تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الصرف الصحي..سرطان ولايشمانيا لأهالي بابيلا بإدلب

مصدر الصورة
محطة أخبار سورية SNS

يعتبر الصرف الصحي المشكلة الأخطر والأكبر التي تهدد حياة السكان في محافظة إدلب. فمياه الصرف الصحي المكشوفة والتي تنتشر في أغلب المدن والتجمعات في المحافظة, تتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر, (قيام الأهالي باستخدام مياه الصرف الصحي لري الأراضي المزروعة بالخضروات), بانتشار الأوبئة والروائح الكريهة والأمراض بدءاً باللايشمانيا وانتهاءً بالسرطانات. فبحسب إحصاءات السجل الوطني للأورام عام / 2005 / فإن معدل حدوث السرطانات في محافظة إدلب لكل /100/ ألف من السكان هو /59/. وأكثر السرطانات شيوعا سرطانات الجهاز الهضمي .

في هذا التحقيق سنلقي الضوء على معاناة سكان بلدة بابيلا / 8 / كم شمال مدينة معرة النعمان, مع مجارير الصرف الصحي المكشوفة والتي تحيط بالقرية من الغرب والشرق .
معاناة طويلة ..... وأضرار بالجملة
من يلتقي بأهالي البلدة ويستمع لأرائهم حول هذه المشكلة يلحظ وبشكل واضح في نبرة أسواتهم وصدق كلماتهم معاناة حقيقة من مشكلة الصرف الصحي, فالسيد أبو أحمد صاحب حقل قمح مجاور لمجرى الصرف الصحي الشرقي يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل, على هذه الحالة, لقد حرقت المياه الوسخة الأرض والزرع. أنظر إلى حال هذا الزرع ألا يقطع القلب(؟!).
ونحن على أبواب موسم الصيف, يتهيأ أبناء البلدة لموسم حافل كالعادة بالروائح الكريهة ومختلف أنواع الحشرات والقوارض, فكما يقول الحاج خالد: بأن "حال القرية كذلك منذ أكثر من /25/ عاما فالوعود كثيرة ولكن لم يتغير شيء على أرض الواقع".
أما مشكلة اللايشمانيا في القرية فقصتها (ألعن وأدق رقبة), فعدد الإصابات بالمئات وتردي الوضع الخدمي إلى جانب مأساة الصرف الصحي, تهدد بمضاعفة الإصابات أضعافا مضاعفة.
الطفلة رهف أصيبت بحبتي لايشمانيا في وجهها والوالدة تخشى على وجه ابنتها من التشوه. تقول الأم: "ما زلت أعيش كابوس ما حدث مع أبن عم ابنتي, حيث أصيب وجهه بتشوه نتيجة إصابته باللايشمانيا وأنا الآن أخشى على وجه ابنتي من نفس النتيجة".
البلدية .... لا حول ولا قوة !!؟؟
الأستاذ مصلح الرمضون رئيس بلدية بابيلا أكد لنا بأن البلدية "خاطبت المحافظة بعدة كتب بهذا الخصوص, وآخرها كان الكتاب رقم /4/ص تاريخ 31/7/2008, لكن دائما كان يأتينا الرد بأنه "سوف يتم إنشاء محطة معالجة لكن متى لانعرف". وهنا نذكر بأن الخطابات والكتب المرفوعة للمحافظة بهذا الخصوص كما ذكر لنا الأهالي لم تتوقف منذ أكثر من عشرين عاما, أي قبل تشكيل البلدية بسنوات طويلة إلا أن لغة التسويف نفسها لم تتغير والوضع يزداد سوءاً .
عضو المكتب التنفيذي المختص : ننتظر الموافقة
رفعنا شكوى الأهالي وصورة الوضع لعضو المكتب التنفيذي لشؤون الصرف الصحي في المحافظة خالد الخلف الذي أكد لنا بأنه "تم إنجاز كل الدراسات الخاصة بإنشاء محطة المعالجة قرب مدينة معرة النعمان شمال شرق بابيلا عند تلاقي محور دير الشرقي – معرشمارين – معرشمشة مع وادي الهرماس, وذلك بتكلفة إجمالية بلغت /1,3 / مليار ليرة سورية, حيث سيتم تحويل كل مجارير الصرف الصحي في المنطقة إلى هذه المحطة, وهذا سوف يساهم في توفير المياه النظيفة لري المزروعات في هذه المنطقة التي تعاني من شح المصادر المائية". ويضيف, "بأن عقد إنجاز المحطة قيد التصديق حالياً". لكنه لم يحدد فترة زمنية للبدء في إنجازها, الأمر الذي يترك باب الانتظار مفتوحا والى أجل لا يعلمه إلى الله. 
وماذا بعد ....؟؟!!
أقل القليل أن تقوم الجهات المختصة بسقف مجرى مياه الصرف الصحي. فهذا الإجراء البسيط من شأنه أن يخفف معاناة الأهالي بنسبة /90 % /, لكن يبدو أنه حتى هذا الإجراء البسيط ليس على أجندة الجهات المعنية. فكما يقول المثل العربي (اللي بياكل العصي مو مثل اللي بعدها). فمن يعيش في فيلات ومساكن فخمة بعيدة عن مناطق التلوث والأوبئة لن يشعر بمعاناة من أجبر على العيش في تلك المناطق أو بالقرب منها, وإن التسويف المستمر والمماطلة من قبل الجهات المختصة في تخليص أهالي هذه البلدة من شرور الصرف الصحي لن يؤدي إلا لنتيجة واحدة : كوارث بيئية وصحية أدهى وأمر.  

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.