تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

شركات ناشئة تتسابق لإزالة الكربون في صناعة البناء

مصدر الصورة
العرب

تواجه الشركات الناشئة تحديا ينطوي على المساعدة في تطوير تكنولوجيا احتجاز الكربون، وذلك في إطار تحفيز صناعة البناء العالمية لتحقيق انبعاثات صفرية ضمن الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي.

وأطلقت الرابطة العالمية للإسمنت والخرسانة (جي.سي.سي.أي) نسخة جديدة من مبادرتها الدولية تحت شعار “تحدي الابتكار المفتوح” لإقحام الشركات الناشئة في حملة من أجل مواد بناء معدومة الكربون بالتعاون مع الكيانات المصنعة الرائدة في العالم.

وتعد الرابطة أول تجمع للصناعات الثقيلة في قطاع البناء والتشييد والإنشاءات يضع مثل هذه الخطة التفصيلية.

ويقول خبراء القطاع إن الشركات الناشئة من كل أنحاء العالم يمكن أن تؤدّي دورا كبيرا في دعم الجهود التي يبذلها أحد القطاعات العالمية الأساسية بهدف خفض الانبعاثات الضارة والمساعدة في معالجة التحديات المناخية.

كلاود لوريا: صناعتنا على عاتقها مهمة تحقيق الصافي الصفري

ويفترض أن تقوم الشركات الناشئة، التي تريد خوض المغامرة في الدورة الثالثة من المبادرة، بتطوير مواد ومكونات جديدة للخرسانة منخفضة الكربون، وهي خطوة رئيسة نحو الهدف المنشود في مسح البصمة الكربونية في صناعة البناء والإنشاءات.

ومن المتوقع أن تساعد الابتكارات الجديدة في توفير المزيد من الخرسانة الصديقة للبيئة عن طريق تقليل كمية الكلنكر المُستخدم، وهو العنصر كثيف الكربون من مكونات الإسمنت أو باستخدام أحدث عمليات التصنيع.

وقالت كلاود لوريا، مديرة قسم إنتاج الإسمنت وتطويره والممارسات البيئية والاجتماعية وممارسات الحوكمة رابطة جي.سي.سي.أي، “تحمل صناعتنا على عاتقها مهمة تحقيق الصافي الصفري، أما تطوير تكنولوجيا احتجاز الكربون فهو أمر حيوي في هذه المهمة”.

وأضافت “شهد برنامج تحدي الابتكار المفتوح الرائد عالميا بالفعل تقدما ملحوظا في غضون العامين الماضيين، في ظل تعاون الشركات الناشئة والشركات الأعضاء معا”.

وتابعت لوريا في بيان أوردته خدمة بزنس واير التابعة لوكالة فرانس برس “نحن نتطلع إلى رؤية إسهامات المتقدمين هذا العام، بغية الاعتماد على خطة العمل المكثف الجاري تنفيذها في كل أنحاء العالم”.

وركز التحدي الأول، في عام 2022، أيضا على تطوير تكنولوجيا احتجاز الكربون، وعمدت شركتان ناشئتان بالفعل إلى الانتقال إلى المرحلة التجريبية.

وإضافة إلى ذلك، تجري الشركات الناشئة البالغة 15 شركة المدرجة في القائمة المختصرة لتحدي الابتكار الثاني في العام الماضي، والتي من المزمع عملها على تطوير خرسانة منخفضة الكربون، مناقشات مع الشركات المصنعة بشأن إبرام علاقات شراكة تعاونية.

وشجع جوثان كول، المدير التنفيذي في شركة ألترا هاي ماتريالز الناشئة التي شاركت في التحدي المفتوح للعام الماضي، الآخرين على خوض هذه المغامرة.

وقال “لقد كان الدعم والتوجيه وعضوية جي.سي.سي.أي وتسهيل الفرص التعاونية مع أعضاء الرابطة فعالا وترك تأثيرا إيجابيا علينا جميعا. فنحن إذا سنحت لنا فرصة المرور بكل ذلك مجددا، لفعلنا بالتأكيد”.

المواد البديلة، بما في ذلك مخلفات البناء والهدم، تسهم في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر من الخرسانة المصنوعة بالطريقة التقليدية

وتؤكد جي.سي.سي.أي أن المواد البديلة، بما في ذلك مخلفات البناء والهدم، تسهم في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر من الخرسانة المصنوعة بالطريقة التقليدية، فضلا عن تقليل الحاجة إلى استخدام المواد الخام.

وتشير التقارير الدولية إلى أن لمثل هذه الابتكارات دورا في توفير كلفة البناء بنسبة تصل إلى 70 في المئة، وكلفة العمالة بنسبة تتراوح بين 50 و80 في المئة، إضافة إلى تقليل نسبة النفايات الناجمة عن عمليات الإنشاء بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

وتمثل الرابطة وأعضاؤها 80 في المئة من الطاقة الإنتاجية العالمية للإسمنت خارج الصين، إضافة إلى بعض المصنعين الصينيين الرئيسيين.

والتزمت الشركات الأعضاء بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الخرسانة والتي تمثل حاليا 7 في المئة عالميا، وصولا إلى الهدف المرجو بإزالتها نهائيا، من خلال تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بمستقبل صفر انبعاثات صفرية في غضون ثلاثة عقود.

كما وقعت جي.سي.سي.أي مؤخرا اتفاقية رائدة تقضي بالتعاون مع جمعية الإسمنت الصينية لتنفيذ خطة إزالة الكربون.

ويلعب تطوير التقنيات الجديدة دورا حيويا في تحقيق الهدف من خارطة طريق الصناعة وهو تحقيق الصافي الصفري، ومن المتوقع أن تكون تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه مسؤولة عن تقليل الانبعاثات الإجمالية بنحو 36 في المئة بحلول عام 2050.

ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تشييد أول مصنع إسمنت مزود بتقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون التابع لشركة هايدلبرغ في بريفيك بالنرويج بحلول نهاية عام 2024، ومن المتوقع افتتاح العديد من المصانع الأخرى بحلول عام 2030.

وقال توما غيلوت، المدير التنفيذي للرابطة، “ندرك بالفعل أن تكنولوجيا احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه فعالة، في ظل وجود مشاريع تجريبية وأخرى قائمة في كل أنحاء العالم”.

ولكنه أشار إلى أن من المهم معرفة الابتكارات الأخرى الموجودة، بما يتجاوز حدود هذه الصناعة، والتي يمكن أن تساعد في تسريع وتيرة تحقيق صافي الانبعاثات الصفرية.

مصدر الخبر
العرب

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.