عدوان آخر من اتِّجاه البحر مستهدفًا بعض النقاط جنوب محافظة طرطوس” مضيفا: “أدَّى العدوان إلى استشهاد ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية”، لتتأكَّد من جديد رغبة إسرائيل في إشغال دمشق بحروب جانبية تشغلها عن هدفها الرئيسي في إنهاء حالة الحرب الدائرة والقضاء على البؤر الإرهابية، وبسط السيادة السورية على كامل أراضيها؛

فتكرار العدوان يؤكِّد أنَّ إسرائيل فشلت في تطويع سورية، والاستفادة من الحرب الدائرة لتحقيق أهدافها، السَّاعية إلى التهام كافَّة الأراضي العربية المحتلة، وتحقيق أوهام “إسرائيل الكبرى” الممتدَّة من المحيط إلى الخليج. إنَّ العدوان الإسرائيلي المتكرِّر على سورية يسعى إلى التأكيد على أنَّ إسرائيل جزء من الأزمة، بل كُلُّ الأزمة، سواء من وراء ستار أو بشكلٍ مباشر، وترى أنَّ مصلحتها الاستراتيجية تكمن في أنْ يستمرَّ الصراع والاقتتال في سورية، وأنْ تنشغل دمشق وحلفاؤها بمواجهة الخطر الآني، الذي يستنزف المقدرات السورية الوطنية لعقود، ويضعف إرادة دمشق (وفق التصور الإسرائيلي)، في رفض التسويات الإقليمية والدولية، التي ستراعي بالتأكيد مصالح ومطامع وأهداف إسرائيل، التي تريد فرضها على المنطقة بأكملها، لذا يأتي التدخل بشقَّيْه المباشر وغير المباشر ليؤكِّد أن المحتل الإسرائيلي هو لبُّ المشكلة. إنَّ هذه الطموحات والأطماع الإسرائيلية تتنامى مع مواصلة المُجتمع الدولي التغاضي عمَّا تخلِّفه من عدوان، سواء على الجانب الفلسطيني، أو على الصعيد السوري، فعدم محاسبة إسرائيل يجعلها تمضي قُدمًا في السَّعي وراء سراب أطماعها، مرتكبةً ـ في سبيل ذلك ـ جرائم يعاقب عليها القانون الدولي والإنساني، ستؤثِّر بالتأكيد على السلام الإقليمي والعالمي، وستجعل الصراع في المنطقة يتصاعد بشكلٍ قد يؤدِّي لِمَا لا تحمد عقباه، وعليه لا بُدَّ من لجْم إسرائيل ووضْع حدٍّ لاعتداءاتها.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.