تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الصين وشوكة تايوان..!!

مصدر الصورة
عن الانترنيت

مع بداية العام الجديد تأخذ العلاقات بين الصين وكل من تايوان والولايات المتحدة أبعاداً جديدة من التوتر قد تأخذ شكل المواجهة المباشرة، خصوصاً مع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تجري في تايوان في الثالث عشر من الشهر الحالي.

الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد في خطاب رأس السنة أن «توحيد الوطن بأكمله حتمية تاريخية»، متخلياً عن لغة لينة سابقة قال فيها «إن الشعبين على جانبي المضيق هم أفراد نفس العائلة»، وعبّر عن أمله في أن «يتعاون الناس من الجانبين معاً من أجل التعزيز المشترك للرخاء الدائم للأمة الصينية».

كلام شي الجديد لم يلق استحساناً في تايوان، إذ قالت رئيسة تايوان تساي إينغ ون التي تنتهي ولايتها في أيار المقبل، والتي ستسلم منصبها للرئيس الجديد الذي ستأتي به الانتخابات الجديدة بعد أقل من أسبوعين، إن العلاقات مع الصين «يجب أن تقررها إرادة الشعب»، وإن «السلام يجب أن يرتكز على الكرامة»، داعية بكين لاحترام نتيجة الانتخابات.

رأى البعض أن كلام شي في هذا الوقت هو تحذير لتايوان من اختيار رئيس جديد معادٍ لها، ويحمل نوايا استقلالية، في إشارة إلى لاي تشينغ تي نائب الرئيسة الحالية، مرشح «الحزب الديمقراطي التقدمي» الحاكم الذي تصفه بكين ب«الانفصالي الخطر» و«المدمر للسلام»، باعتبار أن نتيجة هذه الانتخابات سوف تحدد مسار علاقات تايوان مع كل من الولايات المتحدة والصين للسنوات القادمة، لهذا فإن واشنطن تدعم انتخاب لاي باعتبار أن سياساته تشكل امتداداً لسياسة الرئيسة الحالية التي تعتبرها كابحاً لطموحات بكين في إعادة توحيد تايوان مع البر الصيني.

أما بكين التي تتهمها تايوان بالتدخل في الانتخابات فإنها تفضل فوز مرشح حزب «الكومينتاغ» هو يو - أيه الذي يؤيد الحوار معها ويرفض إعلان استقلال تايوان من جانب واحد.

يذكر أن هناك مرشحاً ثالثاً للانتخابات الرئاسية هو، كو ون جي زعيم «حزب الشعب»، ويوصف بالمرشح الشعبوي، لكن حظوظه في الفوز ضعيفة، رغم أنه يتبنى تعميق العلاقات السياسية والعسكرية مع حلفاء تايوان، وخصوصاً مع الولايات المتحدة.

ولأن الصين تعتبر «الحزب الديمقراطي التقدمي» التايواني أداة أمريكية في المنطقة تستخدمه لاحتوائها، كما أنه يستقوي بالولايات المتحدة للوصول إلى هدف الاستقلال، فهي ترى أن فوزه بالانتخابات يشكل خطراً عليها وعلى المنطقة، وتحديداً ما يتعلق بالتهديدات الأمنية في مضيق تايوان الذي يشهد توتراً وعروضاً للقوة من جانب الصين والولايات المتحدة، لذلك فإن الصين قد ترى في فوز مرشح «الحزب الديمقراطي التقدمي» ضياعاً لفرصة إعادة التوحيد سلمياً ما يضطرها لاستعادتها بالقوة.

ربما تواجه العلاقات الأمريكية الصينية مرحلة جديدة من التصعيد في حال فوز مرشح «الحزب الديمقراطي التقدمي» بالانتخابات الرئاسية التايوانية، مع ما يحمله ذلك من احتمالات خروج الوضع عن السيطرة، لأن الصين لا تستطيع تحمل شوكة في خاصرتها إلى مدى طويل.

مصدر الخبر
افتتاحية الخليج الإماراتية

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.