تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الوحدة الوطنية الفلسطينية السلاح القوي والفعال.. أعيدوا امتلاكه قبل فوات الأوان..

 

الوحدة الوطنية الفلسطينية السلاح القوي والفعال.. أعيدوا امتلاكه قبل فوات الأوان..
 

 

 

                                                                                                                                                                                                        جاك خزمو- رئيس تحرير مجلة البيادر السياسي المقدسية 

 

 
 
 
عندما تم الإحتفال بتوقيع "اتفاق مبادئ أوسلو" في ساحة البيت الأبيض الأمريكي في أيلول عام 1993 حذرنا في مقالات عدة من التفاؤل المفرط بتحقيق السلام، وقلنا حينها إن إسرائيل توصلت إلى هذا الاتفاق مع منظمة التحرير من أجل ضرب منظمة التحرير ضمن سياسة "احتوائها" وليس تحديها أو محاربتها إذ إن المحاربة والمواجهة لم تؤدِّ إلى نتائج، بل على العكس، كان الشعب الفلسطيني يتمسك أكثر وأكثر بها، ويلتف حول قيادتها، ويقول ويردد إنها هي الممثل الشرعي والوحيد له.
وحذرنا أيضاً من تأجيل بحث وطرح موضوع القدس، وتحفظنا عليه لأننا نعلم علم اليقين أن إسرائيل ستغيّر من الأمر الواقع خلال فترة قصيرة، ومن خلال تطبيق إجراءات على الأرض عبر توسيع للمستوطنات، والعمل على تهجير وإبعاد أبنائها إلى خارج حدود المدينة.
وتحفظنا أيضاً على المواضيع المؤجلة في البحث وهي الحدود، والاستيطان، وحق العودة وغيرها من القضايا الأساسية، واتُّهمنا حينها بأننا نغرّد خارج السرب.
وبعد مرور حوالي 16 عاماً على توقيع هذا الاتفاق وما تبعه من اتفاقات نقول وبكل صراحة إن إسرائيل نجحت إلى حد كبير في "احتواء" منظمة التحرير عبر شل فعاليتها ونشاطاتها وحتى وجودها، إذ إن السلطة الوطنية الفلسطينية أصبحت هي التي تمثل الشعب، وهي الإطار الأهم من منظمة التحرير، علماً أن السلطة هي ذراع لا بل جزء من المنظمة وليست كل المنظمة.
انهمكنا في متابعة ما يجري في الداخل، وانشغلنا في تعزيز وجود السلطة وتقويتها، ودخلنا في متاهات الصراع على "الكراسي" و"المناصب"، وابتعدنا عن حقوقنا المشروعة الأساسية، وبدأ سقف مطالبنا ينخفض رويداً رويداً بسبب اللهاث وراء سلام وهمي، ووراء هدف شريف وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولكن وللأسف خيار السلام لم ينجز شيئاً على الأرض لأن الجانب الإسرائيلي لا يريد السلام، حتى إنه اغتال رئيسه آنذاك إسحاق رابين لأنه كان يملك الإرادة والقدرة لتحقيق السلام، ولكنهم لا يريدون السلام، بل كان هدفهم الأساسي إضعاف منظمة التحرير وشلّها ومن ثم توجيه ضربات موجعة إنْ لم تكن قاضية ضد حقوقنا الفلسطينية.
وللأسف الشديد سرنا على درب الانشقاق والخلاف بعد انتخابات المجلس التشريعي في كانون الثاني عام 2006، وأعطينا المجال للجانب الإسرائيلي كي يغرّد كما يشاء، ونحن تائهون في زواريب الخلاف على السلطة.. وهذا الأمر يجب أن يتوقف وينتهي لنعود إلى صوابنا، ولنفكر من جديد ونعيد حساباتنا، ولنؤكد أيضاً أن قوتنا في وحدتنا وليس في خلافاتنا وانقساماتنا وتشرذماتنا كما يدّعي "البعض"؟
إننا ندعو إلى العمل الجاد لرص الصفوف مجدداً، وإلى إعادة اللحمة للجسم الفلسطيني، وإلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس متينة وصلبة، وأن تكون هذه المنظمة الإطار السليم الذي يحتوي الجميع، ويضم كل القوى والفصائل وكل أبناء فلسطين داخله، ويجب ألا نسمح لفلسطيني واحد بأن يكون خارج هذا الإطار أو الجسم الذي دفعنا ثمناً باهظاً في الدفاع عنه، وفي إبقائه قوياً، وفي تبنيه كممثل شرعي ووحيد لشعبنا الفلسطيني.
ويجب عدم نسيان أن منظمة التحرير هي من تمثل الشعب، وليس السلطة، لأن المنظمة هي الإطار الأوسع والأكبر وتمثل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وأن كل الاتفاقات وقعت مع منظمة التحرير وليس مع السلطة الوطنية، وأن الاعتراف العالمي والدولي هو بالمنظمة وليس بالسلطة، وأن سفراءنا في الخارج يمثلون المنظمة وليس السلطة، وهذه السلطة لم تصبح بعد "دولة" لأن عضويتنا في الأمم المتحدة أو في الجامعة العربية وفي منظمة العالم الإسلامي هي عضوية مراقب ولمنظمة التحرير أيضاً، أي من الواجب ألا نشطح في الخيال ونبعد عن الواقع... ولذلك فإن الإطار الأكثر قوة لنا هو منظمة التحرير الفلسطينية.
انطلاقاً من أهمية منظمة التحرير، ومن أجل إفشال ما سعت إسرائيل لتحقيقه، فإننا نطالب، وبكل شدة وحرص وتصميم وإصرار، على ضرورة تفعيل منظمة التحرير، وتنفيذ ما اتفق عليه في القاهرة في آذار 2005 بضرورة العمل على إعادة بناء المنظمة.
نطلب من الجميع أن يتنازلوا عن المطالب الشخصية، والطموحات الذاتية، وأن يغلّبوا المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى، وخاصة المصالح الهامشية.
وقبل إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أوائل العام القادم 2010 لا بدّ أن نكون قد أعدنا الاعتبار والهيبة والمكانة لمنظمة التحرير من خلال إعادة بنائها وضم الكل إليها بعيداً عن التشنجات والحساسيات، وأن نكون أيضاً قد حققنا في لقاءات الحوار في القاهرة أو في الداخل إلى اتفاق يضع خلفنا الخلاف والانشقاق، والضعف أيضاً.
يجب إفشال المخطط الإسرائيلي في القضاء على منظمة التحرير، وبالتالي شطب حقوقنا الفلسطينية المشروعة، وذلك عبر وحدتنا أولاً وأخيراً.
إننا نصر على تحقيق الوحدة، وإن فشلنا في تحقيقها وبقي الحال على ما هو عليه من ضعف، فإن إسرائيل ستنفرد بنا، وسنتوقع المزيد من المعاناة، وكذلك ستفرض علينا حلولاً جزئية لا تحقق طموحاتنا الوطنية.
لا بُدَّ للجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية، ومن لا يريد ذلك فعليه أن يتنحى، ويعطي الأمانة لمن هو قادر على مواصلة الدرب، وخاصة درب تحقيق الوحدة الوطنية التي هي السلاح الوحيد الفعّال الذي يجب أن نمتلكه دائماً وأبداً.
كل أملنا أن يأخذ الجميع هذا النداء التحذيري على محمل الجد، وأن يدركوا أننا نغرّد داخل السرب، ولكن تغريدنا هو الصحيح والسليم والمطلوب.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.