تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

معاناة تؤكد ضرورة اتخاذ موقف دولي حازم

مصدر الصورة
عن الانترنيت

رغم القلق الَّذي أبدَتْه الأُمم المُتَّحدة تجاه القصف الصهيونيِّ المتواصل على وسط قِطاع غزَّة، ودعوتها سُلطة الاحتلال إلى اتِّخاذ كُلِّ التدابير المتاحة لحماية المَدنيِّين، إلَّا أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ يصرُّ على مواصلة حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي يشنُّها ضدَّ سكَّان القِطاع العُزَّل والمستمرَّة لأكثر من (80) يومًا، ورغم تحذير منظَّمة الصحَّة العالَميَّة من أنَّ سكَّان قِطاع غزَّة يواجهون «خطرًا جسيمًا» يتمثَّل في انتشار الجوع الحادِّ وقلَّة الإمدادات في جميع أنحاء القِطاع الفلسطينيِّ، ودعوتها المُجتمع الدوليَّ إلى اتِّخاذ «خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الجسيم الَّذي يواجه سكَّان غزَّة ويقوِّض قدرة العاملين في المجال الإنسانيِّ على مساعدة الأشخاص الَّذين يعانون من إصابات فظيعة ومن الجوع الحادِّ، والمعرَّضين لخطرٍ شديد للإصابة بالأمراض»، إلَّا أنَّ الكيان الصهيونيَّ يواصل صمَّ آذانه عن تلك الدَّعوات، معتمِدًا على الدَّعم العلنيِّ والسِّريِّ الَّذي تقدِّمه له الدوَل الغربيَّة وعلى رأسها أميركا.

إنَّ الدَّعم الَّذي يُقدَّم للكيان الصهيونيِّ المارق هو ما يجعلُه يتبجَّح بشنِّ عدوان طويل الأمد على القِطاع، والحديث عن عدم وجود حلول أو طُرقٍ مختصرة، باستثناء القتال المستمرِّ والحازم، وهو ما يعني مزيدًا من الحرب الهمجيَّة ضدَّ أبناء فلسطين العُزَّل، مستغِلًّا الدَّعم الأميركي المفتوح الَّذي يبحث مع كيان الاحتلال الصهيونيِّ الأوضاع في غزَّة ما بعد الحرب، رغم المناشدات الَّتي تطلقها المنظَّمات الإغاثيَّة، الَّتي تؤكِّد جميعها عدم القدرة على إيصال المساعدات المطلوبة على الرغم من تبنِّي مجلس الأمن الدوليِّ مؤخرًا قرارًا يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانيَّة بشكلٍ آمِن ومن دُونِ عوائق على نطاق واسع، لكنَّه قرار مكتوب له الفشل؛ كونه لَمْ يطالب بالوقف الفوريِّ للعمليَّات العسكريَّة.

ولكن رغم هذا التواطؤ الغربيِّ، إلَّا أنَّ البعض يتحدَّث عن تغيير في الأُفق يشير إلى اختلاف بَيْنَ واشنطن وحليفها الصهيونيِّ. فالإدارة الأميركيَّة مضغوطة تحت وطأة الانتخابات القادمة، والَّتي تؤكِّد المؤشِّرات أنَّ عددًا كبيرًا من الشَّباب الأميركيِّ يرفض الدَّعم المقدَّم لكيان الاحتلال؛ لذا تسعى واشنطن لوقف هذا العدوان أو تقليل آثاره على المَدنيِّين، وأصحاب تلك النظريَّة يؤكِّدون أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ لا يستطيع أنْ يتحمَّلَ خسارة دعم واشنطن وسيضطرُّ إلى التحلِّي بالمرونة، خصوصًا مع الضغوط الاقتصاديَّة الَّتي يتعرَّض لها الكيان الصهيونيُّ؛

جرَّاء حالة التعبئة العامَّة المستمرَّة لقرابة الثلاثة أشْهُر، والعدد المتزايد من القتلى في الصفوف الصهيونيَّة، وضغط عائلات الأسرى على «نتن ياهو» وحكومته المتطرِّفة.

إنَّ تلك النظرة المتفائلة الَّتي يروِّج لها البعض تتعارض مع طبيعة حرب الإبادة الَّتي يشنُّها العدوُّ المحتلُّ على أرض الواقع، فالإرهاب الصهيونيُّ يكشف، لِمَنْ يريد أنْ يفهمَ من قادة العالَم والدوَل، حقيقة أهداف الاحتلال الصهيونيِّ، والَّتي تتلخَّص في استهداف المَدنيِّين الفلسطينيِّين في كامل الأراضي الفلسطينيَّة، سواء بالقتل بآلة الحرب أو ضرب جميع مُقوِّمات وجودهم في أرض وطنهم، وصمودهم وبقائهم ودفعهم إلى الهجرة والرحيل بحثًا عن مكان آمِن أو حياة مستقرَّة لأبنائهم والأجيال المتعاقبة؛

فالهدف الحقيقيُّ للعدوان هو تفريغ الأرض من مواطنيها الأصليِّين بأشكال الإبادة والتطهير العِرقيِّ كافَّة، خصوصًا مع خوف تلك الحكومة الإرهابيَّة من السقوط المنتظر، فور انتهاء العمليَّات العسكريَّة، ما يستلزم جرأة دوليَّة في التعامل مع هذه الحقيقة ومواجهتها من خلال اتِّخاذ قرار أُمميٍّ حازم لوقف إطلاق النَّار فورًا، وعلى العالَم إدراك أنَّ جميع المناشدات والدَّعوات بحماية المَدنيِّين لَنْ تجدَ آذانًا مصغية في ظلِّ استمرار إطلاق النَّار.

مصدر الخبر
افتتاحية الوطن العمانية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.