تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر "التغيير" يضم عميلاً للموساد لهيئته الاستشارية

محطة أخبار سورية

"إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا"! من من العرب لا يعرف هذه النصيحة التي كانت تشترى بجمل أو بعير ، يوم كان الجمل والبعير ثروة!؟ أما حين أصبحت قيمتها أقل من شروى نقير ، وأصبحت على قارعة الرصيف، ومجانية، فلم يعد أحد يعطيها بالا!

 

إنها قصة المعارضة السورية ، أو بالأحرى بعض "ركابها" من العلق الذي يتغذى على دماء نضالاتها وشهدائها والطفيليات والأشنيات وبقية الحثالات التي طفت على سطح مستنقعها "بليلة ما فيها ضو قمر"! وإذا أردنا المزيد من التحديد : إنها قصة "حثالات مؤتمر أنطاليا" ، كما أسماهم أحد زملائهم ، الذي ـ رغم تاريخه السياسي النجس ـ لم يتردد في مغادرة صفوفهم بعد أن اكتشف أن الدنيا لم تزل تجود بمن يتربع فوق تاريخ أكثر نجاسة وعفونه من تاريخه!

"الهيئة الاستشارية للمؤتمر السوري للتغيير" ، المنبثقة عن المؤتمر المذكور، عينت يوم أمس شخصا يدعى عهد الهندي في عداد أعضائها التنفيذيين ، ولولا الحياء لكانت أسمته "سفير إسرائيل لدى مؤتمر أنطاليا"!

 

عندما كشفنا عن الاستعدادات للتحضير لمؤتمر أنطاليا ، قبل أن يجري تداول أمره إعلاميا ، أوردنا اسم عهد الهندي ( إلى جانب الدكتور عبد الرزاق عيد) في عداد الهيئة المنظمة للمؤتمر ، وأرفقنا التقرير بسيرة ذاتية لهذا الشخص منذ أن قبض عليه في أحد مقاهي الأنترنت في سوريا وهو يتصل بإحدى الشبكات الإسرائيلية ، أرسل لنا رسالة بالبريد الإلكتروني ينفي فيها أن يكون له علاقة بالمؤتمر المذكور ، مدعيا أن الدكتور عيد "دحش" اسمه في عداد قائمة المنظمين للمؤتمر والمشاركين فيه دون أن يسأله. لكنه لزم الصمت إزاء كل المعلومات التي ذكرناها في تقريرنا عنه وعن قصة اعتقاله في سوريا وأسبابها ، ولم ينف حرفا واحدا منها! لكننا فوجئنا يوم أمس بأن "الهيئة الاستشارية"المنبثة عن مؤتمر أنطاليا عينته عضوا في المكتب التنفيذي للهيئة. وهذا يعني أنه كان يدجّل ، وأن ما قاله الدكتور عيد عن مشاركته ..صحيح.

 

ليس من باب المصادفة في شيء أن يكون تعيينه عضوا في الهيئة المذكورة جاء بعد أسابيع قليلة من تعيينه مديرا للبرنامج العربي في مؤسسة "سيبر ديسيدنتس" الإسرائيلية المعنية بتجنيد الشبان العرب المنشقين وإدارة أنشطتهم على الإنترنت. ولكي لا يتهمنا أحد بالقذف والتشهير ، واتهام الناس بما ليس فيهم ، نقدم لهم نبذة تعريفية بإدارة المؤسسة المذكورة:

 

أولا ـ مدير المؤسسة ديفيد كيس : وهو ، كما تعرفه المؤسسة ذاتها ، منسق لـ"برامج الديمقراطية" في معهد الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلي الذي يترأسه الليكودي المتطرف ، والمرشد الروحي لبنيامين نتنياهو ، ناثان شارانسكي. كما أنه مساعد سابق للسفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة. وهو ـ إلى ذلك ـ متخرج في جامعة تل أبيب. ولكن ما لم يشر إليه التعريف ، وحرص على حذفه ، نجده في مكان آخر ، حيث يعرف عن نفسه بأنه خدم في القسم الاستراتيجي بالجيش الإسرائيلي.

 

ثانيا ـ مساعد مدير المؤسسة نير بومس : إذا كنا أول من قدم نير بومس إلى الشارع العربي قبل سنوات ، وكشفنا عن مهماته في اختراق المعارضة السورية ، بدءا من فريد الغادري في العام 2004 ، فإن هذا لا يمنع من التذكير ببعض "مواهبه" ومهماته.

 

يعرّف نير بومس نفسه في موقع المؤسسة من خلال المهماته البحثية والصحفية التي قام بها ، ومن خلال تخصصاته الدراسية في الشؤون السورية والإيرانية. لكنه يتحاشى ذكر الوظائف والمهات التي أداها في الجيش الإسرائيلي. وهذا ما نجده في الموقع الخاص به . في هذه الصفحة نقرأ أنه ضابط برتبة ليفتينانت احتياط في قسم الاتصالات بالجيش الإسرائيلي ( المخابرات والاستطلاع) ، ومتخصص في "تأثير تكنولوجيا المعلومات على المجتمع المدني السوري". وبعد ذلك أصبح مسؤولا أمنيا للسفارة الإسرائيلية في واشنطن. (سننشر قريبا معطيات ووثائق ، بعد التأكد منها ، تشير إلى أنه أحد الذين يتولون المساعدة في إدارة عمليات الاتصال بين عدد من "التنسيقيات السورية" في الداخل و موقع "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" الذي يديره الإخواني فداء طريف السيد، و" شبكة شام" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها). على يمين الصفحة نفسها يضع نير بومس شريطا لأحد أنشطته المشتركة في باريس مع عمار عبد الحميد. ويتذكر القراء أننا كنا أول من نشر الشريط قبل أكثر من ثلاث سنوات.

 

ثالثا ـ ناثان شارانسكي : وهو أهم مستشار للمؤسسة المذكورة ، بحسب موقعها . وغني عن البيان أن شارانسكي هو المرشد الروحي لبنيامين نتنياهو ، ووزير سابق ، والمدير التنفيذي لـ"الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل" منذ العام 2009 .

 

تبقى الإشارة ، وهذا ليس غنيا عن البيان(!)، أن المكتب التنفيذي الذي يتولى عهد الهندي التنسيق والاتصال فيما بين أعضائه و "المرشد الروحي" للجناح المتصهين في المعارضة السورية ، نير بومس، تضم كلا من : عمار القربي ، الزعيم العشائري عبد الإله الملحم ، عبد الباسط حمو ، جورجيت علم ، سليم منعم ، د. محمد رشيد. ومعظم هؤلاء ( وهذا ليس بمحض المصادفة!) أعضاء في اللقاء الذي نظمه الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ـ ليفي مؤخرا في باريس!؟

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.