أعطي التعليم المهني والتقني في بدايات تأسيسه دفعا خطابيا وزخما نظريا واسعا من قبل القيمين في وزارة التربية آنذاك ,باعتباره سيشكل رديفا هاما لحاجات السوق الشاغرة ويقفز بالصناعة المهنية والحرفية إلى خطوات نوعية ومتقدمة هذا ما كان يقال ,فماذا كانت الحال ؟ .
ما حدث ويحدث في الواقع العملي فان خريجي الثانويات والمعاهد المهنية وخاصة الصناعية منها قد تحملوا عبئ البطالة وبقائهم في محطات انتظار المسابقات التي لم يعلن إلا عن واحدة منها خلال هذا العام وذلك منذ أكثر من 25 عاما .
ولا تقف إشكاليات هذا الاختصاص العلمي عند حدود المستقبل المجهول للخريج في هذا التعليم وإنما تنسحب إلى واقع الطالب الحالي في الثانويات الصناعية ,ففي محافظة الحسكة (وغير معلوم لدينا عن باقي المحافظات) فان بعض مقررات المنهاج وكتبه لهذا العام لم تصل إلى الطلاب حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات ,علما أن موعد بدء امتحانات الفصل الأول كانت بتاريخ 26 من الشهر الجاري ,ومن الأمثلة على ذلك مقرر (تدريبات عملية في صيانة الحواسيب ماديا وبرمجيا ) هذا المقرر الذي اعتمدته وزارة التربية في بداية هذا العام والمعمم بكتابها رقم 1343 تاريخ 7/4/2010 إلى كافة المحافظات وذلك بدلا عن مادتين تم إلغائهما لطلاب الصف الثالث الثانوي .
ورغم ارتفاع أصوات وشكاوي الطلبة والمدرسين الاختصاصيين وخاصة طلاب الثالث الثانوي فان مكتبات الثانويات الصناعية في المحافظة والتي يبلغ عددها 13 مكتبة لا تزال تعاني نقصا حادا في الكتب مثل كتاب أسس كهرباء نظري وتدريبات بناء دارات وجبر منطقي وتدريبات عملية في تقنيات الحاسوب وكتب اللغة الفرنسية والانكليزية ,حيث تصل نسبة النقص في بعض الكتب التي لم يحصل عليها الطلاب حتى الآن إلى ما يقارب 40 % ,
وعلمت محطة أخبار سوريا(SNS) من بعض أولياء الأمر من أهالي الطلبة إلى أن شكواهم كانوا قد أوصلوها إلى مديرية الكتب والمطبوعات في وزارة التربية التي بادرت بدورها الى إجراء بعض الاتصالات الهاتفية مع مديرية تربية الحسكة للاستفسار عن النقص الحاصل في المنهاج والكتب ,غير أن مديرية التربية اتخذت موقف النفي الكامل لهذه الحقيقة , ما جعل طلاب الثانوية الصناعية يتحملون نتائج تقصير هذه المديرية وتكبرها عن المعالجة.
وفي محاولتنا للتواصل مع مديرية تربية الحسكة من خلال معاون مدير التربية لشؤون التعليم المهني والتقني للوقوف على الأسباب والحلول الممكنة في هذا السياق ,فان محاولتنا لم يقابلها إلا الصد والتجاهل,حيث أشارت معاونة مدير تربية الحسكة إلى مراسلة الوزارة بهذا الشأن ولكن دون جدوى ,ولدى مطالبتنا بصور عن الكتب المرسلة إلى الوزارة كان الجواب بالتسويف وضرورة موافقة مدير التربية ,غير أن مدير التربية كمرجعية إدارية أعلن في أكثر من مناسبة أنه لا يتعامل مع الصحافة المحلية (كما يسميها) .
فمن يتحمل المسؤولية هذا التعليم, وكيف سيكمل طلاب الثانوية الصناعية في الحسكة امتحاناتهم؟
