حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، الحلفاء المجتمعين في ألمانيا على تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده، لا سيما دبابات وصواريخ طويلة المدى ومقاتلات حديثة، لكن ألمانيا التي تتعرض لضغوط لتقديم الدبابة ليوبارد إلى كييف تمسكت بموقفها الرافض، بينما أعلنت هولندا أنها مستعدة لتقديم مقاتلات اف 16 أمريكية الصنع إلى أوكرانيا، وكشفت الولايات المتحدة عن حزمة جديدة للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتعهدت فنلندا بتقديم مساعدات بقيمة 400 مليون دولار. ورد الكرملين على الفور بأن تسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة لن يغير أي شيء على الأرض.
سقف مطالب
طالب زيلينسكي في افتتاح اجتماع الحلفاء في قاعدة رامشتاين الألمانية، الحلفاء بتسريع تسليم بلده الأسلحة الثقيلة. وقال: «في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر». وجدد طلب دبابات وصواريخ بعيدة المدى ومقاتلات. وأضاف: «يمكنني أن أشكركم مئات المرات (على الدعم الذي سبق وقدمته هذه الأطراف) إلا أن مئات عمليات الشكر ليست مئات الدبابات».
لكن الغربيين يخشون احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسية والقواعد الجوية والبحرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ما ينذر بتصعيد خطِر.
ألمانيا تتمسك بموقفها
أكدت ألمانيا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار خلال اجتماع الحلفاء الغربيين في رامشتاين، الجمعة، بشأن تسليم دبابات ثقيلة لأوكرانيا، وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس إن المسألة «نوقشت» بين الحلفاء ،لكن «لم يتم اتخاذ أي قرار». وأضاف: «لا يمكن أن نقول متى (سيتم اتخاذ قرار) وما سيكون عليه القرار في شأن دبابات ليوبارد». وشدد على هامش اجتماع وزراء الدفاع والقادة العسكريين من نحو أربعين دولة أنه «من الواضح جداً أن الآراء ليست متطابقة». وعرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدات العسكرية الألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين. وأكد بيستوريوس أن «الانطباع» السائد لجهة أن ألمانيا ترفض وحدها تسليم الدبابات لكييف هو انطباع «خاطئ».
الكرم الأمريكي
دعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى زيادة المساعدة العسكرية المقدمة لكييف. وقال: «علينا أن نبذل مجهوداً أكبر؛ إذ إن المرحلة حاسمة في أوكرانيا. عيون الشعب الأوكراني شاخصة علينا وعيون الكرملين والتاريخ أيضاً». وقبل ساعات من الاجتماع، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستفرج عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2,5 مليار دولار، تشمل 59 عربة مصفحة من طراز برادلي، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز تم التعهد بها في السادس من يناير/كانون الثاني، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر، كذلك، سيسلّم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998. وبذلك، يصل إجمالي المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا إلى 26,7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير. لكن الدفعة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة، مثل أبرامز.
لا تغيير في ميدان المعركة
واتهم الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الدول الغربية بالتشبث بوهم زائف حول قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر. وقال إن «هذه الشحنات لا يمكن أن تغير شيئاً؛ بل ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا» ذاكراً خصوصاً عبء «صيانتها وتصليحها». وأكد «يجب عدم المبالغة في أهمية تسليم أسلحة كهذه أو قدرتها على تغيير أي شيء... هذا لن يغير شيئاً على صعيد تقدم الجانب الروسي باتجاه تحقيق أهدافه». واتهم الناطق باسم الكرملين الدول الغربية كذلك «بالتشبث بوهم مأساوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة».
«مرحلة حاسمة»
يقول الخبراء إن الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي ستعطي أفضلية حاسمة لكييف في المعارك التي تلوح في الأفق في شرقي أوكرانيا. وتعهدت فنلندا،الجمعة، بمساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون يورو لأوكرانيا،وتشمل أسلحة مدفعية وذخيرة.
.. بل مستعدون
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة إن الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا، مضيفاً أنه يأمل في اتخاذ قرار إرسالها.
مقاتلات إف 16
أعلن وزير الخارجية الهولندي، فوبكه هوكسترا، أن بلاده مستعدة لدراسة إمكانية تسليم أوكرانيا مقاتلات «إف-16» إذا تلقت طلباً من كييف في الغرض. وقال وزير الخارجية خلال مناقشة في مجلس النواب إن بلاده ستدرس تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز اف 16 إذا طلبت الحكومة الأوكرانية ذلك. وقال هوكسترا إن الحكومة ستنظر في مثل هذا الطلب «بموضوعية». وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك لوته، خلال زيارة لواشنطن في 17 يناير، أن لاهاي تنوي الانضمام إلى الولايات المتحدة وألمانيا في إمداد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي باتريوت. وقررت السلطات الهولندية في وقت سابق تخصيص 2.5 مليار يورو لمساعدة أوكرانيا في عام 2023.
