حظي زيت الزيتون التونسي مرة أخرى بإشادة عالمية من حيث الجودة والصنف، في الوقت الذي تتطلع فيه الدولة لتحقيق المزيد من الخطوات لكي تجعل نشاط هذا القطاع أكثر قيمة، وأيضا جني المزيد من الإيرادات.
وفازت تونس الاثنين بالمرتبة الأولى وحصدت 30 ميدالية ذهبية في المسابقة الأسكندنافية الدولية لزيت الزيتون، التي احتضنتها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بمشاركة 14 دولة.
وأفاد رؤوف شوكات رئيس مجموعة المسابقات العالمية لزيت الزيتون جيوك في سويسرا المنظمة للمسابقة في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية بأن الميداليات توزعت بين ميداليات ذهبية في الجودة وأخرى ذهبية في الصنف الصحي و4 ميداليات فضية.
وشارك في هذه المسابقة بالإضافة إلى تونس إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا والبرازيل وفرنسا وكرواتيا والسعودية والمغرب والأردن والجزائر وليبيا والبرتغال.
1.1
مليار دولار عائدات تونس من صادرات زيت الزيتون في النصف الأول من الموسم الحالي، أي الفترة الفاصلة بين نوفمبر وأبريل الماضيين
وجاءت اليونان في الترتيب الثاني بعد تونس ضمن هذه المسابقة الدولية، تليها إسبانيا في المرتبة الثالثة وإيطاليا في الترتيب الرابع.
وتشرف جيوك على تنظيم 4 مسابقات دولية لزيت الزيتون في العالم وهي المسابقة الأفريقية – الآسيوية الدولية لزيت الزيتون والمسابقة الأوروبية الدولية لزيت الزيتون والمسابقة الأسكندنافية لزيت الزيتون والمسابقة الأميركية الدولية لزيت الزيتون.
وكانت تونس قد حصلت على المركز الأول في التاسع من مايو الجاري في المسابقة الأوروبية الدولية لزيت الزيتون، التي احتضنتها سويسرا بنحو 32 ميدالية منها 26 ذهبية في الجودة و4 ميداليات ذهبية في الصنف الصحي وفضيتان.
وتعتبر هذه النجاحات المتواصلة لهذا المنتج بمختلف المسابقات العالمية اعترافا دوليا واسعا بجودة زيت الزيتون التونسي.
ورغم ظروف تغير المناخ وقلة الأمطار، تعد تونس من الدول الأولى عالميا في هذا المجال، وهي في منافسة قوية مع دول حوض المتوسط وخاصة إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال.
وتظهر الأرقام الرسمية أن عائدات تونس من صادرات زيت الزيتون ارتفعت باطّراد لتبلغ 1.1 مليار دولار في النصف الأول من الموسم الحالي، أي الفترة الفاصلة بين نوفمبر وأبريل الماضيين.
وتخطت هذه الإيرادات الكبيرة عائدات السياحة وصناعة الفوسفات والأسمدة الأساسية في البلاد للفترة ذاتها، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن صادرا ت البلاد من زيت الزيتون بلغت حدود 1.22 مليار دولار ، وهي أعلى من مستويات الموسم السابق والبالغة نحو 800 مليون دولار.
60
في المئة من المزارعين يعملون في مجال زراعة الزياتين، استنادا إلى بيانات معهد الإحصاء الحكومي
وكانت تونس قد حققت أعلى مستوى إنتاج منذ 2011 في الموسم 2019 – 2020 بحصاد قياسي بلغ 440 ألف طن بسبب المعاومة، وهي ظاهرة معروفة للمزارعين، حيث تحمل أشجار الزيتون محصولا غزيرا في أحد السنوات ومحصولا ضعيفا في السنة التالية.
ويعلق المسؤولون التونسيون آمالا كبيرة على تحصيل عوائد أكثر من تصدير زيت الزيتون خلال الفترة المقبلة والاستفادة من فرصة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية لرفد خزينة الدولة.
وينتظر أن يكون إنتاج البلد من زيت الزيتون لهذا الموسم متوسطا بمعدل 200 ألف طن، وأن يتم تصدير معظمه، وخاصة نحو أسواق الاتحاد الأوروبي، لاسيما في ظل حاجة البلاد إلى العملة الصعبة لمواجهة أزمتها المالية المتفاقمة.
وتملك البلاد أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، حوالي 75 في المئة منها منتجة. وتنشط في تونس قرابة 1750 معصرة و15 وحدة تكرير و14 وحدة لاستخراج زيت الثفل، إلى جانب 35 وحدة معالجة وتعبئة.
ووفق المؤشرات الرئيسية لسلسلة قيمة زيت الزيتون، استنادا الى بيانات معهد الإحصاء الحكومي، يعمل 60 في المئة من المزارعين في مجال زراعة الزياتين.
وفي مسعى لزيادة الإنتاج في السنوات القادمة، قامت الجهات المعنية بتنفيذ مخطط لغراسة نحو 10 ملايين غرسة زيتون جديدة بنهاية 2020 لتعزيز حضور تونس كواحدة من أكبر الدول المنتجة لزيت الزيتون في العالم.
