تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غزة تقاوم لتحيا فلسطين

مصدر الصورة
SANA

“إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة، منذ سنوات ولحم غزة يتطاير شظايا قذائف، لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو، الزمن في غزة شيء آخر، الزمن هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة، لكنه يجعلهم رجالاً في أول لقاء مع العدو، القيم في غزة تختلف، القيمة الوحيدة للإنسان المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال”.. هذا ما قاله الراحل محمود درويش، متحدثاً بلسان كل فلسطيني وعربي وحر في العالم عن صمود أهل غزة بمواجهة احتلال تجاوز في إجرامه جرائم النازية، وفاقت وحشيته كل ما يمكن لعقل أن يتصوره.

كلمات كتبها درويش قبل أعوام، لكنها تصور حال غزة اليوم وما تعانيه من عدوان إسرائيلي استباح كل شيء فيها، حياة أهلها، منازلهم، مدارسهم، المستشفيات، دور العبادة، مراكز الإيواء، محاولا كسر إرادتهم وتهجيرهم من أرضهم، لكنهم يقولون في كل لحظة: نموت هنا ولن نغادر.

360 كيلومتراً مربعاً، مساحة صغيرة بمعايير الجغرافيا، لكنها كبيرة بأهلها، بشجاعتهم، ببطولاتهم، بتمسكهم بحقوقهم، برفضهم للاحتلال الذي أخرجوه من أرضهم مدحوراً في عام 2005 حاملين راية المقاومة والنضال ضد الاحتلال ومخططاته، رغم الحصار والتجويع المتواصل منذ 17 عاماً.

في ظل تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة شعب واقع تحت الاحتلال يكابد الويلات جراء تآمر الغرب الاستعماري عليه منذ أكثر من 100 عام وسلب أرضه وتهجيره في أربع جهات الأرض يدخل العدوان على قطاع غزة اليوم شهره الثاني، لا حياة 2.3 مليون فلسطيني يختطفهم الاحتلال رهائن في القطاع، ولا دماء الأبرياء ولا الأشلاء المقطعة، ولا أنين عذابات الأطفال والجرحى والمرضى حركت شيئاً في ضمير هذا العالم الذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، تحت شعارات رنانة لو طبق جزءا منها لما استمر الاحتلال وشهدنا على شاشات التلفزة مجازره في غزة.

في غزة يموت الأطفال بين أيدي آبائهم، وفي أرحام أمهاتهم، ويموت الخدج في الحاضنات التي انقطعت عنها الحياة بانقطاع الكهرباء، وتجري العمليات دون تخدير، وخارج غرف الإنعاش، وفي ساحات المستشفيات التي فاضت بالجرحى والشهداء، ويسكن النازحون في بيوت المنكوبين، ويتقاسم المنكوبون الموت، وهم في بيوتهم، وأثناء نزوحهم، وخلال وقوفهم في طوابير للحصول على شربة ماء، أو رغيف خبز، أو داخل المستشفيات قصفاً بالطيران أو موتاً بانقطاع الدواء.

أكثر من 10 آلاف شهيد وما يزيد على 25 ألف جريح ضحايا مجازر تقشعر لها الأبدان خلال 31 يوماً من العدوان المتواصل لم تكف المجتمع الدولي ليعرف حقيقة هذا الكيان المجرم الذي أعلنها صراحة منذ عشرات السنوات، أن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، وزاد عليها أمس بأنه لا أبرياء في غزة، وأن الحل للخلاص من أهلها، هو قصفهم بقنبلة نووية.

قضية فلسطين ليست فقط قضية شعب احتلت أرضه وهجر منها، بل قضية الإنسانية جمعاء، ومن حق أهلها الحياة بحرية وكرامة كغيرهم من الشعوب، وواجب هذا العالم وقف نزيف الدم الفلسطيني، والاقتصاص ولو لمرة واحدة من القاتل، فعلى أرض فلسطين ما يستحق الحياة.

مصدر الخبر
SANA

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.