تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كلفتها 16 مليون ليرة نوافير حلب الموسيقية تتوقف عن العزف بعد سنتين من تشييدها

توقفت نافورتا حلب الموسيقيتان في "الحديقة العامة" و"حديقة السبيل" عن تقديم مقطوعاتهما الموسيقية والأغاني الرائجة المتعصبة للسيدة "فيروز"، وينتظر مرتادوا الحدائق مع قدوم الصيف وخصوصاً عشاق الرياضة الصباحية أن تعاود النافورتان عزفهما الشجي بعد أن آذن الشتاء مع غيومه الأخيرة بالرحيل.

وانقبضت أسارير المتقاعد "عبد الرحمن" المعتاد على قضاء وقت غير قصير في "الحديقة العامة" بتعطل النافورة: "لا أدري سبب توقف النافورة الموسيقية عن الكلام منذ مدة طويلة على الرغم من فرادة التجربة التي سررنا كثيراً بأغانيها العذبة المبرمجة مع تراقص المياه وفرحها وأتمنى أن تعودان إلى الحياة في أقرب فرصة ممكنة".

"محمد" عامل النظافة في "حديقة السبيل" أصابته النافورة المتوقفة بالخيبة بعدما كان يشعر بالنشاط أثناء عمله في الفترة الصباحية لتنظيف الأدران المنتشرة حول المقاعد وفي ممرات الحديقة: "كنت على موعد مع الفقرات الغنائية الصباحية كل يوم وعلمت بأن أعمال الصيانة انتهت للنافورة وسيصبح بإمكان زوار الحديقة الإستمتاع بمعزوفاتها وأغنياتها العذبة".

ويطغى في المقطوعات الموسيقية المقدمة صوت آلات الإيقاع على صوت الآلات النفخية والوترية، ومرد ذلك إلى الذائقة الموسيقية لمبرمجي النافورتين الموسيقيتين "وعلى أي حال فإن السمفونيات الموسيقية أو أي أغنية تراثية أفضل من الأغنيات الشعبية التي تبثها الأكشاك المنتشرة قرب مدخل الحديقة العامة والتي تستقطب شلل المراهقين غير الذواقين للطرب والنغم الأصيل"، كما يقول موظف حكومي اصطحب عائلته إلى الحديقة العامة لـ "شم الهواء".

وتضيف ألوان الطيف المرافقة للموسيقا ورقص المياه المتطايرة بانسجام مع العزف نوعاً من الهدوء والطمأنينة إلا ان قلة عدد المقاعد المحيطة بمستديرة النافورتين الموسيقيتين يحول دون استمتاع العديد من الأسر بالمشهد الرومانسي. وطالب مرتادون بمضاعفة عدد المقاعد بالقرب من النافورتين ليصبح بمقدورهم اصطحاب أسرهم لقضاء وقت جميل في الحديقتين وبالتأكيد على دوريات الأمن الجنائي لقمع أي تصرفات مخلة بالآداب والذوق العام تبدر عن المراهقين.

وينوي مجلس مدينة حلب تعميم التجربة على باقي الحدائق العامة التي يبلغ عدد الكبيرة منها ست حدائق ستضاف إليها حديقة المشتل الزراعي قرب مديرية الزراعة والتي نقلت موجوداتها إلى مكان آخر خارج المدينة. وتضم مدينة حلب الكثير من الحدائق وتبلغ نسبة الأماكن الخضراء حوالي ربع مساحة المدينة إلا أن انتشار مناطق المخالفات المحيطة بالمدينة حال دون زيادة رقعة البقع المخضرة.

وبلغت تكلفة النافورة الموسيقية في "الحديقة العامة"، والتي دشنت منذ أكثر من سنتين، 12 مليون ليرة سورية بينما اقتصرت تكلفة نظيرتها في "حي السبيل" الراقي على 4 مليون ليرة. ويأمل سكان المدينة بالإسراع في زيادة عدد النوافير الموسيقية وبإصلاح أي خلل يعترض طريقهما لمعاودة الغناء.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.