محطة أخبار سورية
أكد وزير الإعلام عدنان محمود أن الإعلام السوري انتقل في المرحلة الراهنة من الأزمة التي تعيشها البلاد من الدفاع ورد الفعل إلى "الهجوم المباشر" بلغة المعرفة والاختصاص ووفق "رؤية إستراتيجية" وأن 90 بالمئة من السوريين يتابعون التلفزيون السوري، بحسب دراسة ميدانية أجرتها «مؤسسة متخصصة» في هذا المجال.
وأوضح الوزير، في اجتماع أمس مع فعاليات اقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية في القصر البلدي بحلب، أن العنوانين الرئيسين لسياسة الوزارة في هذه المرحلة هما «إعلام الدولة هو إعلام المجتمع ولا سقف للإعلام في التعاطي مع الشأن العام ومع قضايا المواطنين، ومكافحة الفساد ومناقشة كل القضايا في الإطار الوطني».
وأشار إلى أن الإعلام الوطني السوري «يعيش واقعاً على مستوى البنية والسياسة التحريرية والكادر البشري حيث كشفت الأزمة بعض نقاط ضعفه على مستوى التأثير ووضعته أمام تحد كبير خضناه في ميادين العمل من خلال مبادرات امتدت إلى كل عناصر الأزمة وأتت بنتيجة إيجابية في التأثير والتفاعل مع المجتمع السوري، وهو بحاجة إلى مراجعة دقيقة للانتقال إلى مرحلة جديدة بصدور قانون الإعلام الجديد وتشكيل المجلس الوطني للإعلام ولا بد من هيكلة منظومة الإعلام الوطني، فعلى صعيد الصحافة المكتوبة سيكون هناك مؤسسة واحدة وطنية تجمع الصحف والإعلام السوري يتحرك بشكل يومي مع الأزمة على قاعدة الانتقال من إعلام الدولة إلى إعلام المجتمع والتركيز على الإعلام المحلي في الفترة المقبلة بعد أن كان المركز يأخذ مساحة كبيرة من الاهتمام على حساب المحافظات».
ولفت، الوزير الذي عقد ثلاثة اجتماعات أحدها مخصص لإعلاميي حلب، إلى أن 600 شركة متعددة الجنسيات مرتبطة «بالمخطط الخارجي الغربي الأميركي الذي يستهدف سورية وأن أكثر من 90 بالمئة من الصورة تكونها وسائل الإعلام ومثلها لا أساس لها من الصحة عبر وسائل الإعلام العربية تجاه سورية والتي تحل الصورة المصنّعة بدل الحقيقية، كما تخصص بعض الوسائل أكثر من 90 بالمئة من تغطيتها للحدث السوري بموقف أحادي وبنمط يمارس القذف والتحريض المذهبي والطائفي بحق المجتمع السوري لإنهاكه، وتأتي أكثر من 83 بالمئة من مصادر المعلومات عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ويجب أن تكون شريكة مع الإعلام الوطني في متابعة الأحداث والكشف عن تزييف الوعي».
وأجاب الوزير عن مداخلات وأسئلة الحضور، فبيّن أن الوزارة تؤسس لمرحلة جديدة «تستند إلى مواكبة بيئة الإعلام المعاصر باستخدام التكنولوجيا الحديثة وتقويم الأداء العام للدولة بكل مؤسساتها ومواجهة جوانب الخلل في حياتنا اليومية، ونحن بصدد إنشاء مدينة إعلامية على مستوى سورية وتوسيع البث المحلي لحلب ليصل إلى مساحة مفتوحة ولدينا يومياً 18 ساعة بث مباشر في التلفزيون السوري ومن المحافظات المختلفة».
وأضاف: «نعمل على إنشاء قناة متخصصة بقضايا الشباب وبإدارتهم وإعداد مركز بحوث ودراسات الرأي العام، فعمر التلفزيون السوري أكثر من 50 عاماً وإلى الآن لا دراسة عن أثره في المجتمع السوري وإذا لم نعرف التغذية الراجعة للمضمون الإعلامي فكيف سنخطط، فالإعلام سابقاً مرتبط بالحكومة لكنه الآن عين المواطن على الأداء العام»، لافتاً إلى أن المكاتب الصحفية في الوزارات «غير فاعلة» على مستوى التواصل بين الوزارات ووسائل الإعلام «وهدفها تسويق الوزير وليس الوزارة وخطتها، وكذلك الأمر في المكاتب الصحفية للمحافظات».
وأشار إلى أن «الإخبارية السورية» ستنتقل إلى البث المباشر خلال شهر ونصف الشهر «بمشهد إخباري جديد شكلاً ومضموناً، ونضع الآن الكادر البشري والبنية التحتية للانتقال بها إلى أداء نوعي لتلبي حاجة المواطن السوري وألا تكون نسخة عن الفضائية السورية»، لافتاً إلى أن «الرقابة المسبوقة» غير موجودة حالياً في ذهنية المسؤولين عن الإعلام السوري الرسمي «الذي يتقدم على الإعلام الرسمي العربي بربع قرن».
