تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مـا لـم ينشر عـن مؤتمـر المعـارضين السورييـن في دمشق

مصدر الصورة
الخبر

محطة أخبار سورية

وسط زحام الإعلاميين، وأسئلتهم المتداخلة، كانت مراسلة تسأل أحد المشاركين بنوع من الغضب:

إنتو مين؟ شو بتمثلوا؟ مين انتخبكم؟

وكأنها قضت عمرها من صندوق انتخابي إلى آخر، في بلد لا يصل فيه مسؤول إلا بالانتخاب الحر، والديمقراطي!

إعلامنا المحلي، لم يخن تلك الصورة التي نراه فيها على الشاشات، بدا محققاً أكثر منه إعلامياً، يستجوب، لا يسأل

وهذه أمثلة، بعضها تم تصويره صوتاً وصورة، وبقي في أرشيف تلك المحطات:

شو الاسم الكريم؟

ليس مطلوباً من جميع الصحفيين أن يعرفوا كل المعارضين، لكن يتوجب على من يريد تغطية مؤتمر لمعارضين أن يكون قادراً على تمييزهم، ولو بالشكل على الأقل.

هنا تفريغ شبه حرفي، لمحاولة الحصول على مقطع صوتي من فايز سارة، وسلامة كيلة:

وُجه لسارة السؤال الآتي:

"أحد المشاركين في المؤتمر شو بتقول؟" (هكذا: أحد المشاركين! وهو الذي ملأت صوره الشاشات "المغرضة" مؤخراً على الأقل)، وأُعيد هذا "السؤال" أكثر من مرة، بينما سارة يتجاهل كاميرات تلاحقه ليس بوصفه واحداً من أبرز المعارضين الذين عرفوا المعتقلات، بل فقط لأنه "أحد المشاركين"

ولأن التقرير التلفزيوني بحاجة لتصريح من شخص ما كي يكتمل، وحين ضاق ذرعاًـ كأي بشريـ بأولئك الذين "يتدافشون" حوله، وقال لمراسلة: "بعدي هيك" (ابتعدي)، كانت تلك الكلمة هي التي ظهرت على الهواء، لتبدو المعارضة فظة، تعادي الصحافة وتقول لها: "بعدي".

وحين مر سلامة كيلة بين المتجمهرين أمام الباب، قال أحدهم: "هادا معارضة"

ويبدو أن أحد المراسلين حاول أن "يتذاكى" على كيلة، كي يدفعه للتحدث، فقال له إنه من قناة "الجزيرة"، فرد كيلة: "أنا ضد الجزيرة"

كان هناك ضجيج كبير، لكن يبدو من السياق أن كيلة اتهم الإعلام المحلي، فردت عله مراسلة: "نحنا صحافة حرة..."

"أي حرة؟ إنتو كذابين، أنا ضد الجزيرة، وضد الدنيا، وضد كل هالقنوات، أنا مع البلد"

ـ "ونحنا مع البلد"

ـ "للأسف عم تشوهوا البلد" وقبل أن يدخل القاعة، سألوه: "شو الاسم الكريم؟"

ـ "اسمي سلاكة كيلة... سجله عندك"، فلم يسمع جيداً:

ـ "شو؟ شو الاسم؟" "سلامة كيييييييلة"

لؤي حسين.. للأرشيف

معظم ما قاله حسين في "حواره" مع الإعلام المحلي، كان من نوع: "غير صالح للنشر"، هنا النص الحرفي:

بدأ حسين بالحديث:

"أريد أن أبين لماذا أتخذ موقفاً مقاطعاً للإعلام السوري، هذا الإعلام ليس حراً، وأنتم لستم أحراراً، وأقول إن أجهزة المخابرات تتسلط على الإعلام السوري وتحول دون حريته، نحن لا نستمع في محطاتنا إلا إلى التقارير الأمنية، وليس الإعلامية، نحن نريد من الصحفيين ومن السلطات أن تسمح لكم بالذهاب إلى الشارع، إلى مناطق الاحتجاج، كي تأتوا بالمعلومة، وحين نقول هذا الكلام، فنحن لسنا معنيين أن يوجه إلينا أي كلام عن محطة أجنبية، تلك المحطات لا علاقة لنا بها، هذه محطاتنا الوطنية وعلينا أن ندافع عنها وعن حريتها وعن استقلاليتها من القبضة الأمنية...

سؤال: بالهجوم عليها؟ ألا تعتقد أنك تبالغ قليلاً؟

وقبل الإجابة سؤال آخر:

"تم الاعتداء على أكثر من 15 صحفياً من التلفزيون السوري، وكسرت أكثر من 12 كاميرا، حين بادرنا، وكنا نُهاجَم وكأننا أعداء لهؤلاء المتظاهرين؟"

جواب: أنا لا أتحدث عن ذلك، معاناة الإعلام السوري ليست وليدة اللحظة، هذه سيرورة الإعلام وهذا ما أعاق الصحفيين عن المبادرة والعمل الخلاق.

نحن نعتبر الآن أن هناك فرصة لندافع عن إعلاميينا ومؤسساتنا الإعلامية كي تستقل، وبعدها نختلف حول المسائل التقنية، سلطة الإعلام يجب أن تكون مطلقة، أصحاب النفوذ يجب ألا يكون لهم أي علاقة...

سؤال: لماذ هناك في بعض القنوات دعوة إلى التحريض المذهبي والقتل....

قبل الإجابة سؤال آخر: "هل تعتقد أن ما تقوله سيعرض على القنوات المحلية أم سيبقى للأرشيف فقط؟"

جواب (وهو المقطع الوحيد الذي تم عرضه، منزوعاً من سياقه، فبدا كأن الإجابة تتعلق بوقائع اللقاء):

أنا آمل أن يعرض، وسأسعى لأن يعرض، وسأقاتل لتكون المحطات الوطنية حرة، وأرجو ألا يسألني أحد عن المقارنة بين محطاتنا والمحطات الخارجية، هذه محطاتنا ومؤسساتنا، كأي مؤسسة في البلاد، وأنا لا علاقة لي بالحديث عن مؤسسات أي دولة أخرى.

سؤال: من أهم ما طرح في أجواء الاجتماع: وقف الحل الأمني شرطاً لبدء حوار، كيف تدعون إلى وقف الحل الأمني، وهناك مسلحون في الشارع يستهدفون الناس والجيش وأفراد الأمن؟

وسؤال: "استكمالاً لهذا السؤال: هؤلاء المسلحين يسيؤون لأنهم يستغلون المظاهرات السلمية، ويسيؤون لكم كمعارضة وطنية، وللسلطة، ولنا نحن كمواطنين.. أنت ماذا تقول؟"

جواب: "كل مسلح في البلاد هو خصمي، نحن نبحث عن سلمية العمل، لكن علينا أن نبحث: لماذ ظهر هؤلاء، إن كانوا حقيقة موجودين، ظهروا نتيجة العملية الأمنية، لقد حذرنا منذ البداية أن العنف يولد العنف، ونخاف أكثر من المستقبل إن استمرت هذه العملية الأمنية بهذا الشكل.

سؤال: "يعني مثلاً إذا أنتم دعوتم المسلحين بفرض أن هناك مسلحين، إذ دعوتموهم لوقف عمليات القتل، هل سيسمعون منكم؟"

جواب: إن كان هناك مسلحين فعلى المخابرات أن تعالج الأمر، لأنهم من منتوجها، وليسوا من منتوجنا، نحن لم ندع يوماً إلى العنف.

سؤال: من الذي قتل أفراد الأمن والجيش؟

جواب: أنتم إعلاميون، هل نأخذ المعلومة من قياس منطقي، أم أن لها مقومات أخرى؟

تعلق مراسلة: "خليني أسمع هالشي من تمك"

يقول: المعلومة لها مقومات المعلومة، كالصورة، والتقرير... قد تكون فرقة إسرائيلية قتلت الناس في جسر الشغور، ما أدراني؟

سؤال: صرح مصدر عسكري أن هناك 1300 شهيد من الجيش والأمن...

جواب: لم تدعني أكمل.. أنا لا أنكر أن هناك أكثر من المصرح عنه، لكن لا يمكنني أن أعرف من قتلهم، نحن نعتمد على التقرير الأمني وهذا ليس صحفياً، علينا أن نأتي بالمعلومة الإعلامية بمقوماتها، أما أن نستنتج منطقياً من قتلهم، فحقيقة: لست أدري؟

عباس النوري.. ضيف الشرف

سألته مراسلة محطة محلية: "المعارضة بالخارج تخوِّن اللي عم يعقدوا اجتماعن داخل دمشق، إنت شو بتقول؟"

أجاب النوري: "رح أجِّل كلامي لبعد المؤتمر، أنا جاي ضيف، لشوف وشاهد كل أصدقائي سواء كانوا من المعارضين أو من النظام، هالكلام يعنيني أن أشاهده بشكل حي."

سؤال أكثر وضوحاً: "طيب حضرتك بتآمن بالأهداف اللي عم يحكوا فيها، بما فيها إنو ما في مسلحين في الشارع السوري؟"

جواب: "هادا كلام ما فيني أحكي فيه نهائياً، في معنيين بيحكوا فيه"

جودت السعيد... "اِعترف"!

صحفية سألت المفكر الإسلامي جودت السعيد، وهو أحد أبرز دعاة اللاعنف:

"هناك عصابات تمارس القتل والتخريب، وخصوصاً أن هذه الرواية اعترفت (لا يوجد آراء، هناك اعترافات دوماً) بها صحيفة الصنداي تايمز، بعد السماح لمراسليها بالدخول"

وعلى طريقته الهادئة والتي تذهب عميقاً في الشرح قبل الإجابة، قال السعيد: "أسامة بن لادن وجماعته، وقبل أن يهجموا على نيويورك، هجموا على الكعبة واحتلوها... هل سمعت بذلك؟ "لا" "لأن العرب يكتمون هذا الحدث، ولا يريدون أن يتحدث عنه أحد...."

تقاطعه بسؤال كان حاضراً في ذهنها دون أن تسمع ما يقول الرجل، ودون مقدمات، تسأل:

ـ "يعني أنت "تعترف" بوجود هذه الجماعات المسلحة..."

هنا يقاطعها الدكتور محمد العمار الذي كان يرافق السعيد (وهو الصديق الفكري له)، يقول لها:

"وما أدراه هو... شو هالسؤال... هذا سؤال غلط، شو يعني هو ناشط ميداني عم تحققي معه لتسأليه هذا السؤال؟ يعني إنت مسكتيه (قبضت عليه) في درعا أو بانياس، وعم تحققي معه إذا في عصابات أو لا؟ أنت عم تحكي مع أستاذ، مفكر... تسأليه: شو رأيك برواية السلطة؟ شوفي وأنا أقول لك: رواية السلطة لا يصدقها أحد..."

تقول: "هناك كثير من الجيش والأمن... من يقتل هؤلاء؟"

يقول العمار: هذا سؤال تسأليه للسلطة، إذا السلطة غير قادرة على حماية الناس فهذه مشكلة، وإذا هي تقتل الناس فهذه مشكلة أكبر، مسؤولية السلطة أن تعرف، ووظيفتكم كإعلاميين البحث في مكان آخر، ابحثي عن الإجابة في الواقع، في الميدان".

بعد المؤتمر:

رغم وجود إعلاميين من الصحف الرسمية إلا أن هذه الصحف اعتمدت الخبر الذي بثته "سانا" وتحت عنوان "شخصيات سورية معارضة ومستقلة تعقد لقاء بدمشق لمناقشة الوضع الراهن"، عدا "البعث" التي وضعت عنواناً متمايزاً: "لقاء المعارضة يدعم "الانتفاضة السلمية"، ويرفض التدويل والتخل الخارجي"، وأبقت على جسم الخبر كما هو.

ركز الخبر على "منع الإعلام من التغطية في بعض الجلسات" و"تعرضه للكثير من المضايقات والخطاب غير المتزن من قبل بعض المعارضين الذين أبدوا عدم ثقتهم بالإعلام الرسمي" ثم استعرض أبرز بنود البيان الختامي، والعهد الذي أصدره المشاركون.

كان لافتاً أن صحيفة "بلدنا" انفردت بعنوان يتضمن موقفاً واضحاً: "بشهادة من حضر: أصوات نشاز، آراء غير متوقعة، عناوين عريضة"

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.