تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإطفائي أوباما

 

الإطفائي أوباما
 
 شخصية فذة متألقة تحمل روح الشباب تتحرك كثعلب ماهر تصعد الأدارج بهمة منقطعة النظير، ابتسامة عريضة دائمة، يحدق كنسر من الأعلى وهو ينظر إلى الجغرافيا الأرضية، يختار موقع هبوطه تجتمع به مواصفات ما ذكرنا ليركب سيارة الإطفاء ويجوب العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، يحل على أرضنا العربية ليطفئ الحرائق التي أشعلها أسلافه منتشلاً صورة أمريكا التي أوصلوها إلى الحضيض، وغايته بناء صورة جديدة جميلة براقة جذابة تعيد حضور القطب الأمريكي من خلال طرح أقوى الوعود بإعادة رسم الصورة وأجمل الكلام، يلقيه إلى العالم وفي خطاب هو الأقوى للأمة العربية والإسلامية حتى الآن قدمه اليوم .
 
تابعته كما تابعه المئات من ملايين العرب والمسلمين والعالم، ووجدت في كلماته التي ألقاها بين القاهرة والرياض ظاهراً عاطفياً وجوهراً علمياً عقلياً، يمتلك الاستراتيجية الأمريكية القديمة التي تحمل قوة العصا والجزرة والتي تخلّى عنها سلفه البائد بوش بحمله العصا من طرف واحد وضرب الأرض بها أينما نظر ووصلت إليها عصاه ،
 
عليه أقول: أن لا نستعجل في التصفيق وأن لا نمنح بعضنا البسمات لنحلل ما يلقى إلينا باهتمام وتفكر، فكلمات أوباما حقيقة جديدة وليست مجددة وخطاب ذر الرماد في العيون رش علينا من مدفع عربة الإطفاء، مهمته أن يطفئ النيران المتأججة على الأرض العربية والإسلامية والغليان المتجيش في النفوس والعقول، يرش علينا قطرات أمل بعد القتل الهائل والدمار الشامل الذي أحدثته آلته العسكرية ومارسه أسلافه في العراق وجنوب لبنان وغزة وأفغانستان وفي كل مكان يسكنه عرب أو يحل فيه إسلام، نعم إطفائي ثعلب أسمر ماهر الحركة والحراك، يمتلك ثقافة الأديان يخاطب بها كل من يحتاجها بلغته، يحتمي في بيوت الأرانب العالمية في جدلية تحمل معادلة اللامنطق، فنعلم أن هناك اتفاقات لا تظهر نتائجها إلا بعد حين، وهذه المعادلة ناجحة بكونها تحمل الإخفاء والإظهار فهل يقدم الأرنب هدايا من أرانبه أو من أبنائه ليشبع الثعلب وتصح المعادلة ، الأرنب يسمح للثعلب مقابل أن يحقق له شروطه بالبقاء، فيحمي الثعلب الأرنب فيحصد بذلك كامل الجوائز في الناتج النهائي يخاطب أوباما الأمة العربية الإسلامية أمة العواطف بأن يحلموا وأن يكون لهم أحلام ،وأن يتمردوا بضوابط وأن لهم حقوقاً عليهم استثمارها وأن عليهم شروطاً هي بمثابة الأوامر ينبغي أن ينفذوها، وكل ذلك من أجل أن ينخرطوا تحت راية المجتمعات المدنية وإلا  ستلغى الجزرة وتعود سياسة العصا لمن عصى، لقد اعترف أوباما بأن للعرب حقاً في الحياة والتطور، وقال: إن الكيان الصهيوني شعب يهودي شرد وحرق من قبل النازية الألمانية، ولذلك هو خط أحمر وإن الفلسطينيين أيضاً شردوا وحرقوا وقتلوا فلماذا هم خط أخضر؟!
 
 هذا التشابه لم يتحدث عنه الإطفائي الذي يعد بالمساعدة وتقديم ثقافة التقانة والتطور للأمة العربية والإسلامية، لقد طالب وهو يرش علينا ماء الإطفاء بالسماح بارتداء ثياب الصلاة والصوم وضرورة الأخذ ببند الزكاة، ولم يحدد لمن يجب أن تدفع هل للغرب أم للمستضعفين في الأرض، سهّل الكثير من الأمور والكثير الكثير منع بأدب المسلم لا المستسلم ،لذلك كله وفي عود على بدء نصرّ ونؤكد على أن ما جاء به الإطفائي أوباما هو جديد ونافع، ويحمل الإغراء العاطفي بكون الشعوب العربية والإسلامية توّاقة لسماع لغة السلام والمسالمة ورفع الجور والظلم القادم من المجتمعات الغربية والأمريكية عنها، فهي شعوب محبة وعاطفية، حقيقة الضغط عليها من قبل الغرب والشرق خلق بها شعور الانتفاضة فإذا صدق الإطفائي أوباما فإنه حقيقة يستحق التصفيق ولكن لا تستعجلوا الفرح والتصفيق، بل انتظروا نتائج الإطفاء ومواده الواجب تحليلها بما أنها تُرش علينا .
 
  
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.