تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المرأة تتقن الثرثرة أكثر من الرجل لامتلاكها هرموناً يساعدها في التفوق فيه

مصدر الصورة
SNS

محطة أخبار سورية

يرى علماء النفس أن المرأة أكثر تفوقاً على المستوى اللفظي من الرجال, وبالتالي فهي تجيد تبادل أطراف الحديث ... وكشفت دراسة مؤخرا أن لدى المرأة هرموناً يطلق عليه اسم  /أوكسيتوسين / وصفه العلماء بأنه هرمون ضبط المزاج هو الذي يدفع المرأة إلى  التحدث مع الأهل والصديقات والجارات وغيرهن للتخلص من الضغوط دون الانسحاب للصمت أو الاندفاع إلى العدائية كما يفعل الرجال .

                         18 ألف كلمة تطلقها المرأة في اليوم

وعلميا يقال إن المرأة قادرة على أن تتكلم /18/ألف كلمة في اليوم ما جعلها أكثر ثرثرة من الرجل الذي لا يمتلك نصف هذه المقدرة الكلامية، كما أن طبيعة المرأة وتكوينها واهتماماتها جعلت مادة الثرثرة بين النساء مختلفة عن الرجل ... لكن الثرثرة عند بعض الناس تعتبر عامل جذب لا يقاوم إذ لا يستطيع الإنسان أن يقيم نفسه من خلال معرفته بالآخرين وما يفعلونه... وقد تكون وسيلة سهلة لمعرفة الناس وطباعهم عندما يثرثرون، فنتمكن  في مثل هذه الحالات التمييز بين المخادع والكاذب فيما يعتبر آخرون  أن الثرثرة تخفف من الضغوطات عن الإنسان وتزيل عنه بعض الهموم من خلال مشاركته الآخرين في حلها أو حتى في سماعها..

 

لكن السؤال هل الثرثرة فعلا حكر فقط على النساء دون الرجال ... وهل  هي وسيلة صحية تحمي المرأة من الاضطرابات؟؟! وهل الكلام الزائد يعتبر أمراً بالغ الصعوبة بالنسبة للرجل ولا يليق بمقامه ؟؟ ومتى تكون الثرثرة مفيدة ...ومتى تكون ضارة ؟؟؟

                    مجموعة من الآراء تحدثت بصراحة عن هذا الموضوع ....

   الثرثرة تخفف من الضغوطات

رائد /عامل مقسم/  يؤكد إنه يشعر بالتحسن عندما يتحدث عن مشكلة ما تواجهه  سواء مع الأهل أو الأصدقاء، وتخفف عنه الكثير من الضغوطات عندما يشاركه الآخرون في حلها لكنه أشار إلى أن الثرثرة عندما تتناول حياة الآخرين الشخصية أو تتعدى ذلك  تصبح مشكلة كونها تخلق أوضاعا غير طبيعية ومفتعلة بين الأشخاص . ورأى أن كل الإنسان بطبعه يميل إلى الكلام ، وقلة من البشر الذين يميلون إلى السكوت وعدم الإفصاح عما في قلوبهم مبينا أن هؤلاء يميلون بطبعهم إلى العزلة كونهم يرفضون أن يشاركهم الآخرون همهم .

المرأة أكثر ثرثرة لأنها تدقق في التفاصيل

ويعتبر أحمد /مسؤول علاقات عامة/ أن المادة الأفضل للثرثرة بين الناس هم الأصحاب والأهل يليهم مباشرة الفنانون وتناول أخبارهم وسيرة حياتهم مشيرا إلى أن الثرثرة أو الكلام هي من المتع الأكثر شيوعا بين البشر، ربما لان الطبيعة البشرية تتميز عن غيرها من الكائنات بالكلام والنطق فخصها الله بالقدرة على التعبير عن ذاتها ... لكنه رأى أن المرأة بشكل عام أكثر ثرثرة من الرجل كونها تدقق في التفاصيل في الوقت الذي يبحث فيه الرجل عن العموميات .. هذا مايؤكده انشغال الكثير من النساء في جلسات صباحية أو مسائية تلتف فيها النسوة حول فنجان قهوة أو كوب من الشاي تفضفض فيها كل واحدة للأخريات عن كثير مما يشغل بالها... حتى أن الثرثرة تصل إلى مجال العمل .

ويقول /أحمد /إن محتوى الثرثرة يختلف بين النساء والرجال.. ففي الوقت الذي تتحدث فيه المرأة  في المواضيع الاجتماعية يثرثر اغلب الرجال في المواضيع السياسية والاقتصادية والرياضية كل حسب اهتماماته .

ويعتبر آخرون أن  الثرثرة لا تكون  ضارة عندما تتضمن معلومات قيمة عن المجتمع ومعايير المقبول أو غير المقبول أو عندما نتعلم مفاهيم وثقافات وتبادل خبرات وتجارب تشعرنا بالأمان والاستقرار مشيرين إلى أن للثرثرة وجهان حلو ومر ..المر عندما نثرثر في خصوصيات الناس وندخل في تفاصيل سرية لحياتهم من اجل تدميرها، مثل تشويه السمعة التي تؤدي إلى تخريب البيوت .. كما أن هناك بعض أنواع الثرثرة قد يصل إلى الطلاق وغيرها من الأمور المؤذية، في حين أن هناك وجها حلوا يتمثل في تبادل المعلومات والثقافات وغيرها .

الثرثرة دائما غير مفيدة

أم محمود/ موظفة/ تقول إن الثرثرة دائما تكون غير مفيدة وتدخل في باب الحش  والنميمة ومعظمها تهدف إلى التدخل في خصوصيات وأعراض الآخرين وسلوكياتهم.. مثل فلانة تزوجت وتلك طلقت وثالثة تخرج في آخر الليل وغيرها من الأمور التي تسيء إلى سمعة الآخرين.. وغالبا ما تنقل الثرثارات الأخبار السيئة للشخص بغرض إيذائه نفسيا، وعندما تسأل النسوة عن مصدر معلوماتهن يجبن بأنها من مصادر موثوقة ... 

 

وتؤكد أم عماد /ربة منزل/  ... أن الأسرة تلعب دورا كبيرا في تنمية الثرثرة أو إخمادها حسب طبيعتها   إلا أن الثرثرة عندما تتحول إلى نميمة  وانتقاد للآخرين هذا دليل عن نقص عند المرأة التي تتناول الآخرين ..من خلال إسقاط كل القيم السلبية التي تشعر بها على من حولها ليقوى شعورها بالأمان .

الثرثرة ناتجة عن الحسد والغيرة

وتعتبر مي /مدربة رياضة/  ... أن الثرثرة مفيدة لإقامة الصداقات والعلاقات وتبادل الأخبار المجدية وضارة عندما تكون ناتجة عن تفجير الغضب أو الانتقام الذي تسببه الغيرة والحسد والحقد أحيانا. فالثرثرة تحمل نوايا خبيثة أو بريئة حسب شخصية المثرثر وطريقته في الثرثرة. مبينة أن أكثر أنواع الثرثرة إزعاجا تلك التي تستغيب الآخرين أو تلك التي تأتي من اقرب الناس إليك خصوصا من الأهل والأصدقاء والأقرباء ... وتؤكد أن مواجهة النمام ووضع حد له أفضل الوسائل للحد من محاولاته ... فيما ترى حنان  موظفة...  أن الثرثرة ترتبط بعقلية الإنسان وليس عمره.. فمن الممكن أن ترى إنسانا كبيرا وبالغا يثرثر.... وآخر مراهقا ولا يحب الكلام والثرثرة .. لكن  خير الكلام ما قل ودل لهذا يجب على الإنسان أن يقل خيرا أو يصمت كي لا يقع في الخطأ أو المعصية.

وانطلاقا من مخاطر الكلام الذي نسمعه خاصة إذا كان يحتوي على الكثير من الشواذ ... لا بد أن نتحقق من صحة المعلومات قبل إطلاق الأحكام  ورفض الاستماع إلى الأمور السلبية التي تمس الآخرين وكرامتهم خصوصا إذا كانت تحمل تشويه سمعة..وأن نتعلم كيفية المحافظة على السر وعدم الخيانة وعدم تناقل حديث المثرثر السلبي كي لا نتسبب في مشكلة اكبر .

يجب فرض قيود على الثرثرة السلبية

الباحث الاجتماعي /علاء عبد العزيز /يرى أن أهم الطرق للحد من هذه الظاهرة هي فرض قيود على المثرثر السلبي ووضع حد له لا يتخطاه من خلال رفض الاستماع له ولأقواله والتحقق من المعلومات التي يقولها.. لان هناك دائما أمور مغلوطة تنقل لنا بهدف الإساءة إلى آخرين والذين هم أكثر نجاحا من الناقل عنهم .

ويؤكد /عبد العزيز /أن الإنسان يستطيع أن يميز هدف الثرثرة  من خلال الشخص الذي ينقلها

وما يقصده ... وعما إذ كان شخصية خبيثة أم إيجابية يثرثر من اجل التسلية والضحك أم من أجل التخابر.. ويشير إلى أن للثرثرة متعة وفوائد ففيها شغل للوقت بالتسلية مع الآخرين والتعلم من تجاربهم وإحداث تحالفات حول الأسرار إضافة إلى أن للثرثرة دورا في الظهور بمظهر جيد أمام الآخرين عندما نعلم ما لا يعلمونه من أخبار وتجارب.. كما تعتبر الثرثرة وسيلة لجذب الانتباه وكسب شعبية كبيرة أو رفع مكانة شخص ما  في عيون الآخرين وهذا  ما يفعله أحيانا المدير الذكي الذي يجعل الموظفين حوله يثرثرون عن بعضهم ليعرف كيف يسير العمل وما يتحدثون به عنه وحتى لا يتحدوا في النهاية ضده.

ويعتبر الباحث الاجتماعي أن الثرثرة مفيدة في البورصة وسوق العمل بسبب الإشاعات التي تنتشر في مثل هذه الأوساط.. وتلعب  دورا في التنفيس عن ضغوطات الحياة ومعاناة الإنسان والشعور بالرضا والأمان .

تحمل في طياتها المفاهيم والإشاعات الخاطئة

منى جبر /اختصاصية علم الاجتماع/ ترى أن الثرثرة شعار شائك ومطاط مثله مثل الحرية على سبيل المثال ولا تشعر بأنه دائما على صواب وهو شعار نسبي وليس مطلقا.. وتشير إلى انه من الممكن أن تكون الثرثرة سلبية كما هي الحرية.. فتحت بند الحرية يفعل البعض ما يريدون وكذلك الثرثرة التي تتبادل فيها أخبار وإشاعات ليس لها أي قيمة أو أهمية فتكون هنا رخيصة لما تحمله من مواضيع تناقلها الناس بسرعة وتحمل في طياتها المفاهيم والإشاعات الخاطئة التي تؤدي إلى أخطار كثيرة على سمعة ونفسية الشخص الذي يثرثر عنه ... ويالتالي هذه الثرثرة تجعل المرأة اقل عرضة من الرجل للوقوع فريسة للإدمان أو الاضطرابات العصبية .

 للتنفيس عن الهموم

وتوضح /جبر /... قد يعتقد البعض أنّ النساء أو الفتيات يتصفن بالثرثارات عموماً ربّما كان ذلك تجنياً بالثرثرة عليهنّ .. وربّما كان ذلك بسبب ظروف القهر الذي تعرضن له ماجعلهم ينفسن عن بعض همومهنّ وأوجاعهنّ بالكلام المجرّد .. وربّما اتّخذت الثرثرة صفة العادة المتوارثة ، أو فرصة للسمر والترويج عن النفس بعد نهار مثقل بالمتاعب  ... لكن أيّاً كان السبب من غير المحبب بالنسبة للفتاة المثقّفة والواعية والمؤمنة والرشيدة الانجراف وراء الكلام العبثي وإطلاق عنان الكلام يوقع في أضرار ومفاسد كثيرة ، كالغيبة والبهتان والكذب والمبالغة والهزء بالآخرين  وهو تعبير سواء عند الرجال أو النساء ناتج عن فراغ  أو تعبئة للفراغ بالفراغ .

تنتزع صفة الاحترام عن الأشخاص

ويقول بعض المختصّين في الشؤون النفسية إنّ الحركات العفوية والتصرفات اللاّ واعية والعادات التي تأصّلت بالشخص بشكل غير إرادي   تضعف شخصية كل إنسان سواء كان رجلا أم امرأة وتنزع عنه كل الصفات التي تحبب الآخرين به وتجعله محترماً عندهم ... لكن  الحاجة إلى السمر والأحاديث العفوية والدعابة ومجاذبة أطراف الحديث في بعض الشؤون الخاصّة والعامّة .. حاجة نفسية لتفريغ بعض القبح المتراكم داخل صدورنا والابتعاد عن تمضية الساعات الطويلة في الكلام الفارغ والثرثرة المسيئة .

 

                    أطفال الأمهات الثرثارات يملكون كما من الكلمات والألفاظ

 

وضمن هذا الإطار أظهر بحث علمي جديد بثته محطة /شانيل‏2000‏الأمريكية /أن أطفال الأمهات الثرثارات يملكون كما من الكلمات والألفاظ في عمر‏/20/ شهرا أكثر من أطفال الأمهات الهادئات بنحو/131/ كلمة إضافية .

ويري الأطباء واللغويون أن الأمهات الثرثارات يساعدن أطفالهن علي اكتساب مدى واسع من الكلمات والألفاظ‏ مؤكدين ضرورة أن تبدأ الأم بالتحدث مع طفلها منذ بداية بكائه  و حتى أثناء الحمل‏ لأن للجنين قدرة فريدة على السمع‏ وتنصح‏ /‏ فرانسيس الديس /أخصائية مشاكل النطق بمستشفى ميتشجان للأطفال  الآباء والأمهات بالتحدث مع أطفالهم حتي وهم يعملون وعند ممارستهم نشاطهم العادي‏ ليتمكن الطفل من الربط بين الكلمات والأفعال وتقترح أن تقوم الأم بعد أصابع الطفل بصوت عال ليستطيع التعرف علي الأرقام وتؤكد أن أطفال الأمهات الثرثارات يكونون سعداء وأكثر تفاعلية مع الأشخاص والمؤثرات حولهم بعكس نظرائهم الذين ليتربون في أوساط هادئة‏ وتشدد على عدم استخدام الآباء طريقة الأطفال في التحدث لان الطفل يفهم ويقلد‏ , بل يجب أن تكون جملهم واضحة وبسيطة وقصيرة وان يمرنوا الطفل علي الحديث بلغة سليمة ومفهومة

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.